شبكة قدس الإخبارية

موقع بريطاني: سقوط الأسد يُفشل خطة إسرائيلية إماراتية في سوريا

موقع بريطاني: سقوط الأسد يفشل خطة إسرائيلية إماراتية في سوريا

ترجمة خاصة - قدس الإخبارية: أحبط سقوط حكومة بشار الأسد خطة إسرائيلية لتقسيم سوريا إلى ثلاثة كيانات بهدف قطع علاقاتها مع إيران وحزب الله، وفقًا لمصادر أمنية إقليمية مطلعة على الخطة لـموقع "ميدل إيست أي".

وبحسب الموقع البريطاني، كانت دولة الاحتلال تخطط لإقامة علاقات عسكرية واستراتيجية مع الأكراد في الشمال الشرقي والدروز في الجنوب، مع إبقاء الأسد في السلطة بدمشق تحت إشراف وتمويل إماراتي.

وكان من المفترض أن تحد هذه الخطة أيضًا من نفوذ تركيا في سوريا، مقتصرًا على إدلب والشمال الغربي، وهي معقل هيئة تحرير الشام وجماعات المعارضة المدعوعة من تركيا، التي أدى هجومها السريع في وقت سابق من هذا الشهر إلى سقوط الأسد.

وكانت خطة حكومة الاحتلال لتقسيم سوريا تتبلور على مدى أسابيع، مع العلم بقرب التوصل إلى وقف إطلاق النار مع حزب الله في لبنان، الذي تم التوصل إليه في نهاية الشهر الماضي.

وفي سياق متصل، كثف رئيس الإمارات، محمد بن زايد، اتصالاته مع المجتمع الدرزي في دولة الاحتلال، في 7 ديسمبر 2024، التقى بشيخ الطائفة الدرزية في "إسرائيل"، الشيخ موفق طريف، في أبو ظبي.

وفي وقت سابق من ذلك، عقدت الولايات المتحدة والإمارات محادثات حول استخدام احتمال رفع العقوبات كأداة للضغط على الأسد لقطع علاقاته مع إيران وإغلاق الطرق التي تُستخدم لنقل الأسلحة الإيرانية عبر سوريا لإعادة تزويد حزب الله.

وأشار وزير خارجية الاحتلال، جدعون ساعر، إلى هذه الخطة في خطاب ألقاه قبل شهر، حيث قال إن على "إسرائيل" التواصل مع الأكراد والدروز في سوريا ولبنان، مضيفًا أن هناك "جوانب سياسية وأمنية" يجب مراعاتها.

وقال ساعر: "يجب أن ننظر إلى التطورات في هذا السياق وندرك أنه في منطقة سنكون فيها دائمًا أقلية، يمكننا إقامة تحالفات طبيعية مع أقليات أخرى".

وفي أكتوبر الماضي، عقد البرلمان التركي جلسة مغلقة لمناقشة العمليات العسكرية الإسرائيلية، والتي صنفتها القيادة التركية كـ"تهديد للأمن القومي".

وقبل شهرين من خطاب جدعون ساعر، صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سبتمبر أمام البرلمان أن "إسرائيل" تحمل طموحات توسعية قد تستهدف "أجزاء من الأناضول"، وقال: "أجندة إسرائيل التوسعية، المدفوعة بالتطرف الديني، لا تتوقف عند غزة. قد يكون هدفهم التالي وطننا".

وأكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، وهو الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات، خلال جلسة أسئلة وأجوبة في مؤتمر في الدوحة بينما كانت حكومة الأسد تنهار، أن "إسرائيل لم ترغب أبدًا في إزالة الأسد"، مضيفًا أن الولايات المتحدة أبلغت تركيا أن دولة الاحتلال تريد فقط بقاء الأسد.

وعند سؤاله عما إذا كان الأسد جزءًا فعّالًا من محور المقاومة الإيراني، أجاب فيدان: "خلال 13 عامًا كرئيس لجهاز الاستخبارات، كنت على اتصال بإيران. أخبرتهم أن فكرة أن الأسد يمثل المقاومة كانت ضد إيران. في الواقع، كان ذلك غير واقعي ومجرد خدعة، والأسد كان يخدم إسرائيل".

ومع ذلك، تجاوزت الأحداث هذه الخطة عندما انهارت قوات النظام للأسد في حمص وحماة، مما فتح الطريق إلى دمشق.

بحلول ذلك الوقت، كانت المعارة السورية قد اخترقوا بالفعل الخطوط الأمامية وسيطروا على حلب، أكبر مدن سوريا، دون قتال، مما غير ميزان القوى في الثورة، المستمرة منذ 13 عامًا.

وبحسب الموقع، حتى وقت مع اقتراب هيئة تحرير الشام من العاصمة دمشق، كان السفيران الإماراتي والأردني في سوريا يقومان بمحاولات يائسة لمنع الهيئة من السيطرة على دمشق، وفقًا لمصادر أمنية.

ومنذ سقوط الرئيس السوري، بشار الأسد، في 8 ديسمبر\كانون الأول 2024، تشهد سوريا اعتداءً إسرائيليًا غير مسبوق، نفذ خلاله جيش الاحتلال مئات الغارات الجوية والبحرية التي استهدفت البنية العسكرية السورية بشكل مكثف وشامل، ودمرت 80% من مقدرات الجيش السوري، في عملية وُصفت بأنها واحدة من أكبر الهجمات في تاريخ الاحتلال، بحسب إذاعة جيش الاحتلال

واستهدفت مواقع عسكرية واستراتيجية حيوية في مختلف أنحاء سوريا، وهو ما أكدته وسائل إعلام عبرية التي قالت إن الهدف القضاء التام على مقدرات الجيش السوري العسكرية.

ووفقًا للقناة 12 العبرية، فقد دمر جيش الاحتلال بشكل شبه كامل سلاح الجو السوري، بما في ذلك الطائرات والمروحيات. 

وطالت الغارات مطار الشعيرات العسكري في حمص، ومواقع عسكرية في ريفي الرقة والحسكة شرق البلاد، بالإضافة إلى مقر إدارة الحرب الإلكترونية في منطقة البهدلية قرب السيدة زينب بدمشق، ومستودعات أسلحة في السومرية وعدرا وبرزة ومطار المروحيات في عقربا بريف دمشق، ومستودعات أخرى في الكورنيش والمشيرفة ورأس شمرا بريف اللاذقية.

كما نفذت السفن الحربية الإسرائيلية هجومًا واسع النطاق على البحرية السورية، حيث أُطلقت عشرات صواريخ بحر-بحر باتجاه ميناءي طرطوس واللاذقية، ما أسفر عن تدمير قدرات الأسطول السوري ومنع وقوع معداته في أيدي "العناصر المعادية".

وهذا التصعيد لم يقتصر على الغارات الجوية والبحرية، بل شمل تحركات ميدانية، حيث واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عملية التوغل البري داخل الأراضي السورية منذ أيام، في حين وصلت دبابات جيش الاحتلال ريف مدينة درعا الغربي الجنوبي.

وقالت مصاد سورية، إن آليات الاحتلال العسكرية دخلت صباح أمس الأربعاء، إلى قرية صيدا الجولان بريف درعا الغربي، وتحركت في شوارعها حتى استقرت في الساحة الرئيسية وسطها.

وأضافت المصادر أن قرية صيدا الجولان تبعد عن "خط وقف إطلاق النار" أكثر من 2 كيلو متر، بينما وصلت عمليات التوغل في القنيطرة إلى أكثر من 4 كيلو متر داخل الأراضي السورية.