بيروت - قدس الإخبارية: أكد نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله، محمود قماطي، على جاهزية المقاومة واستعدادها لمواجهة أي تطورات قد تقع بعد انتهاء الفترة المتفق عليها للصبر، والتي حددها بـ60 يومًا.
وأوضح قماطي أنه "في اليوم الـ61 سيتغير الموضوع وستتحول القوات الإسرائيلية الموجودة من قوات قيد الانسحاب إلى قوات احتلال وسنتعامل معها على هذا الأساس، وليفهم الأمريكي والإسرائيلي ذلك."
وأضاف قماطي، خلال مقابلة مع قناة المنار، "المقاومة حاضرة وجاهزة وقوية، ومستعدة لكل الاحتمالات،" مشددًا على أن الخطوط الحمراء للمقاومة لن يتم السماح بخرقها، وموجهًا رسالته إلى الولايات المتحدة وفرنسا بضرورة فهم هذه النقطة.
في سياق متصل، أشار إلى أن الولايات المتحدة قد "هرولت لوقف الحرب بعد أن أصيب العدو الإسرائيلي إصابة قاتلة،" مؤكدًا على أن مخزون المقاومة الصاروخي وكل قدراتها لا تزال موجودة وأن المقاومة بقيت تطلق الصواريخ حتى آخر لحظة من الحرب.
وتطرق قماطي إلى الدعم الشعبي الذي تتلقاه المقاومة، مشيرًا إلى أن البيئة الشعبية في جنوب لبنان، التي عادت إلى قراها، تطالب الآن بالرد على الخروقات الإسرائيلية. وأكد على أن الاتفاق يجب أن يكون ملتزمًا به من الجميع أو لا يكون هناك التزام من أي طرف.
وأكمل تصريحاته بالقول: "بيئتنا تطالبنا بالتحرك ومستحيل أن نسمح باحتلال الأراضي وبناء المستوطنات عليها ودون ذلك الدماء."
ويوم الخميس الماضي، توغل جيش الاحتلال في وادي الحجير جنوب لبنان، لأول مرة منذ عام 2006، وتنفيذ عمليات تمشيط فيها.
وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية، قالت إن جيش الاحتلال يخطط لاحتمال البقاء في جنوبي لبنان بعد فترة الـ60 يوما المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في جيش الاحتلال أنه يعتزم البقاء بعد انقضاء فترة الشهرين في 27 يناير/كانون الثاني المقبل إن لم يتمكن الجيش اللبناني من الوفاء بالتزاماته المضمنة في الاتفاق ببسط سيطرته على كامل الجنوب.
وأضافت المصادر أنه في هذه الحالة ستبقى قوات الاحتلال في المناطق التي تسيطر عليها حاليا حتى يكمل الجيش اللبناني انتشاره.
وبحسب هآرتس، فإن جيش الاحتلال متواجد حاليا في كل القرى اللبنانية القريبة من السياج الحدودي، وباشر وضع البنية التحتية لإقامة نقاط عسكرية في المنطقة الغازلة.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار على انسحاب تدريجي لقوات الاحتلال إلى جنوب الخط الأزرق في غضون 60 يوما، على أن يتولى الجيش اللبناني مهمة حفظ الأمن في الجنوب وتفكيك البنية التحتية والمواقع العسكرية لحزب الله ومصادرة الأسلحة غير المرخصة.
والخط الأزرق هو خط مؤقت يبلغ طوله 120 كيلومترا، أنشأته الأمم المتحدة للتحقق من انسحاب قوات الاحتلال من جنوب لبنان عام 2000.
وفي أول رد على الخروقات، استهدف حزب الله اللبناني في الثاني من ديسمبر/كانون الأول الماضي موقع "رويسات العلم" العسكري في تلال كفر شوبا المحتلة بقصف صاروخي.
وبلغ عدد الشهداء اللبنانيين خلال العدوان الإسرائيلي الأخير 4063 شخصا، بينهم العديد من النساء والأطفال، في حين أصيب 16 ألفا و663 شخصا بجروح، ونزح 1.4 مليون شخص معظمهم خلال تصعيد سبتمبر/أيلول الماضي.