متابعة - شبكة قُدس: قبل أيام من سقوط نظام بشار الأسد رسميا؛ بدأ جيش الاحتلال بتعزيز قواته على الحدود مع سوريا، وقبيل سقوط الأسد، أبلغ الاحتلال الإسرائيلي الإدارة الأمريكية بأنه سيشن عملية عسكرية للسيطرة على المنطقة العازل على حدود سوريا بالإضافة إلى مواقع أخرى، وفي يوم سقوط الأسد، باشرت قوات الاحتلال، دبابات وجنود وحدة "شلداغ" الخاصة وآليات عسكرية، عملياتها في جبل الشيخ ومناطق أخرى داخل الأراضي السورية، بمزاعم حماية الحدود السورية الفلسطينية.
ومن على هضبة الجولان السورية المحتلة، وقف رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ليعلن انهيار اتفاقية فصل القوات لعام 1974، بحجة انسحاب قوات الجيش السوري من مواقعها، مطالبا جيش الاحتلال بالسيطرة على منطقة جبل الشيخ لضمان أمن المستوطنين على حدّ زعمه.
تعتبر منطقة "جبل الشيخ" منطقة جبلية وعبارة عن مجموعة من التلال، كل واحدة منها تعتبر السيطرة عليها ميزة إضافية، وهدفا حيويا، وتعتبر النقطة الأكثر استراتيجية من بين المناطق التي يحاول الاحتلال السيطرة عليها داخل الأراضي السورية.
وتبلغ مساحة المنطقة العازلة نحو 235 كيلومترا مربعا على الجانب السوري من الحدود، وتسيطر عليها عسكريا قوة حفظ السلام الدولية التابعة للأمم المتحدة، وقد تم إنشاء المنطقة كجزء من اتفاقيات فصل القوات التي تم التوقيع عليها في 31 مايو/أيار 1974. وبعد مرور أكثر من نصف عام على وقف إطلاق النار في حرب 1973 تم تعريف المنطقة العازلة على أنها منطقة منزوعة السلاح، وعلى جانبيها تم تحديد شريطين رفيعين يبلغ عرض كل منهما حوالي 10 كيلومترات.
والليلة الماضية، ذكرت القناة "14" العبرية أن سلاح الجو الإسرائيلي هاجم عشرات الأهداف التابعة للجيش السوري ودمر عشرات المقاتلات في مطاراتها، لضمان استمرار حرية العمل الإسرائيلية في الأجواء السورية.
فيما أفادت القناة "12" العبرية بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت الأحد عدة مستودعات للأسلحة في محيط مطار دمشق الدولي، ومطاري المزة وهلالة العسكريين، خشية من وصولها إلى أيدي "المعارضة".
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يسعى حاليا لإنشاء منطقة عازلة لحماية المستوطنات في الجولان، لتعزيز "أمن إسرائيل".
واليوم، قال مستشار مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي "دميتري غيندلمان"، إن قوات الاحتلال تقوم بإنشاء منطقة عازلة إضافية خارج منطقة الفصل على الجانب السوري من جبل الشيخ.
ونشر المتحدث باسم جيش الاحتلال، صورا قال إنها لقوات الجيش الإسرائيلي خلال اقتحامها منطقة جبل الشيخ، بعد أن اعتبر نتنياهو أن الوضع الحالي الجديد في سوريا، "يخلق فرصًا جديدة ومهمة جدا لإسرائيل، لكنها أيضا لا تخلو من المخاطر".
وعملت "إسرائيل" على إجراء حوار مع بعض مجموعات المعارضة السورية، وسط قلق إسرائيلي، وفق تقارير عبرية، من تقدم قوات المعارضة صوب الحدود، وفي الوقت ذاته تحاول التأثير على الوضع الداخلي في سوريا ليكون لديها نفوذ في أي ترتيب سياسي قادم.
وتهدف التحركات الإسرائيلية، داخل الأراضي السورية، إلى تدمير كل المصانع والمواقع العسكرية حتى تضمن أن لا تستخدم من قبل المعارضة، خشية أن يتحول أي نشاط عسكري داخل الأراضي السورية ضد الاحتلال الإسرائيلي مستقبلا، كما أنها تريد السيطرة بشكل مؤقت أو دائم، على بعض المواقع الاستراتيجية على الحدود لأنها تخشى أن تتعرض لأي هجوم من الجبهة السورية.
كما أنه ليس من مصلحة الاحتلال الإسرائيلي وجود دولة سورية قوية ومتماسكة فهو تريد دولة فاشلة وغارقة في الصراعات الداخلية.
ويكمن أحد الأهداف الإسرائيلية يكمن في تدمير مواقع إيرانية داخل الأراضي السورية، وكذلك قطع إمدادات حزب الله اللبناني من خلال الأراضي السورية.
أما الهدف الأهم بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي، فيتمثل باستغلال حالة الفراغ السياسي وانشغال المعارضة السورية في محاولة ترتيب الأوضاع عقب سقوط الأسد؛ للاستيلاء على المزيد من الأراضي السورية بدعم أمريكي.