خاص - شبكة قدس الإخبارية: تتصاعد عمليات الاغتيالات الذي ينفذها جيش الاحتلال ضد عناصر وقادة المقاومة في شمال الضفة الغربية، والتي تشهد معركة حقيقية يحاول الاحتلال حسمها منذ نشأتها دون جدوى.
آخر عمليات الاغتيال كانت يوم أمس الثلاثاء في بلدة عقابا قرب مدينة طوباس، عندما قصف جيش الاحتلال سيارة تقل مقاومين فلسطينيين، ما أسفر عن ارتقاء المقاومين كرم أبو عرة ومحمد غنّام من عقابا، فيما تمكنت الطواقم الطبية من نقل الشهيدين ومصاب إلى المستشفى التركي في طوباس، وفي أعقاب ذلك نعت كتائب الشهيد عز الدين القسام الشهيدين وقالت أنهما تعرضا لعملية اغتيال صهيونية أثناء تنفيذهم إحدى المهمات الجهادية.
يوم الأحد الماضي، وقبل اغتيال المقاومين في عقابا بيومين فقط، شنت طائرات الاحتلال المسيرة غارةً، استهدفت مجموعة من المقاومين في قرية صير غرب مدينة جنين، ما أدى لاستشهاد أربعة منهم، سبق هاتين الحادثتين، عشرات عمليات الاغتيال منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة في 7 تشرين أول/أكتوبر 2023، في حين يمارس جيش الاحتلال هذه السياسة بشكلٍ متصاعد منذ منتصف عام 2021.
اغتيالات تتصاعد ومقاومة تستمر
يسعى جيش الاحتلال لإنهاء ظاهرة المقاومة من خلال اغتيال كل من سار بركبها، وضرب أي جهود تسعى لتنظيم وتقوية العمل المقاوم في الضفة الغربية.
يتبع جيش الاحتلال عدة وسائل لإتمام عمليات الاغتيال ومنها:
-القصف الجوي بالطائرات، والتي بات يعتمد عليها في ظل صعوبة الوصول للمقاومين والاشتباكات الكثيفة التي تدور عند الاقتحامات وملاحقة المقاومين.
-الوحدات الخاصة "المستعربين"، وتعتمد على الوحدات العسكرية الخاصة ونخب جيش الاحتلال، وتقتحم المناطق الفلسطينية بسيارات مدنية، وقد باتت مجموعات المقاومة أكثر خبرة في اكتشاف هذه الوحدات وإحباط هجماتها.
-الاجتياحات العسكرية الموسعة، كالاجتياح الكبير في شهر آب/أغسطس الماضي، والتي أطلق عليها جيش الاحتلال مسمى "المخيمات الصيفية" والذي استهدف بها محافظات طولكرم ومخيماتها، وجنين وريفها، وطوباس ومخيم الفارعة، وأدت لاستشهاد العديد من المقاومين.
وخلال ذلك الاجتياح، روج جيش الاحتلال لمزاعم إنهاء المقاومة في الضفة الغربية وإحباط عملياتها، في حين أثبت العمل المقاوم زيف وضعف رواية الاحتلال، إذ استمرت العلميات العسكرية من ذات المناطق التي اقتحمها جيش الاحتلال ودمرها، إضافة لاستهداف الآليات العسكرية بالعبوات الناسفة وإعطابها.
كيف يستمر العمل المقاوم في الضفة الغربية؟
يأخذ العمل المقاوم في الضفة الغربية مسارات متعددة، يجعل آلية ملاحقته أكثر تعقيداً في وجه جيش الاحتلال، فمن المجموعات الرسمية المعلن عنها والتي تضم عشرات المقاومين في مخيمات شمال الضفة الغربية، إلى الخلايا التي تتبع هذه المجموعات بشكلٍ أو بآخر وتنفذ عمليات ناجحة، كخلية كتائب القسام التي نفذت عملية قتل ضابط بجيش الاحتلال في الأغوار قبل شهور، وعمليتي بيت ليد والنبي إلياس، التي نفذتها الخلية التي قادها الشهيد علاء شريتح في طولكرم، وغيرها من العمليات المشابهة.
أما العمل الفردي فحكاية أخرى، بل ويُعتبر من أكثر الملفات تعقيداً في أروقة مخابرات الاحتلال، في حين ينفذ هذه العمليات بالغالب شبان بقرار فردي دون أي انتساب لتنظيم معين، أو تحضير مسبق، وتنجح بإيقاع خسائر مباشرة في صفوف الاحتلال، كعملية "حولون" التي نفذها الشهيد عمار عودة من مدينة سلفيت، وقتل بها مستوطنين اثنينز
أما المسار الثالث والذي يجمع بين العمل العسكري والشعبي، كاستهداف دوريات الاحتلال بالعبوات الناسفة محلية الصنع، والزجاجات الحارقة عند اقتحام المناطق الفلسطينية، وخاصة مدينة نابلس وبلدة يعبد في جنين، في حين قد تطور المواجهات لإطلاق نارٍ متقطع يستهدف دوريات الاحتلال، إضافة لرشق سيارات المستوطنين بالحجارة والزجاجات الحارقة على الشوارع الالتفافية.
ونجح بعض المقاومون بتنفيذ عمليات نوعية، في مناطق أشبه بالحصون العسكرية، نظراً للانتشار المكثف لجنود الاحتلال ودوريات شرطته، كعملية "آرائيل" يوم الجمعة الماضي والذي نفذها الشهيد سامر حسين وأوقع بها 9 جرحى 3 منهم خطيرة، وفق اعترافات الاحتلال، تبعها عمليتي إطلاق نار في الخليل وبيت لحم بذات اليوم.
على مدار أكثر من 3 سنوات، يمارس الاحتلال سياسة الاغتيالات بشكل واسع، دون نجاحه بإنهاء العمل المقاوم بشكلٍ جذري، فيما نجحت مجموعات المقاومة في الضفة بتعويض كوادرها الشهداء، من خلال استمرار نشاطها العسكري ضد الاحتلال، فيما عملت هذه الاغتيالات على خلق حالة من الإصرار لدى الشبان على السير بذات الدرب، فيما يتخذ العمل المقاوم أشكالاً متعددة جعلت فرصة القضاء عليه فرصة مستحيلة يلاحقها الاحتلال دون جدوى.