ترجمة عبرية - شبكة قُدس: قال رئيس قسم العمليات السابق في جيش الاحتلال، يسرائيل زيف، إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو خدع الجمهور بأوهام تحقيق "النصر المطلق" والقضاء على آخر عنصر من حماس، مؤكدًا أن هذه "كذبة" آمن بها كثيرون، لكن الصور الصادمة القادمة من غزة حطمت هذا الوهم.
وأوضح زيف أن نتنياهو انزعج بشدة من هذه الصور لأنها دمرت صورة "النصر المطلق" التي روج لها. وأضاف: "كثيرون صدقوا أنه مع تحقق النصر، لن يبقى عنصر واحد من حماس، وستتحول غزة إلى ما يشبه حديقة رمات غان، لكن إذا كان ذلك صحيحًا، فمن أين ظهر كل هؤلاء الذين يرتدون العصبات في الصور؟ ومن أين جاءت الشاحنات الصغيرة التي استخدمت في هجوم 7 أكتوبر؟".
وأشار زيف إلى أن نتنياهو تجنب مناقشة أي خطط واقعية حول ما بعد الحرب طوال أربعة أشهر، متذرعًا بحجج مختلفة، والسبب الحقيقي وراء ذلك هو تمسكه بحرب لا نهاية لها. وأوضح أن هذه السياسة تهدف إلى إبعاد الأنظار عن فشل السابع من أكتوبر، كما أنها تتماشى مع أوهام اليمين المتطرف حول احتلال غزة وإعادة المستوطنات.
وأكد أن حماس باتت اليوم تفرض أجندتها على الأحداث وعادت للساحة بقوة، مشيرًا إلى أن يوم الاثنين المقبل سيشهد مناقشات حاسمة حول المرحلة التالية، التي يجب أن تؤدي عمليًا إلى وقف الحرب، وانسحاب جيش الاحتلال، وترتيبات أمنية وإدارية جديدة في غزة.
وأضاف زيف أن نتنياهو عالق في مأزق صعب؛ إذ إن فرصته في استئناف الحرب تبدو ضعيفة، لأن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ومبعوثه جايسون غرينبلات لا يعتزمان السماح له بذلك. وأوضح أن نتنياهو محاصر بين التزاماته لتحالفه اليميني المتطرف، الذي يرفض الانسحاب من غزة، وبين الضغوط الدولية التي تدفع نحو إنهاء الحرب.
وشدد زيف على أن رفض تنفيذ المرحلة الثانية من صفقة الأسرى سيعني خسارة نتنياهو لكل شيء؛ إذ إن حماس ستحقق أهدافها من خلال الوساطة الأمريكية، بينما سيجد نتنياهو نفسه في مأزق مع ملف الأسرى ومع السلطة التي لا تزال في يديه. واعتبر أن هذا الوضع يمثل "فشلًا كاملًا" لإسرائيل.
ورأى زيف أن الخيار العقلاني الوحيد المتاح أمام نتنياهو هو الاستمرار في التنسيق مع واشنطن، والموافقة على المرحلة الثانية من الاتفاق، التي ستؤدي إلى وقف الحرب. وأضاف أن بإمكانه استغلال ورقة إعادة إعمار غزة والانسحاب لإدخال السلطة الفلسطينية بديلاً عن حكم حماس، مع إمكانية المطالبة بتغييرات في قيادتها.
كما أشار إلى أن إنهاء الحرب تحت الرعاية الأمريكية قد يفتح المجال أمام تطبيع العلاقات مع السعودية، وهو تطور يشكل "تعويضًا مهمًا" للاحتلال الإسرائيلي، في ظل إخفاقاته العسكرية والسياسية الأخيرة.