شبكة قدس الإخبارية

بعد 17 يوماً من المجازر والحصار.. ما الذي يريده الاحتلال من شمال قطاع غزة؟

WhatsApp Image 2024-10-21 at 5.29.28 PM

خاص - شبكة قدس الإخبارية: منذ 17 يوماً، يشن جيش الاحتلال هجوماً برياً على منطقة شمال قطاع غزة، مُرتكباً بها مزيداً من الجرائم والانتهاكات، وبات يسيطر بالقوة النارية على المنطقة بشكلٍ كامل، بما فيها مخيم جباليا، وبلدات جباليا، وبيت لاهيا،ومشروع بيت لاهيا، وبيت حانون، والمناطق الغربية.

يوسع جيش الاحتلال من حركة آلياته وجنوده، تحت غطاء من القصف الجوي والمدفعي الذي لم يتوقف منذ بداية الحملة المكثفة على شمال القطاع، ليطال الحصار بلدة بيت لاهيا بعد مخيم جباليا والمنطقة الفاصلة مع بيت حانون، إضافة لإحكام الحصار على المدارس ومراكز الإيواء في المناطق الشرقية لبيت لاهيا بمحيط مستشفيي الإندونيسي والعودة، إضافةً لتطويق مجموعات المواطنين وإخراجهم من المناطق الشمالية.

ووفق مصادر ميدانية في شمال قطاع غزة، فإن جيش الاحتلال طلب من الرجال ما بين 16 و60 عاماً تسليم أنفسهم، وأجبر النساء والأطفال على سلوك الطريق الشرقي باتجاه شارع صلاح الدين، وطلب منهم الذهاب جنوباً، وسُجلت حالات اعتقال في صفوف النازحين من مراكز الإيواء في بلدة بيت لاهيا.

وأكدت مصادر طبية ارتفاع حصيلة الشهداء في محافظة الشمال منذ بدء العدوان الثالث على المنطقة إلى أكثر من 650 شهيداً، إضافة إلى معلومات عن وجود العشرات في الشوارع لم تتمكن الطواقم الطبية وطواقم الدفاع المدني من الوصول إليهم نتيجة استهدافها، وخطورة التحرك في كل مناطق محافظة الشمال.

إضافة لمنع الاحتلال إدخال الغذاء والأدوية والوقود إلى شمالي غزة منذ الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، ومنعه عن الأهالي كل مقومات الحياة، مع استهدف المزيد من آبار المياه وتجمعات المواطنين ومدارس ومراكز الإيواء المختلفة، فما الذي يريده الاحتلال من عدوانه الهمجي على شمال القطاع؟

 

إبادة مستمرة بغلاف دعاية سياسية

في حديث خاص لـ"شبكة قدس"، قال الكاتب والمحلل الساسي ساري عُرابي، إن استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية، تجعل جيش الاحتلال في موضع مسؤولية عامة مفادها "تحقيق مكاسب استراتيجية" بهدف حكومة وجمهور الاحتلال، وفي الحقيقة لا تحمل الجرائم التي يرتكبها في شمال القطاع أي شكلٍ من أشكال المكاسب سوى مزيداً من الدم والدمار، في حين يأتي هذا العدوان المكثف على شمال القطاع ضمن ما يُسمى بـ"المرحلة الثالثة للحرب" الذي أعلن عنها جيش الاحتلال مؤخراً.

وأضاف عُرابي أن جيش الاحتلال يحاول تطبيق "خطة الجنرالات" التي أقرها وأعلن عنها عدة مرات، في حين يصعب تطبيقها هذه الأيام بسبب عدم وجود عددٍ كافي من قوات الاحتلال، فيما يأتي الهجوم الجاري كجزء تمهيدي للخطة كمحاولةٍ لجس النبض، أو تنفيذ مخطط فصل محافظة الشمال عن محافظة غزة (منطقة جباليا عن محافظة غزة)، إضافة لمحاولة إيجاد نقاط ارتكاز وتموضع لجيش الاحتلال على غرار محوري "نتساريم وفيلادلفيا".

