خاص - شبكة قدس الإخبارية: بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بين حزب الله وجيش الاحتلال، صرح رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو علناً، لضرورة التفرغ والتركيز على إيران.
ووضح نتنياهو ذلك في كلمته يوم أمس، عنما ذكر أسباب وقف إطلاق النار مع لبنان، حيث وضع التهديد الإيراني كسبب رئيسي، دون أن يذكر التفاصيل.
رغبة بتدمير إيران
يثير هذا التصريح جملة من التساؤلات حول مستقبل المواجهة الإسرائيلية وشكلها، فيما تعكس أقاويل نتنياهو نيته بتفعيل الهجوم ضد إيران، بينما تؤكد الصحف العبرية ذلك، حيث نشرت صحيفة "يدعوت أحرونوت" العبرية مقال رأي كتبه "جاكوب ناجيل" و"مارك دوبفيتز" بعنوان "الخيار الوحيد أمام إسرائيل بشأن إيران هو إنهاء نظام خامنئي"، ويستهله الكاتب بالإشارة إلى تصريح سابق للمرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، تنبأ فيه بتدمير دولة الاحتلال نهائياً بحلول عام 2040.
ويقول الكاتب إن خامنئي عندما يعلن أن خطته هي تدمير دولة الاحتلال بحلول ذلك الوقت، فبدون شك يبذل قصارى جهوده من أجل تحقيق هذا الطموح، بمساعدة مؤيدي إيران في الداخل والخارج، وعلينا أن نتعامل بجدّية مع الأمر.
ويضيف الكاتب أن حكومة الاحتلال لا يجب أن تكتفي باستراتيجية الردع كهدف لها، بل لابد من تغيير استراتيجيتها بالكامل والتحول من الدفاع إلى الهجوم المبادر، على أن يصبح الهدف الإسرائيلي هو إنهاء نظام خامنئي بحلول عام 2030.
ويؤكد "ناجيل" أنه في ظل انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، فإن تنفيذ عملية إسرائيلية أمريكية مشتركة ليست مستحيلة ومن شأنها أن تزيد بشكل كبير من فرص النجاح، من خلال الجمع بين الدقة العملياتية والأنظمة التكنولوجية الإسرائيلية والقوة النارية والقوات الخاصة الأمريكية، علاوة على الغطاء الدبلوماسي.
إصرار على التوسع وعقوبات متنوعة
في حديثٍ خاص لـ"شبكة قدس الإخبارية"، قال الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات، إن كافة المعطيات على أرض الواقع، تؤكد الرغبة الإسرائيلية الكبيرة، بالمشروع الاستيطاني التوسعي، في خضم حملة تدمير وقتل على غرار حرب الإبادة في قطاع غزة.
وأوضح بشارات إن أسباب موافقة حكومة الاحتلال على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، جاء وفق رغبة عسكرية حقيقية في ظل حالة الإرهاق التي يعاني منها جيش الاحتلال على جبهتي غزة ولبنان، واستنزاف الجبهة الداخلية الإسرائيلية بسبب ضربات حزب الله المكثفة على المدن والمستوطنات، إضافة لحاجة حكومة الاحتلال ترتيب الأوراق وأولويات الحرب.
وعن المواجهة مع إيران قال بشارات إن حكومة الاحتلال لن تسعى لتوجيه ضربة عسكرية ضخمة ضد إيران، بسبب ضعف الجبهة الداخلية الإسرائيلية، بل ستسعى مع إدارة ترامب الجديدة لفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية ضد إيران، واستخدام سياسة الحصار الشامل دون الحاجة للمواجهة.
الضربة العسكرية وإمكانية تنفيذها
من جهته قال المختص بالشأن العبري ياسر مناع، إن استراتيجيات الاحتلال ضد إيران تتمثل بثلاثة محاور، وهي: الضربة العسكرية ضد إيران، الحرب السبرانية والاغتيالات ضد الشخصيات البارزة في إيران، فيما يتمثل الأسلوب الأخير بتشكيل ضغط دولي لحصار إيران ومقاطعتها ضمن مزاعم محاربة السلاح النووي، فيما يرى مناع إن كافة المسارات تدور بشكل متناسق.
ويستبعد مناع توجيه دولة الاحتلال لضربة عسكرية لعدة أسباب، أهمها ضرورة أن تكون الضربة العسكرية ضربة قاضية لإيران لا تمكنها من إنتاج النووي مجدداً، إضافة للتحالفات الدولية بين إيران من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى والتي تشكل دول الخصوم للولايات المتحدة الأمريكية، فضلاً عن وجود حسابات سياسية وعسكرية أمريكية في المنطقة ليست واضحة للجميع.
وفي ذات السياق، يرجح الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق، خيار الضربة العسكرية الإسرائيلية ضد إيران على خيار العقوبات، لما ستحمله الضربة من أبعاد تحدي وردع للصين وروسيا، وإعادة ترتيب أوراق في الشرق الأوسط وفق أهداف أمريكية.
استشارات لا تنتهي
في وقتٍ سابق، خلال الأيام الماضية، قال نتنياهو، إنه تحدث مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب 3 مرات منذ الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وزعم أنهما متفقان بشأن التهديد الإيراني.
وأضاف نتنياهو في حينها أن المحادثات كانت تهدف إلى تعزيز التحالف القوي بين دولة الاحتلال والولايات المتحدة، ونحن متفقان بشأن التهديد الإيراني في جميع أشكاله، والخطر الذي يشكله، وفق ما أوردت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وكان مستشار ترمب، "مايك إيفانز"، حث حكومة الاحتلال على استغلال الفترة الحالية واتخاذ إجراءات حاسمة، بشأن الحرب في غزة ولبنان، قبل يوم التنصيب المقرر في 20 كانون ثاني/يناير المقبل.
وأضاف "إيفانز" بقوله إن حكومة الاحتلال تستطيع إنهاء الأمور في الجنوب والشمال، ومن ثم يمكن أن يتحول التركيز إلى إيران"، مشيراً إلى اعتقاده بأن هدف ترمب هو أن "تستهدف إسرائيل منشآت النفط الإيرانية وحاويات التجارة قبل 12 يناير"، ما قد يؤدي إلى شلّ الاقتصاد الإيراني".
يعكس كل ذلك رغبة إسرائيلية - أمريكية جدية بتدمير إيران وقدراتها النووية، دون الإعلان عن مخططٍ واضح حول آلية ذلك أو موعد تنفيذه.