شبكة قدس الإخبارية

لا مكان للاحتماء.. المطر يغرق الخيام وما تبقى من مبانٍ في قطاع غزة

photo_2024-12-28_21-35-34

غزة - قدس الإخبارية: في اليوم الأخير من عام 2024، وبينما أعاق المنخفض الجوي المصحوب بعواصف رعدية طائرات الاحتلال من شن غارات ليلة على قطاع غزة، واجه النازحون الإبادة في أبرد صورها مع تجمد الدماء في عروقهم، وغرق خيامهم بمياه الأمطار. 

وقال الدفاع المدني بغزة إنه تلقى مئات اتصالات الاستغاثة من النازحين الذين غمرت مياه الأمطار خيامهم وأماكن إيوائهم يناشدون بإنقاذ أطفالهم. 

وأوضح أن طواقمه لا تستطيع سوى إخلاء النازحين من أمكان إيوائهم المتضررة إلى أماكن أخرى تكون في الأغلب غير صالحة للإيواء، ويبقون في العراء تحت المطر والبرد القارس.

وناشد الدفاع المدني،  أصحاب الضمائر الحية التداعي لإنقاذ هذه العائلات، ومساعدتها في الانتقال إلى أماكن إيواء مناسبة تقيهم من مياه الأمطار، خاصة النازحين في مخيمات وسط مدينة غزة ومواصي خان يونس ورفح وغربي دير البلح.

من جانبها، حذرت بلدية غزة من حدوث كارثة صحية وبيئية مع بدء ارتفاع منسوب مياه الصرف الصحي والشّوارع بعد تعطل محطّة ضخ مياه الصّرف الصّحي في حيّ الزّيتون بمدينة غزة جراء قصفها من قبل الاحتلال.

ونقلت نيويورك تايمز عن المتحدثة باسم اليونيسف قولها إن الأطفال في غزة يعانون من البرد والمرض وكثير منهم يرتدون ملابس الصيف.

وارتفع عدد الشهداء بسبب البرد القارس وموجات الصقيع بين النَّازحين في الخيام إلى 7 شهداء، والعدد مُرشح للزيادة بسبب الظروف المأساوية التي يعيشها النازحون الذين دمر الاحتلال منازلهم وباتوا يسكنون الخيام منذ بدء جريمة الإبادة الجماعية على قطاع غزة منذ قرابة 15 شهراً، وفق المكتب الإعلامي الحكومي. 

في الأثناء، قصفت مدفعية الاحتلال بيت حانون وبيت لاهيا شمال قطاع غزة، واستشهد الفتى معاذ عماد عليوة متأثرًا بجراحه في قصف الاحتلال منزلهم غرب مدينة غزة، ليلتحق بشقيقيه الشهيدين أنس وعبيدة اللذين ارتقيا في قصف سابق.

الصليب الأحمر: الحرب "قوّضت" نظام الرعاية الصحية شمال غزة

أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الحرب الإسرائيلية على غزة أدت إلى "تقويض" نظام الرعاية الصحية في شمال القطاع، مشيرة إلى أن مستشفيي كمال عدوان والإندونيسي "خرجا عن الخدمة تماما".

وقالت اللجنة -في بيان- "لقد أدت الأعمال العدائية المتكررة داخل المستشفيات وفي محيطها إلى تقويض نظام الرعاية الصحية في شمال غزة، مما يعرض المدنيين لخطر شديد غير مقبول يتمثل في حرمانهم من الحصول على الرعاية المنقذة للحياة"،ودعت إلى احترام وحماية المرافق الطبية بما يتوافق مع القانون الإنساني الدولي.

وتابعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن "هذه الحماية ليست مجرد التزام قانوني، بل هي ضرورة أخلاقية للحفاظ على الحياة البشرية"، مشددة على أن المستشفيات شريان حياة للمرضى والجرحى في النزاع.

وقالت اللجنة إن مستشفى العودة الذي كانت تدعمه في السابق بالإمدادات، يواجه حاليا مزيدا من الضغوط باعتباره أحد المرافق الطبية القليلة العاملة في شمال غزة.

وتابعت المنظمة التي تتخذ مقرا في جنيف في بيان بالعربية "خرج مستشفى كمال عدوان والمستشفى الإندونيسي عن الخدمة تماما. ولشهور، كافحت هذه المرافق الطبية من أجل توفير الرعاية للمرضى في حين أدى استمرار الأعمال العدائية إلى إلحاق الضرر بالمستشفيات وتعريض الطواقم الطبية والمرضى والمدنيين للخطر أو الإضرار بهم".

وشنت قوات الاحتلال -يومي الجمعة والسبت- غارة واسعة على مستشفى كمال عدوان، فيما قالت منظمة الصحة العالمية إن الغارة الإسرائيلية أدت إلى خروج المستشفى، وهو آخر مرفق صحي كبير في شمال غزة، عن الخدمة وإفراغه من المرضى والموظفين.

وبعد انتظار طويل ومنع الاحتلال لأعداد أخرى من السفر، أجلي عدد من الأطفال والمرضى من قطاع غزة لتلقي العلاج بالخارج بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية.

وأطلق 11 خبيراً في الأمم المتحدة حقوقيًا بيانًا مشتركًا: "إسرائيل" تحدّت القانون الدولي بشكل علني مرارًا وتكرارًا مما أدى إلى إلحاق أقصى قدر من المعاناة بالمدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخارجها، يتواصل عدم مواجهة "إسرائيل" أي عواقب حقيقية ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الحماية التي يوفرها لها حلفاؤها.