شبكة قدس الإخبارية

مجازر وإغراق بالفوضى.. لماذا يستهدف الاحتلال رجال الأمن في غزة؟

photo_6030606487493133815_y

خاص - شبكة قدس الإخبارية: يواصل جيش الاحتلال بشن حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، مرتكباً العديد من المجازر الدموية ضد المدنيين والآمنين، وضمن سياسته بنشر الفوضى والفلتان وتمكين عصابات اللصوص في القطاع.

وأكدت وزارة الصحة في القطاع أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خمس مجازر جديدة ضد العائلات، وصل منها إلى المستشفيات 28 شهيدا و59 إصابة، وذلك خلال الـ24 ساعة الماضية.

وقالت الوزارة في بيان لها اليوم الخميس إن "حصيلة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين ارتفعت إلى 45 ألفا و581 شهيداً و108 آلاف و438 مصابا منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023".

وأشارت إلى وجود ضحايا تحت ركام المنازل المدمرة وفي الطرقات، لكن طواقم الدفاع المدني والإسعاف تعجز عن الوصول إليهم بسبب استهداف الاحتلال لمتكرر لهم.

وفي ذات السياق، اغتال الاحتلال اللواء محمود صلاح مدير عام الشرطة في قطاع غزة ومعاونه العميد حسام مصطفى شهوان بعد قصفهم من قبل الاحتلال، بقصف خيام النازحين في منطقة مواصي خانيونس، حيث استشهد برفقتهم 9 نازحين وأصيب أكثر من 15 آخرين.

 

استهدافات ممنهجة لضباط وعناصر الأمن

منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، أصبحت الشرطة الفلسطينية هدفًا لاغتيالات، في حين تصاعدت هذه الاغتيالات لتصبح بشكلٍ ممنهج خلال الشهور الأولى من عام 2024 الماضي، وعلى وجه التحديد بعد تفاقم المجاعة وحاجة الناس الملحة للمساعدات الإنسانية.

وبتاريخ 16 شباط/فبراير، قصفت طائرات الاحتلال مركبة للشرطة في مدينة رفح، أسفر القصف عن استشهاد 6 عناصر، وخلال الشهر ذاته، اغتال الاحتلال مدير مباحث رفح أحمد اليعقوبي ونائبه أيمن الرنتيسي، وإبراهيم شتات رئيس قسم مباحث التموين عن طريق غارة جوية استهدفت مركبتهم في حي تل السلطان غربي رفح.

تلا هذا الاغتيال، اغتيال الاحتلال الضابط في جهاز الشرطة محمد أبو حسنة، ثم مدير عمليات شرطة غزة والمشرف على توزيع وتنظيم المساعدات الإنسانية، فائق المبحوح، كذلك الأمر مدير المباحث الجنائية في شمال غزة رائد البنا.

وبعد أن توغلت عصابات اللصوص وقطاع الطرق تحت حماية جيش الاحتلال في قطاع غزة، شكلت قوى الأمن في قطاع غزة وحدة خاصة للقضاء على أفراد هذه العصابات، وعُرفت هذه الوحدة باسم وحدة "سهم"، ونجحت بالقضاء على العديد من العقول المدبرة لهذه العصابات عبر عمليات ملاحقة معقدة، في ظل حماية جيش الاحتلال للصوص.

وخلال نشاطها، قدمت وحدة سهم العديد من عناصرها شهداء، حيث كان جيش الاحتلال يستهدف الوحدة بالقصف المدفعي والجوي أثناء عملية مطاردة اللصوص.

 

استمرار الاستهداف الممنهج

اغتال جيش الاحتلال اللواء محمود صلاح، مدير عام الشرطة في قطاع غزة، ومساعده اللواء حسام شهوان، في غارة جوية إسرائيلية استهدفتهما أثناء قيامهما بواجبهم الإنساني في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، وفق ما أكدته وزارة الداخلية في بيانها.

وأضافت الداخلية في بيانها أن الاحتلال بارتكابه جريمة اغتيال مدير عام الشرطة في قطاع غزة يمعن في الإصرار على نشر الفوضى في القطاع وتعميق المعاناة الإنسانية للفلسطينيين، ويضرب عرض الحائط بكل القوانين الدولية والإنسانية باعتبار جهاز الشرطة جهاز حماية مدنية يقوم بدور إنساني في مساعدة النازحين، وتقديم الخدمات لهم في ظل ما يعانونه من ظروف مأساوية بسبب استمرار العدوان منذ 15 شهراً.

