قطاع غزة - قدس الإخبارية: يكثف جيش الاحتلال من مجازره الإجرامية ضد الفلسطينيين النازحين في قطاع غزة، بالتزامن مع الحديث عن مفاوضات لوقف إطلاق النار وإبرام صفقة تبادل، بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، فيما شهدت مناطق متفرقة من قطاع غزة مساء أمس الأربعاء سلسلةً من المجازر الدموية، بحق المدنيين في مواصي خانيونس ومحيط مسجد اليرموك بغزة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات، بينهم أطفال ونساء.
وتعرضت مناطق شمال القطاع ووسطه لقصفٍ مكثف بالطائرات والمدفعية، تزامنًا مع قصف مكثف على بيت لاهيا ومخيم جباليا، بينما استهدفت مدفعية الاحتلال مخيم النصيرات وسط القطاع، وأطلقت قوات الاحتلال النار تجاه النازحين بعد إجبارهم على الخروج من شمال غزة تجاه مدينة غزة، فيما قصفت قوات الاحتلال الأطراف الجنوبية لحيّي الصبرة وتل الهوى جنوبي مدينة غزة.
واستشهد 20 فلسطينيًا، بينهم أطفال، وأصيب العشرات في قصف إسرائيلي استهدف مخيمًا للنازحين بمنطقة المواصي في خانيونس جنوب قطاع غزة.
وأظهرت مشاهد مصورة تسبب القصف في اندلاع حرائق كبيرة في خيام النازحين، حيث عملت طواقم الدفاع المدني على إخمادها وسط صعوبات كبيرة، إضافة لاستشهاد 25 فلسطيني جراء قصف صهيوني استهدف تجمعاً سكنياً قرب مسجد اليرموك في غزة.
مجازر على وقع التفاوض
أعلن مستشار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط، مسعد بولس، لصحيفة لوبوان الفرنسية، تحديد الخطوط الرئيسية لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وقال بولس، إنه تم وضع خريطة طريق للتنفيذ خلال شهر أو اثنين في إطار وقف إطلاق النار بغزة، مبينا أن هناك تفاصيل بقيت بشأن اتفاق غزة تتعلق ببعض الأسماء وعدد المفرج عنهم، فيما أكد أن قطر تلعب دورا مهما جدا في الوساطة بين حكومة الاحتلال والمقاومة الفلسطينية.
واعتبر أن إدارة ترامب تأمل خلال السنوات الأربع المقبلة في "تحقيق شيء مستدام من أجل المستقبل والأجيال القادمة"، وأن مسألة "خارطة الطريق نحو إقامة دولة فلسطينية، هي جزء مهم من المناقشات بين الولايات المتحدة والسعودية"، وأوضح أنه "يجب الوضع في الاعتبار أن السعودية لا تطالب بإقامة دولة فلسطينية فورا، لكنها تطالب برؤية وخارطة طريق لحدوث ذلك".
وقال بولس إنه في الوقت الحالي، يجب "منح الأولوية لعملية الإفراج عن المحتجزين في غزة"، موضحا أن إطلاق سراح المختطفين لا يجب أن يتم ربطه بالتوصل لوقف إطلاق نار.
من جانبه، نقل موقع أكسيوس الأمريكي عن أحد مستشاري ترامب قوله، إن ترامب يدعم الاتفاق إذا كان مقبولا لـ"إسرائيل"، والاتفاق أمر عاجل؛ لأن حياة "الرهائن" في خطر.
وأضاف الموقع أن ترامب يريد تنفيذ صفقة وقف إطلاق النار بغزة في أقرب وقت ممكن، ودون تأخير، وقبل 20 كانون الثاني/ يناير المقبل.
لماذا المجازر بالتزامن مع التفاوض؟
ونذ بداية حرب الإبادة يرتكب الاحتلال المجازر لعدة أهداف معلنة وأخرى غير معلنة بدافع عقائدي إجرامي يرتبط بالعقيدة الدينية الصهيونية، إضافة لتنفيذ المجازر بناء على إدعاءات استهداف المقاومين الفلسطينيين، غير أن ثمة معطيات أخرى تفرضها كل مجزرة جديدة، خاصة المجازر التي تُرتكب بالتزامن مع جولات التفاوض.
يستخدم جيش الاحتلال المجازر في إطار الضغط العسكري على المقاومة الفلسطينية في غزة لحسم المواجهة، واستنفاذ الحاضنة الشعبية للمقاومة، يتبع ذلك محاولات أمريكية ودولية لتبريد حدث المجزرة بدعاية المفاوضات والدعاية بإتمامها، في حين يعقب ذلك تعنت إسرائيلي وتلاعب ببنود التفاوض.
وقد سبق للاحتلال خلال جولات التفاوض بالشهور الماضية، أن ارتكب العشرات من المجازر الدموية التي استهدفت الفلسطينيين في مراكز النزوح، لا سيما خلال شهر آب/أغسطس الماضي، والذي تزامن معها مجازر واسعة في منطقتي رفح وخانيونس وبافي مناطق قطاع غزة، فيما أكد محللون في حينها أن الاحتلال يسعى بهذه المذابح معاقبة الفلسطينيين على صمودهم، وجعل وكل مفاوضات تسبقها وتدور في ظلها مجازر واشتراطات جديدة.