ترجمة خاصة - قدس الإخبارية: كشفت صحيفة معاريف العبرية، عن حدثين مهمين تجنبهما رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن، خشية إثارة غضب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وأوضحت الصحيفة أن نتنياهو امتنع عن إجراء مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن لشكره على المساعدات الهائلة التي قدمتها الولايات المتحدة للاحتلال بعد السابع من أكتوبر\تشرين الأول 2023، والتي تضمنت ميزانية طوارئ بقيمة 14 مليار دولار (لا تشمل الميزانية العسكرية).
وقالت الصحيفة: "من المفهوم لماذا لم يجد رئيس الوزراء أنه من المناسب إجراء مكالمة هاتفية مع الرئيس السابق جو بايدن، وحتى سراً، لقد كان نتنياهو خائفًا للغاية من الرئيس دونالد ترامب، الذي سيغلي دمه إذا تحدث مع بايدن، وبالنسبة لنتنياهو فإن إهانة شرف ترامب هي خطيئة محرمة حسب المصادر باعتبارها خطيئة تقتل ولا تمر."
وبحسب الصحيفة، لم يلتقِ نتنياهو بقادة الجالية اليهودية الكبرى في الولايات المتحدة، على الرغم من أن هذه الممارسة كانت تقليدًا يحرص عليه كل رؤساء وزراء إسرائيل خلال زياراتهم للولايات المتحدة.
وأشارت "معاريف" إلى أن السبب وراء تجاهل نتنياهو للقاء القادة اليهود هو انتماؤهم في الغالب إلى التيار الليبرالي المعارض لترامب، حيث أظهرت الانتخابات الأخيرة أن نحو 80% من اليهود الأمريكيين صوتوا لصالح نائبة الرئيس كامالا هاريس، رغم عدم حماسهم لها، إلا أنهم كانوا أكثر معارضةً لترامب.
كما سلطت الصحيفة الضوء على تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي زعم خلال الزيارة أن "الولايات المتحدة ستسيطر على غزة" وأن إسرائيل ستسلم القطاع لواشنطن بعد انتهاء الحرب، وهو تصريح وصفته الصحيفة بـ"التاريخي" رغم ضآلة فرص تطبيقه على أرض الواقع.
وتابعت الصحيفة أن زيارة نتنياهو إلى واشنطن كرست تبعيته السياسية المطلقة للولايات المتحدة، حيث لم يعد بإمكانه اتخاذ قرارات مركزية دون الرجوع إلى البيت الأبيض.
كما لفتت إلى أن ترامب أبدى اهتمامًا بمصير الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية أكثر من اهتمام نتنياهو نفسه، وفقًا لتقارير إعلامية وتعليقات سياسية.
واختتمت معاريف تقريرها بالإشارة إلى أن هذه الزيارة ستظل محفورة في الأذهان ليس لما حققته من إنجازات، بل لما عكسته من ضعف استقلالية القرار الإسرائيلي أمام الضغوط الأمريكية، بالقول: "لن يتحرك نتنياهو من الآن فصاعدا، ولن يتمكن من التحرك في قضية مركزية وحيوية لإسرائيل دون إبلاغ وتحديث رئيس الولايات المتحدة مسبقا وطلب موافقته."