فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: بلغت المظاهرات الاحتجاجية ضد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ذروتها مساء أمس السبت، عندما ألقى متظاهرون قنبلتين ضوئيتين على مقر إقامة نتنياهو في قيسارية وسط فلسطين المحتلة.
وقالت شرطة الاحتلال وجهاز الشاباك في بيان مشترك، في الساعة 19:30 من الليلة الماضية تعرض منزل نتنياهو إلى إلقاء قنبلتين ضوئيتين وسقطتا في باحة منزله في "قيسارية" وتم فتح تحقيق في ملابسات الحادث، فيما وصفت الحدث بـ"الخطير والمتدحرج".
في أعقاب الحدث، تواردت عدة ردات فعلٍ حول القضية، حيث قال وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير حول الحادثة "إن التحريض ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتجاوز كل الحدود إن إلقاء القنبلة الضوئية على منزله الليلة هو تجاوز لخط أحمر آخر - اليوم قنبلة ضوئية، وغدًا طلقات نارية".
وعقب زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد بتصريحه:"أنا أدين بشدة إلقاء قنابل إنارة على منزل نتنياهو وأطالب الشرطة بالتحرك بسرعة لاعتقال الفاعلين".
وأكدت وسائل إعلام عبرية، إن أحد المعتقلين في قضية استهداف منزل نتنياهو بقنابل مضيئة هو ضابط كبير في قوات الاحتياط وجرى فرض حظر نشر على أسماء المعتقلين ومنعهم من لقاء المحامي.
يُعيد هذا الحدث الذاكرة إلى استهداف رئيس وزراء الاحتلال الأسبق إسحاق رابين عام 1995، عندما أطلق أحد المعارضين النار عليه بشكلٍ مباشر، ليرديه قتيلاً على الفور، فيما يُطرح تساؤل اليوم حول مستقبل حياة نتنياهو السياسية في ظل تصاعد المعارضة ضده.
رابين وخيار السلام القاتل
في مطلع تسعينيات القرن الماضي، اختار رابين "مسار السلام" كما أُطلق عليه، في حين بدأ الإنقسام داخل مجمتمع الاحتلال، وبات يتعمق بعد اتفاقيات أوسلو عام 1993، في حين عارضت الأحزاب الدينية المتشددة، إبداء مرونة في المفاوضات أو منح الفلسطينيين دولة وإن كانت حدودها قطاع غزة والضفة الغربية كما زعمت حكومة رابين في حينها.
وفي 4 تشرين ثاني/نوفمبر 1995 وخلال مؤتمرٍ للسلام عُقد في تل أبيب، أطلق المستوطن المتطرف "إيجال عامير" النار على الرابين بشكلٍ مباشر، ما أدى لمقتله، ليكون أول رئيس وزراء في دولة الاحتلال يلقى حتفه مقتولاً.
نتنياهو.. بين الاستهداف وإمكانية الاغتيال
في حديثٍ خاص لـ"شبكة قدس الإخبارية" قال المختص في الشأن العبري ياسر مناع، إن حالة المعارضة السائدة ضد نتنياهو اليوم، لا تُقارن بالمعارضة في زمن رابين، في حين تشهد دولة الاحتلال اختلافاتٍ جوهرية على صعيد داخلي ومحلي، وحتى في طبيعة المعركة ضد الشعب الفلسطيني.
وأضاف مناع إن جوهر الاختلاف في زمن رابين كانت بسبب خيار اتفاقية أوسلو والعلاقة مع السلطة الفلسطينية، في حين صُنف رابين من قبل المتدينين بالخائن للدولة، فتعززت ذريعة قتله، فيما يظهر نتنياهو عند الكثير من الإسرائيليين بمظهر بطل الحرب، ورئيس الوزراء القوي الذي اغتال "رؤوس الإرهاب" بالمنطقة، مُستنداً على جرائم الاغتيال التي طالت قادة حزب الله وحماس الشهداء.
ويؤكد مناع إن المعارضة الإسرائيلية غير موحدة وضعيفة، في حين تعاطف لابيد أحد رموز المعارضة مع نتنياهو في أعقاب الحادثة وأدانها بشكلٍ صريح، إضافة لرمزية حالة الحرب التي يعيشها مجتمع الاحتلال وشعوره بالخطر الوجودي، ما يعزل صوت المعارضة وإبقاءه في مدى محدد دون أي تأثيرٍِ مباشر على حكومة الاحتلال برئاسة نتنياهو، مع عدم إمكانية التوقع بمصيره.