خاص - شبكة قُدس: قال نائب رئيس الهيئة الإعلامية لجماعة أنصار الله "الحوثي"، نصر الدين عامر، إن الجماعة ماضية بخطواتها التصعيدية في استهداف العمق الإسرائيلي وجبهة الاحتلال الداخلية وجعلها غير آمنة.
جاء ذلك في حديث خاصّ مع "شبكة قدس" تعليقًا على قصف أنصار الله فجر اليوم هدفًا إسرائيليًا في تل أبيب أدى إلى إصابة 30 مستوطنًا.
وأضاف عامر أن "التصعيد مستمر ردًا على العدوان بحقّ اليمن، وفي الإطار العام نصرةً لغزة، واستجابة لمطالب الشعب اليمني والمقاومة الفلسطينية التي تنادي بمزيد من الضغط على الكيان الإسرائيلي، خصوصًا في ظل هذه المرحلة الحرجة من المفاوضات، حيث يمكن لهذا التصعيد أن يكون له أثر على طاولة المفاوضات لانتزاع حقوق الشعب الفلسطيني".
ولفت عامر إلى وجود ضغوط خارجية تتعرض لها أنصار الله، خاصّة من الجانب الأمريكي. مضيفًا: "تصلنا رسائل تحمل تهديداً وترغيباً. لكن صنعاء لا ترضخ ولا تخاف، وهناك محاولات لخلق حرب نفسية بالتزامن مع أحداث سوريا والمنطقة، لكننا نؤدي واجبنا الديني والأخلاقي بغض النظر عن هذه الظروف. دعمنا لغزة ليس مشروطًا بأي معطيات إيجابية أو سلبية، بل هو موقف مبدئي لا يتأثر بالضغوط."
وعن سؤال "شبكة قدس" حول إمكانية وقف جبهة اليمن عن إسناد غزة، أجاب عامر: "لا يمكن لأي ظروف أن تدفعنا إلى وقف دعم غزة. قد يواجه اليمن تصعيدًا أكبر أو عدوانًا جديدًا، لكننا على يقين بقدرتنا على الصمود، كما فعلنا على مدار 9 سنوات من العدوان الذي شاركت فيه 17 دولة، وخرجنا منه أكثر قوة وبتراكم خبرات عسكرية نوعية. لن نتراجع عن نصرة غزة، لأن ذلك غير وارد في ثقافتنا الدينية والقرآنية. التضحيات طبيعية، لكن التراجع مستحيل".
وتابع: "جهود تطوير أسلحتنا مستمرة في مراكز الأبحاث العسكرية التي تعمل على دراسة ثغرات العدو. لقد تجاوزنا في هذه الأيام الدفاعات الجوية الإسرائيلية وطوّرنا صواريخ بمديات وأنواع متقدمة، بما في ذلك الصواريخ المجنحة والفرط صوتية. كل أسلحتنا جاهزة لتلبية متطلبات التصعيد وفق تطورات الأحداث."
وتتوقع القيادة السياسية في صنعاء أن تتعرض بلادهم إلى تصعيدٍ خلال الأيام القادمة، غير أن الشعب اليمني على أهبة الاستعداد الميداني والنفسي كونه يخرج منذ بداية العدوان بشكل أسبوعي دعمًا لفلسطين، وأعلن مرارًا استعداده تحمّل فاتورة أي رد فعلٍ من أطراف العدوان الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني، وفق ما يقول عامر الذي أوضح أن ذلك ليس موقفًا لحظيًا أو انفعاليًا، بل نابع من وعي ثابت وإيمان راسخ بقضايا الأمة.
وما إن كانت لدى أنصار الله خطط للتعامل مع أي مرحلة تصعيد قادمة، أوضح عامر أن لديهم بنك أهداف كبير داخل العمق الإسرائيلي. قائلًا: "نتعامل وكأننا ما زلنا في بداية التصعيد. ومن الممكن أن تشهد الفترة المقبلة مفاجآت عسكرية، وعملياتنا الحالية ستخلق فرقًا في المعادلة العدوانية على غزة".
وأضاف: ندعو الدول العربية إلى التحرك، ليس فقط دعماً لغزة، بل أيضاً حفاظاً على أنفسهم في وجه مخطط إسرائيل الكبرى الذي يستهدفهم جميعاً. العقوبات علينا مستمرة، لكنها لن تثنينا عن دعمنا لغزة حتى انتهاء العدوان. هذا عهد قطعناه، ولن نحيد عنه".
وكان طيران الاحتلال الإسرائيلي قد استهدف في التاسع عشر من الشهر الجاري، بغارات جوّية منشآت في صنعاء والحديدة، وذلك عقب استهداف صاروخ يمني الأراضي المحتلة، فيما أوضح عامر أن أضرار الاستهداف في محطات الكهرباء تمت معالجتها خلال أقل من 24 ساعة، والموانئ لم تتوقف عن العمل.
ودعا عامر الدول العربية للتحرك، قائلًا: "على الدول العربية التحرك ليس فقط دعمًا لغزة، بل أيضًا حفاظًا على أنفسهم في وجه مخطط ما يسمى إسرائيل الكبرى الذي يستهدفهم جميعًا أو مخطط الشرق الأوسط الجديد". مشيرًا إلى استمرار العقوبات الغربية والدولية على صنعاء بهدف ثنيها عن دعم غزة، إلا أن ذلك لن يتم كون دعم غزة عهد قطعته على نفسها قيادة جماعة أنصار الله، بحسب عامر.