الضفة الغربية - قدس الإخبارية: بينما يزعم رئيس الإدارة المدنية الإسرائيلية في الضفة الغربية، نجاح سياسته في تحجيم المقاومة المسلحة في محافظة نابلس، تكشف إحصائيات محلية عن اتساع الفعل المقاوم خلال عام 2024 الجاري.
شهدت المحافظة 383 عملاً مقاوماً منذ بداية العام الحالي، ما أدى إلى وقوع أربعة قتلى و21 جريحاً في صفوف جنود الاحتلال والمستوطنين.
ووثق مركز معلومات فلسطين "معطى" 241 عملية إطلاق نار واشتباكات مسلحة، و114 عملية تفجير عبوات ناسفة، وإعطاب 19 آلية عسكرية، منذ 1 كانون ثاني/يناير 2024 حتى 25 تشرين ثاني/نوفمبر 2024.
وأشارت الإحصائية إلى أن عمليات المقاومة تضمنت حرق 3 منشآت وأماكن عسكرية، وعمليتي طعن، وعملية استشهادية، وعملية دهس، وإسقاط 3 طائرات استطلاع، إضافة لاستهداف قوات الاحتلال بالرصاص الحي، عند كل عملية اقتحام للمدينة وأطرافها.
وعلى صعيد الأعمال الشعبية، رصدت الإحصائية 834 عملاً منها 681 مواجهة شعبية، و89 عملية تصدي لاعتداءات المستوطنين، إلى جانب خروج 46 مظاهرة ومسيرة احتجاجية.
وأشارت الاحصائية، إلى تمكن الشباب الثائر في نابلس من استهداف قوات الاحتلال وآلياتهم العسكرية بـ18 زجاجة حارقة ومفرقعات نارية، وارتقى برصاص الاحتلال في المحافظة 50 شهيدا منذ بداية هذا العام.
وفي تفاصيل العمليات النوعية، نفذ الشهيد محمد مناصرة عملية إطلاق نار بتاريخ 29/2/2024 في مستوطنة "عيلي"، وأسفرت عن مقتل مستوطنين.
كما نفذ الشهيد محمد شحادة عملية طعن بتاريخ 5/3/2024 في بلدة حوارة، وأسفرت عن إصابة جندي من جنود الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى تنفيذ المطارد عبد الرؤوف اشتية عملية دهس بتاريخ 29/5/2024 عند حاجز "عورتا" أسفرت عن مقتل جنديين.
ووقعت عملية إطلاق نار بتاريخ 2/7/2024 قرب مستوطنة "متسبيه يوسف"، وأسفرت عن إصابة مستوطن، إلى جانب العملية الاستشهادية التي نفذها الاستشهادي جعفر منى ابن نابلس جبل النار بتاريخ 18/8/2024 في مدينة تل أبيب، وأسفرت عن إصابة مستوطن، وهي أولى العمليات الاستشهادية بعد طوفان الأقصى.
محددات العمل المقاوم في نابلس
وعلى مدار أكثر من 3 سنوات، رسخت المقاومة في محافظة نابلس محددات بقيت ثابتة حتى هذا اليوم تمثلت بـ:
- دخلت المدينة بمرحلة العمل المسلح ضد الاحتلال أبان معركة سيف القدس عام 2021، بالتزامن مع انطلاق المرحلة في جنين، وقاد المجموعة الأولى الشهيد عبد الحكيم شاهين، وضمت الشهداء: أدهم مبروكة، أشرف مبسلط، إبراهيم النابلسي، محمد الدخيل، وجميل الكيال.
- بعد ذلك نشأت عدة مجموعات في مخيمات المدينة على رأسها مخيم بلاطة.
- خلال شهر أيلول/سبتمبر 2022 انطلقت مجموعات عرين الأسود بشكلٍ فعلي.
- بعد محاربة مجموعات المقاومة في المحافظة، استمر العمل العسكري، إذ لم يمر اقتحام لجيش الاحتلال دون أن يتعرض لإطلاق النار من قبل المقاومين.
- شكلت معركة طوفان الأقصى حالة من النهوض الجديد في المدينة رغم تكثيف الملاحقة من الاحتلال والسلطة.
- رغم إعلان الإدارة المدنية للاحتلال إنهاء العمل المقاوم في نابلس، إلى إنه لم ينتهي أو يتوقف بشكلٍ فعلي منذ عام 2021 حتى يومنا هذا.
- لم ينحصر العمل المقاوم في نابلس بإطار المجموعات المنظمة المُعلن عنها فقط، بل يأخذ أشكالاً متنوعة بين العمل الفردي والسري.
تعكس هذه الأرقام مدى زيف ادعاءات رئيس الإدارة المدنية للاحتلال في الضفة الغربية، الذي قال فيها أن مدينة نابلس أصبحت نموذجاً لإقصاء العمل المقاوم، إذ ذكر في مقابلة لصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية: إذ نتعاون مع الشاباك وأجهزة أمن السلطة وشخصيات عامة واقتصادية في المدينة لخلق واقع أمني جديد بعد "عرين الأسود".
وأصاف عززنا سلطة محافظ نابلس ورؤساء مجالس القرى وغيره من المسؤولين عبر منحهم صلاحيات أكثر، مثل التصاريح والطلبات الخاصة وبطاقات VIP.
وأكد ان جيش الاحتلال يمنح صلاحيات تمكنهم من "فرض الأمن" دون المس بحرية عمل جيشنا في نابلس ومخيم بلاطة.
وتابع إن أجهزة أمن السلطة تسهم في "تحسين الأمن" بالضفة، وعندما نواجه أحداثًا كبيرة كحملة اعتقالات أو دخول المستوطنين لمناطق أ؛ أتوجه للأجهزة الأمنية لتأمين دوائر حماية، ونراهم في الميدان.