شبكة قدس الإخبارية: رابطت آلاف العائلات الفلسطينية في البرد القارس والعراء شوقاً للعودة إلى قطاع غزة، وإلى الشمال من فلسطين المحتلة تدفقت مواكب تحمل لبنانيين إلى قراهم في جنوب لبنان، رغماً عن جيش الاحتلال الذي انتهك اتفاق وقف إطلاق النار وأعلن عدم الانسحاب بعد انتهاء مهلة 60 يوماً كما نصت التفاهمات.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، في آخر تحديثاتها، عن استشهاد 15 شخصاً بينهم سيدة وجندي في الجيش، جراء إطلاق قوات الاحتلال النار نحو العائدين إلى قراهم وبلداتهم على الحدود مع فلسطين المحتلة.
ووثقت مقاطع مصورة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تحدي أهالي الجنوب لدبابات الاحتلال، ودخولهم إلى قراهم المدمرة وسط إطلاق النار من دبابات وآليات الاحتلال، وفي بعض المناطق تجاوزوا حواجز الجيش اللبناني الذي دخل لاحقاً بآلياته إلى قرى بينها العديسة بعد أن فتح الأهالي له الطريق.
ووجهت قوى سياسية لبنانية بينها حزب الله التحية للجماهير التي "أثبتت مجدداً صمودها وقدرتها على التضحية"، ودخلت إلى الجنوب رفضاً للاحتلال.
وذكر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد لأهالي الجنوب، قبل عقود، عندما تصدوا بأجسادهم وما يملكون بينها "الزيت المحروق"، حسب تعبيرهم، لدبابات جيش الاحتلال خلال فترة الاحتلال في الثمانينات، التي أطلق خلالها اسحاق رابين ما سمي بسياسة "القبضة الحديدية" في محاولة لسحق المقاومة اللبنانية، وبمشاهد مسيرات تحرير القرى في أيار 2000 عندما دخل الأهالي بدعم من المقاومة دون انتظار القرارات الدولية أو المؤسسات الرسمية كي تحرر أرضهم.
وفي قطاع غزة، استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي التي نشرت دباباتها على طريق صلاح الدين، في المحافظة الوسطى، لمنع النازحين من العودة إلى غزة وشمالها، في مخالفة لاتفاق وقف إطلاق النار.
ورغم إجرام الاحتلال واصل آلاف الفلسطينيين الرباط، قرب حاجز "نتساريم"، بانتظار العودة إلى شمال غزة الذي نزحوا منه تحت القصف الوحشي في حرب إبادة استمرت 16 شهراً.
وبقي الأهالي منذ أيام في المنطقة وطوال الليل ناموا وسهروا رغم البرد القارس يعدون الدقائق لموعد العودة إلى غزة وشمالها. وأكدت حركة حماس أن منع الاحتلال للنازحين من العودة مخالفة صريحة لاتفاق وقف إطلاق النار وقالت إنها تتواصل مع الوسطاء للتوصل إلى حل.
وأفشلت المقاومة وصمود الأهالي، في غزة، تحت القصف الوحشي والمجازر التي طالت كل شيء، وحرب التجويع، مخططات التهجير وخطة "الجنرالات" وتسليم القطاع لجهات محسوبة على الاحتلال، ومخططات إسرائيلية أخرى، تكاثرت خلال حرب الإبادة.