شبكة قدس الإخبارية

دبابات إسرائيلية في الضفة الغربية.. هل بدأ الضم فعلاً؟

٢١٣

 

photo_5897579921428040199_y

خاص - شبكة قدس الإخبارية: مع دخول العلمية العدوانية لجيش الاحتلال التي أطلق عليها اسم "السور الحديدي"، يومها الـ33 في مدينة جنين ومخيمها، قررت حكومة الاحتلال الدفع بدبابات إلى شمال الضفة، وذلك للمرة الأولى منذ اجتياح "السور الواقي" عام 2002 أبان انتفاضة الأقصى، والذي سيطر جيش الاحتلال من خلاله على مراكز المدن الفلسطينية.

يأتي هذ الإجراء في ظل واقع معقد تعيشه الضفة الغربية بشكلٍ متصاعد منذ عام 2023، فيما صدرت خلال الشهور الماضية العديد من التصريحات الإسرائيلية التي تمحورت حول بسط سيطرة الاحتلال على الضفة الغربية، ولا سيما تصريحات وزير مالية الاحتلال المتطرف بتسلئيل سموتريتش.

ومنذ تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تطالب حكومة الاحتلال الإدارة الأمريكية بالإقرار بفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، وهو ما قال عنه ترامب في 4 فبراير/شباط الجاري إن إدارته ستصدر قرارا قريبا بشأنه، فكيف تتساوق هذه التصريحات والمخططات مع سلوك جيش الاحتلال عل الأرض، وما الهدف من استدعاء الدبابات إل الضفة الغربية؟

فرض السيادة الإسرائيلية

في حديث خاص لـ"قدس الإخبارية"، قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد رفيق عوض، إن هذه الخطوة تأتي في إطار محاولات الاحتلال لفرض السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية، وجس النبض من خلال ردات الفعل العربية والدولية.

وأضاف عوض، إن العملية العدوانية على الضفة الغربية، وتكثيفها من خلال استخدام الدبابات في عملية تفريغ المخيمات الفلسطينية وتدميرها كجزء من تصفية قضية اللاجئيين الفلسطينيين.

وأكد أن استخدام جيش الاحتلال للدبابات والمعدات العسكرية الثقيلة في الضفة الغربية، هو حرب سياسية وديموغرافية، تهدف إل التهجير والتدمير، تحت ذرائع مختلفة، واختلاق سيناريوهات كـ"الخشية من تكرار السابع من أكتوبر في مستوطنات الضفة الغربية".

وأوضح أن ما يقوم به جيش الاحتلال، هو تحقيق أهداف سياسية استراتيجية وبعيدة المدى، وليست آنية، وفق تصورات وأهداف الصهيوينة الدينية التي باتت تتمتع بقدر من واسع من النفوذ في حكومة الاحتلال.

الضم قد بدأ بالفعل

في حديث آخر لـ"قدس الإخبارية"، قال الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق، إن الاحتلال صدر دعاية أن الأمور تتعلق بمحاربة مجموعات المقاومة الفلسطينية فقط، وقد ساندته السلطة الفلسطينية بتصدير هذه الرواية، ولكن في الحقيقة الهدف أوسع من ذلك بكثير.

وأكد القيق أن الاحتلال استخدم هذه الرواية كغطاء لتمرير مخطط الضم، فيما نقف اليوم بشكلٍ فعلي أمام تنفيذ مخطط الضم، ومحافظة جنين شمال الضفة الغربية هي أول محافظة تم ضمها، وتعطيل كافة مناحي الحياة فيها، ودفع الأهالي للتنقل من منطقة إلى منطقة، وهو ما يؤكده اتساع العملية العدوانية إلى عدة قرى وبلدات من بلدات المحافظة.

وأشار إلى أن مجريات الأحداث ومسار العملية العدوانية لجيش الاحتلال في شمال الضفة الغربية، يؤكد أن العدوان ستطال باقي محافظات ومدن الضفة الغربية لضمها بالكامل.

استعراض عسكري

من جانبه، قال المتابع للشأن الإسرائيلي محمد بدر، إنه لا يوجد أي هدف عسكري فعلي لاستخدام هذه الدبابات في الضفة الغربية، بل يأتي في إطار استعراض القوة الإسرائيلية، والتأكيد على هشاشة السيادة السياسية الفلسطينية المتمثلة بالسلطة.

وأوضح بدر أن استحضار الدبابات يأتي في إطار محاولة إشغال الرأي العام والإسرائيلي، من أجل خلق أولويات جديدة تحرف الأنظار عن عمليات التبادل بين المقاومة والاحتلال في قطاع غزة، وعن قوة المقاومة في غزة، وتحقيق إنجازات شكلية ترضي مجتمع المستوطنين.

سيطرة إسرائيلية على مساحة 44.5% من مساحة الضفة

وقبل أيام، كشفت دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، عن خريطة تظهر أن 44.5% من أراضي الضفة الغربية باتت خاضعة للسيطرة الإسرائيلية.

وتقدم الخريطة -التي جاءت ضمن تقرير نشرته الدائرة- لمحة عن التوسع الاستيطاني المتصاعد في الضفة، إذ تظهر أن حكومة الاحتلال بنت خلال عام 2024 وحده 5 مستوطنات جديدة، إلى جانب 50 بؤرة استيطانية جديدة.

وبينت الخريطة أن 44.5% من أراضي الضفة الغربية باتت خاضعة للسيطرة الإسرائيلية أو تم ضمها خلف الجدار الفاصل.

وأشار تقرير دائرة المفاوضات إلى تضاعف عدد المستوطنين في الضفة 3 مرات منذ عام 1995، ليبلغ نحو 740 ألفا عام 2024.

وحذرت الدائرة في تقريرها من أن سياسات إسرائيل تقضي بسرعة وبشكل لا رجعة فيه على حل دولتين قابلتين للحياة.

ولفتت إلى أنه إذا استمر البناء والتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية على حاله فإنه يمكن للمستوطنات أن تتوسع إلى 5 أمثال حجمها الحالي على الأراضي المصادرة.

عدوان مستمر

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه العسكري على الضفة الغربية المحتلة، للشهر الثاني على التوالي، 

واقتحمت قوات الاحتلال برفقة جرافات عسكرية بلدة قباطية جنوب جنين وشرعت بتجريف وتدمير الشوارع، والبنية التحتية في البلدة، فيما داهم الجنود عدة منازل وحولوها لثكنات عسكرية.

ودمرت قوات الاحتلال منطقة مثلث الشهداء والشارع الرئيسي بين جنين نابلس، إضافة لهدم المقاهي في المنطقة وجدار مقبرة الشهداء العراقيين.

#جنين #جيش الاحتلال #الضفة الغربية #طولكرم