تقارير خاصة - قدس الإخبارية: استيقظ رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو صباح الخميس 5 ديسمبر/كانون الأول 2024، على ضغطٍ جديد يهدد حكومته من الأحزاب الحريدية "شاس" و"يهدوت هتوراة"، مع إعلان نيتهما تقديم مشروعي قانون إلى كنيست الاحتلال، أحدهما حل الكنيست نفسه، مما يعني الذهاب إلى إنتخابات مبكرة.
وقالت الأحزاب الحريدية، سنقدم للكنيست مقترحين الأول الإعفاء من التجنيد، والثاني حل الكنيست، وعلى نتنياهو أن يختار بينهما إذا كان يرغب في البقاء والتمتع في ولاية ترامب.
ما سبب الخلاف؟
يفرض القانون الإسرائيلي على الذكور والإناث البالغين من العمر 18 عاما الخدمة العسكرية، لكن المتدينين يقولون إنهم يكرسون حياتهم لدراسة التوراة.
ومنذ 2017 فشلت الحكومات المتعاقبة في التوصل إلى قانون توافقي بشأن تجنيد "الحريديم"، بعد أن ألغت المحكمة العليا قانونا شرّع عام 2015 قضى بإعفائهم من الخدمة العسكرية، معتبرة أن الإعفاء يمس بـ"مبدأ المساواة".
ومع بدء معركة طوفان الأقصى، والخسائر الكبيرة في جيش الاحتلال وإرهاق الجنود والاحتياط، فاقم تخلف الحريديم عن الخدمة العسكرية من حدة الجدل، إذ طالبتهم أحزاب علمانية بالمشاركة في "تحمل أعباء الحرب".
وفي يونيو\حزيران 2024، صوت كنيست الاحتلال لصالح مشروع قانون التجنيد الذي يسعى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لتمريره لإعفاء اليهود الحريديم (اليهود المتدينين) من الخدمة العسكرية، وقد صوت لصالحه 63 نائبا بينما عارضه 57.
وفي نهاية الشهر نفسه، قضت المحكمة العليا في دولة الاحتلال قضت بعدم إعفاء المتدينين من الخدمة العسكرية وتجميد تمويل المعاهد الدينية اليهودية في حال عدم توجه طلابها للتجنيد في الجيش.
نتنياهو لا يريد تجنيد الحريديم أيضًا، فلماذا التهديد؟
قبل نحو أسبوعين، أعلن وزير حرب الاحتلال، يسرائيل كاتس، عن خطط لإرسال 7 آلاف أمر تجنيد لليهود المتدينين، على أن يتم التنفيذ بشكل تدريجي.
وأبدى عدد من الحاخامات اعتراضهم، فدعا الحاخام السابق للسفارديم، يتسحاق يوسف، في حديث له مع طلاب المدارس الدينية إلى عدم الاستجابة لأوامر التجنيد، وقال: "إذا منعونا من دراسة التوراة، سنهاجر إلى الخارج. لم نأت إلى إسرائيل لنصبح علمانيين. هذه حرب على عالم التوراة".
في الوقت ذاته، نقل مقربون من نتنياهو رسالة اطمئنان إلى كل من حزب "يهدوت هتوراة" و"شاس"، مفادها أنه قبل صدور أوامر اعتقال لمن يتجاهل أوامر التجنيد، سيتم إقرار قانون يمنع اعتقالهم.
في هذه الأثناء دعا الحاخام الليتواني موشيه هيليل هيرش، طلاب المدارس الدينية الذين تلقوا أوامر التجنيد بعدم الامتثال لها وقال إن الشرع الديني يتيح أن تكون رافضًا للتجنيد
ورغم مصادقة الكنيست بالقراءة الاولى على قرار إعفاء الحريديم من التجنيد، إلا أن القرار لم يصبح نافذًا بعد، فلا بدّ أن يحال مشروع القانون إلى لجنة الخارجية والأمن لمزيد من المداولات والبحث والتصويت في القراءتين الثانية والثالثة، حتى يصبح قانونا نافذا.
ومع أن نتنياهو طمأنهم، ترى الأحزاب الحريدية أن نتنياهو لا يبذل الجهد الكافي في تمرير قانون إعفائهم من الخدمة، سيّما مع إعلان كاتس عن خططه لإرسال طلبات التجنيد للحريديم، وهو ما دفع الأحزاب للتهديد بحل الكنيست.
هل تمتلك الأحزاب الحريدية القدرة على حلّ الكنيست؟
في انتخابات الكنيست الأخيرة، حصل معسكر نتنياهو على 64 مقعدا بعد تحالفه مع الصهيونية الدينية والأحزاب الحريدية بالكنيست المؤلف من 120 مقعدا.
وحصل الليكود بزعامة نتنياهو على 32 مقعدا، ونال حزبا "يهودوت هتوراه" لليهود الأشكناز الغربين وحزب "شاس" لليهود الشرقيين 18 مقعدا، في حين حصد تحالف "الصهيونية الدينية" الذي يقوده كل من إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش 14 مقعدا.
ومكّن هذا التحالف نتنياهو من تشكيل حكومته، بعد استيفاء حصوله على (60 مقعدًا + 1) في الكنيست.
ومع ظهور أزمة تجنيد الحريديم، هددت الأحزاب الدينية بالانسحاب من الحكومة إذا ما تم فرض الخدمة العسكرية على أتباعها، عما يعني سقوط الحكومة.