واللواء صلاح عمل خلال الشهور الماضية، على تأمين وصول المساعدات الإنسانية للنازحين في المنطقة، في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.

شارك في عديد من الدورات والبعثات الخارجية في عدد من الدول العربية في إطار عمله الشرطي، منذ التسعينيات وحتى السنوات القليلة الماضية، ومنها اليمن، الإمارات، قطر، ولبنان. وامتاز بالمهنية العالية والخبرة الكبيرة في مجالات العمل الشرطي، ما أهله لتولي العديد من المناصب في قيادة وزارة الداخلية بغزة خلال سنوات عمله.

وشغل الشهيد منصب القائد للدورات التدريبية للشرطة في مدينة أريحا بين عامي 1999 و2000 وشارك في تأسيس "أكاديمية عرفات للشرطة" في غزة أواخر التسعينيات، كما تولى مديراً عاماً ومؤسساً للمديرية العامة للتدريب بوزارة الداخلية والأمن الوطني ومديراً عاماً للمديرية العامة للإمداد والتجهيز بالوزارة، وشغل أيضاً عضوية مجلس إدارة كلية الرباط الجامعية للشرطة في غزة منذ عام 2012.

وخلال حرب الإبادة وتصاعد خطورة العصابات، أسس "وحدة سهم" في جهاز الشرطة، وهي قوة خاصة لتنفيذ العمليات والمهام الخاصة ضد الخارجين عن القانون، مستنداً لخبرته وإمكانياته كونه مدرباً معتمداً في القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، علاقاته الواسعة بشرائح المجتمع المختلفة وأطيافه السياسية كافة.

وفي أعقاب اغتيال اللواء صالح، استنكرت العديد من الجهات المحلية جريمة اغتياله، مؤكدةً على مخططات الاحتلال التي تسعى لنشر الفوضى والفلتان في قطاع غزة، حيث قال المكتب الإعلامي الحكومي إنه وفي تصعيد خطير في جرائمه، اغتال الاحتلال مدير عام الشرطة الفلسطينية في غزة اللواء محمود صلاح ومساعده اللواء حسام شهوان.

وأشار المكتب الإعلامي أن عملية الاغتيال الجبانة استهدفتهما أثناء تأدية واجبهما الوطني والإنساني في منطقة المواصي بمحافظة خان يونس، مؤكدًا أن الاغتيال ضمن مخطط واضح لخلق فراغ إداري وحكومي ونشر الفوضى والفلتان الأمني.

وبذلك، يرتفع عدد شهداء عناصر تأمين المساعدات إلى 736 شهيداً.

ونعى التجمع الوطني للقبائل و العشائر الفلسطينية قائد عام الشرطة الفلسطينية اللواء الشهيد محمود صلاح و اللواء الشهيد حسام شهوان اللذين استهدفها الاحتلال فجر اليوم و هما يؤديان واجبهما الوطني في المحافظة على سلامة المواطنين و استقراهم .

واستذكر التجمع الوطني الدعم اللامحدود للواء الشهيد محمود صلاح وقيادة الشرطة التي حرصت على التنسيق العالي مع العشائر الفلسطينية لتحقيق السلام المجتمعي و دعم كافة المواقف الوطنية و مصالح شعبنا.

وأكد أن استهداف الاحتلال لقيادة الشرطة هو إمعان منه في نشر الفوضى وإحداث حالة من الإرباك وإفساح المجال لعصابات ولصوص المساعدات لتجويع شعبنا و نشر الجريمة التي نجحت الشرطة في محاصرتها.

وشدد على أن العشائر ستبقى مساندة وداعمة للشرطة الفلسطينية ورسالتها و دورها و ستستمر على عهدها مع قيادة الشرطة الفلسطينية حتى ينعم شعبنا بالحرية و الاستقرار.

وأكدت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة انها لن تتراجع عن القيام بواجبنا تجاه شعبنا مهما كانت التضحيات والتحديات.

وشددت على مواصلة أجهزة وزارة الداخلية وفي مقدمتها جهاز الشرطة التصدي لكل محاولات نشر الفوضى في قطاع غزة.

#قطاع غزة #خانيونس #حرب الإبادة #وحدة سهم