فلسطين المحتلة - شبكة قدس: خصص برنامج التحقيقات الأميركي الشهير "60 دقيقة"، الذي يعرض على شبكة CBS، حلقة مساء أمس الأحد لتناول ظاهرة استقالة موظفي وزارة الخارجية الأميركية احتجاجًا على دعم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لحرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة. ووفقًا للتحقيق، شهدت هذه الفترة عددًا قياسيًا من طلبات الاعتراض الرسمية، وهي أداة رقابية داخلية أُنشئت أثناء حرب فيتنام لتمكين الموظفين من التعبير عن معارضتهم لسياسات الحكومة.

منذ بدء الحرب، استقال 13 مسؤولًا من وزارة الخارجية والبيت الأبيض والجيش الأميركي، احتجاجًا على دعم واشنطن للاحتلال. وقالت هالة راريت، المتحدثة السابقة باسم وزارة الخارجية باللغة العربية وإحدى الشخصيات المركزية في التحقيق، إن هذا الدعم يهدد القيم الأساسية للولايات المتحدة ويضع أمنها القومي في خطر. وأضافت أن دعم أميركا للاحتلال منذ 7 أكتوبر جعلها هدفًا في العالم العربي.

وأوضحت راريت، التي خدمت في وزارة الخارجية لمدة عشرين عامًا، أنها عندما قدمت تقارير تضمنت صورًا مروعة لأطفال متضررين من القصف، واجهت معارضة شديدة من زملاء بارزين. وقالت: "طُلب مني الصمت وعدم تضمين هذه الصور في التقارير؛ لأنهم لا يريدون رؤية أطفال يموتون جوعًا". وأشارت إلى أنه تم إبلاغها في نهاية المطاف بعدم الحاجة إلى تقاريرها، مما دفعها للاستقالة في احتجاج علني.

أندرو ميلر، الذي شغل منصب نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون "إسرائيل" والفلسطينيين، أعرب أيضًا عن معارضته للسياسة الأميركية بعد استقالته في يونيو الماضي. وأكد ميلر، الذي يُعتبر أكبر مسؤول في إدارة بايدن استقال بسبب موقفه، أن الإدارة لم تضع خطوطًا حمراء واضحة لاستخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي للأسلحة الأميركية.

وأشار ميلر إلى أن الرسائل التي نقلها بايدن لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكدت على الدعم الأميركي المطلق، مما أعطى نتنياهو حرية كاملة في إدارة الحرب دون ضغوط تذكر. وقال: "الحرب ستنتهي فقط عندما يقرر نتنياهو ذلك، ما لم تتدخل الولايات المتحدة أو تفرض جهة أخرى قرارًا".

كما انتقد ميلر استخدام القنابل الأميركية الثقيلة، معتبرًا أن ذلك أدى إلى خسائر مدنية هائلة. وأضاف: "كان بإمكاننا تعليق تسليم هذه الأسلحة، لكننا لم نفعل ذلك".

جوش بول، المدير السابق في وزارة الخارجية والمسؤول عن توقيع صفقات السلاح الكبرى، تحدث عن العلاقة المباشرة بين الهجمات الجوية الإسرائيلية وصناعة السلاح الأميركية. وقال: "كل قنبلة تُلقى على غزة تُلقى من طائرة أميركية". واستقال بول بعد عشرة أيام فقط من بداية الحرب، مشيرًا إلى أن القرارات المتعلقة بتسليح الاحتلال اتُخذت بأوامر مباشرة من البيت الأبيض. وأضاف أن التعليمات التي تلقوها كانت واضحة وصريحة، مثل: " طلبات إسرائيل الأخيرة، يجب الموافقة عليها بحلول الساعة الثالثة عصرًا".

ورفض البيت الأبيض التعليق المباشر على التحقيق، لكن مسؤولين كبارًا في الإدارة أكدوا أن السياسات الأميركية تهدف إلى منع اندلاع حرب أوسع في الشرق الأوسط. 

جدير بالذكر أن برنامج "60 دقيقة" يُعد من أكثر برامج الأخبار مشاهدة في الولايات المتحدة، حيث يتابعه ما معدله 8.35 مليون مشاهد لكل حلقة، ويعتبر أحد أبرز المنابر الإعلامية المؤثرة.