وأكد عرابي أن ما يجري من جرائم في شمال قطاع غزة هي جزء من دعاية سياسية يقوم بها نتنياهو وحكومته للإثبات لمجتمع الاحتلال أن الحرب على قطاع غزة مستمرة دون توقف، إضافة لبعد إجرامي انتقامي من الفلسطينيين هناك، من خلال القتل والتجويع والتدمير وإحكام الحصار.

أما عن الرؤية الإسرائيلية لشمال قطاع غزة، حول مخططات الاستيطان هناك أو الاستقرار العسكري، فقال عرابي أن هذه المخططات غير محسومة لجيش الاحتلال ولا للحكومة مع وجود أمنيات لذلك، نظراً للبعد الاستيطاني الذي تتبناه حكومة الاحتلال وأعضاؤها، ونفوذ الصهيونية الدينية وحزب الليكود في الحكومة.

واختتم عرابي أنه لا يوجد إجماع إسرائيلي حول مستقل شمال قطاع غزة، غير أن الأقرب هو تكثييف الوجود العسكري لطرحه بالقوة كاحتلال لأجزاء من القطاع وإقامة حكم عسكري إسرائيلي هناك مع عدم وجود اتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة.

 

مجازر مستمرة

واستُشهد 29 مواطناً بينهم أطفال وأصيب آخرون، في 5 مجازر جديدة نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في شمال قطاع غزة، اليوم الاثنين، شملت إعداما مباشرا بحق نازحين وقصفا لتجمعات مدنية واستهداف منزل بمدينة غزة ومدرسة تؤوي نازحين ببيت حانون.

وأفادت مصادر طبية، بأن 7 شهداء ومصابين وصلوا جراء قصف مدفعي استهدف النازحين داخل مدرسة في محيط بركة أبو راشد بمخيم جباليا.

وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال المتوغلة في المخيم أرغمت النازحين المحاصرين بمدرسة "كريزم" التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) على التجمّع والخروج منها.

وأضاف الشهود أن مدفعية الاحتلال أطلقت قذيفة تجاههم بعد تجمعهم، ما أدى إلى استشهاد 7 منهم على الأقل وإصابة عشرات.

كما استُشهد 6 مواطنين بينهم أطفال وأصيب آخرون بجروح متفاوتة بغارة للاحتلال استهدفت تجمعا لمواطنين أثناء محاولتهم تعبئة ماء للشرب في بلدة جباليا.

وأشارت المصادر الطبية، إلى أن 41 مواطناً استُشهدوا في غارات الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر اليوم الإثنين 33 منهم شمال القطاع.

وانتشلت طواقم الإسعاف جثمان شهيدة وجريحين من منزل عائلة "الدقس" بمنطقة التوبة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة بعد قصف الاحتلال للمنزل، فيما استهدفت مدفعية الاحتلال الطواقم الطبية والصحفية فور وصولها للمكان، مع إلحاق دمارٍ واسع لحق بمنزل العائلة.

وأفادت مصادر محلية أن جيش الاحتلال أحرق الطابقين الثالث والرابع من مستشفى الإندونيسي بعد إحراقه المدارس في محيط المستشفى وإفراغها من النازحين شمال القطاع، مشيرا إلى أن قوات الجيش قامت أيضا باعتقال عدد من النازحين، فيما تعيش المستشفيات والمراكز الطبية في شمال القطاع معاناة مضاعفة من المأساة حتى خرج بعضها عن الخدمة، بسبب الحصار الخانق ونفاذ الأدوية والمستلزمات الطبية فيها، وكثرة أعداد الشهداء والجرحى.

 

 

 

 

 

 

#قطاع غزة #بيت لاهيا #جباليا #مخيم جباليا #شمال قطاع غزة