خاص - شبكة قدس الإخبارية: شكل إعلان وزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش يوم أمس الإثنين، حول خطوة ضم الضفة الغربية، تساؤلاً حول ملامح المرحلة المقبلة، لا سيما في ظل الخطر الاستيطاني المتصاعد، الذي تعيشه الضفة.
ليست المرة الأولى التي يعلن بها سموتريتش عن رؤويته الاستيطانية التي يسعى من خلالها تجسيد واقع جديد في الضفة الغربية، يتوافق مع مخططات وأمنيات الصهيونية الدينية وتيارها في حكومة الاحتلال.
وأكد سموتريتش في إعلانه أمس، أن صعود ترامب لسدة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية يُعد فرصة ذهبية لفرض "السيطرة الإسرائيلية" على الضفة الغربية.
تطبيق ومواجهة حتمية
في حديثٍ خالص لـ"شبكة قدس" قال الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق، إن مخطط السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية، جهازة منذ سنوات، ورُسمت ضمن خطة القرن التي أقرها ترامب خلال فترة رئاسته الأولى عام 2017، في حين شرع الاحتلال بتنفيذ خطواتها عملياً خلال السنوات الأخيرة من خلال توسيع الاستيطان، والإستيلاء على أراضي الفلسطينيين في الضفة، ودعم مليشيات المستوطنين بالسلاح والأموال، فضلاً عن تكثيف سياسة هدم المنازل، وتهجير التجمعات البدوية الفلسطينية في الأغوار الفلسطينية.
وأكد القيق أنه لا يوجد رادع سياسي وقانوني حقيقي للمخطط الاستيطاني في الضفة، في حين وصلت السلطة الفلسطينية والدول العربية إلى مرحلة من الضعف السياسي والدولي، إلى حالة عدم قدرتها الدفاع عن وجودها، أو حتى الأراضي المتواجدة بها في الضفة الغربية.
ويرى القيق إن إعلان سموتريتش من الممكن أن يُطبق عل المدى البعيد لكن تطبيقه أمر محتوم في ظل الدعم العالمي لدولة الاحتلال، وتوغل الصهيونية الدينية، فيما لن يكون هنالك بديل عن المواجهة.
وفي ذات السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد رفيق عوض، إن إعلان سموتريتش يوم أمسلم يكن إعلاناً رسمياً من حكومة الاحتلال، لكنه في غاية الخطورة لا سيما مع عودة ترامب للرئاسة الأمريكية، ومن الممكن ان يكون إعلان سموتريتش بمثابة "جس نبض" لردات الفعل حول الموضوع.
وعند سؤاله عن واقع الضفة الغربية في حالة تم تطبيق خطة الضم، قال عوض إن الفلسطينيين سيجدوا أنفسهم تحت احتلال عسكري مباشر، دون إعطائهم حقوق سياسية أو اقتصادية وحتى حرية العبادة، في حين يستبعد عوض تطبيق القرار في حالة تمت إزاحة حكومة الاحتلال، وحالة من التضامن الدولي مع الفلسطينيين.
وبشأن ردود الفعل المتوقعة عل الإعلان، قال سموتريتش يوم أمس: "حتى لو كان هناك من سيعترض ظاهريا بتصريحات أو بأخرى بما في ذلك من الدول العربية، فقد أثبتنا بالفعل في اتفاقيات إبراهيم أنه عندما تصر إسرائيل على رأيها فإنها تحظى بدعم وتقدير من الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية المجاورة".
ولاحقا كتب سموتريتش على حسابه بمنصة إكس: "2025 - عام السيادة (الإسرائيلية) في يهودا والسامرة".
وهذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها سموتريتش القضية نفسها، إذ أكد في شهر حزيران/يونيو الماضي، صحة ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن سعيه لضم الضفة الغربية إلى إسرائيل، بعد أن كشف تسجيل صوتي له، حصلت عليه الصحيفة، عن امتلاكه "خطة سرية" لتعزيز "السيطرة" الإسرائيلية على الضفة، وإجهاض أي محاولة لأن تكون جزءا من الدولة الفلسطينية.
وأشارت صحيفة "هآرتس" العبرية مسبقاً، إلى أن قادة المستوطنين يستندون في آمالهم بما يتعلق بتوسيع الاستيطان إلى ولاية ترامب السابقة، إلى جانب علاقاتهم الوثيقة مع المسؤولين في إدارة ترامب السابقة ومع قياديين في الجالية الإنجيلية المؤثرة على ترامب" إشارةً لتقاطع أمنيات المستوطنين مع دعم ترامب الكامل لهم.