أكد مسؤول عسكري رفيع المستوى اليوم الخميس أن الجيش المصري يحتجز الرئيس المعزول محمد مرسي، في حين تصاعدت حدة التوتر الأمني والسياسي في أرجاء متفرقة من مصر، وقتل 14 شخصا على الأقل في صدامات دامية بين مؤيدين ومعارضين، بينما حاصرت قوات من الجيش مراكز تجمع المؤيدين لمرسي في ميدان رابعة العدوية وفي محيط جامعة القاهرة.
فقد أكد مسؤول عسكري رفيع المستوى في وقت مبكر من صباح الخميس لوكالة الصحافة الفرنسية أن الجيش المصري يحتجز امرلرئيس سي، مؤكدا أن مرسي "محتجز بصورة وقائية"، ملمحا إلى إمكان توجيه اتهامات ضده.
وكان جهاد الحداد المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي قد قال فجر اليوم "إن مرسي نقل بمفرده إلى وزارة الدفاع، وذلك بعد أن قال في وقت سابق إن "مرسي وجميع الفريق الرئاسي هم قيد الإقامة الجبرية في نادي الحرس الجمهوري"، مضيفا أن والده الذي يعد اليد اليمنى لمرسي معتقل أيضا".
جاء ذلك بينما ذكرت صحيفة الأهرام الحكومية المصرية في عدد الخميس أن قوات الأمن المصرية أمرت باعتقال 300 عضو في تنظيم الإخوان، وأكد مسؤول بوزارة الداخلية لوكالة الصحافة الفرنسية أن البحث جار عن أعضاء في الإخوان بعد صدور مذكرات توقيف بحقهم.
وكانت قوات الأمن قد اعتقلت مساء أمس سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن الإخوان، إضافة إلى رشاد البيومي نائب المرشد العام للجماعة.
ترحيب عربي بالإطاحة بمرسي
من جهة أخرى رحبت دول عربية بالتغيير الذي وقع في مصر بعد إعلان وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي إقصاء محمد مرسي من رئاسة البلاد، وتسليم الحكم لرئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار عدلي منصور.
وقال وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان "إن بلاده تتابع بارتياح تطورات الأوضاع في مصر، وإن الإمارات على ثقة تامة بأن شعب مصر قادر على تجاوز اللحظات الصعبة الحالية التي تمر بها البلاد.
وأضاف "إن الجيش المصري هو من يضمن استمرار دولة المؤسسات والقانون التي تحتضن كل مكونات الشعب المصري".
كما أفادت مصادر صحفية في العاصمة الأردنية "عمّان" بأن وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أكد دعم بلاده لمصر، معربا عن ترحيبه بإرادة الشعب المصري.
وفي دمشق، رأى الرئيس السوري بشار الأسد أن "ما يحصل في مصر هو سقوط لما يسمى الإسلام السياسي، فمن يأت بالدين ليستخدمه لصالح السياسة أو لصالح فئة دون أخرى سيسقط في أي مكان في العالم".
وأضاف الأسد "لا يمكنك خداع كل الناس كل الوقت فما بالك بالشعب المصري الذي يحمل حضارة آلاف السنين وفكرا قوميا عربيا واضحا".
هنأ الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز الرئيس المصري المؤقت رئيس المحكمة الدستورية قائلاً:" تعيينك جاء في مرحلة دقيقة في تاريخ هذه الأمة".
قلق غربي
وعلى الصعيد الغربي، طالب الرئيس الامريكي "باراك اوباما" جميع الأطراف بنبذ العنف والعمل على اجراء انتخابات سريعة لحكومة جديدة مدنية في مصر معربا عن "قلقه العميق" من قرار الجيش المصري عزل محمد مرسي.
ودعا أوباما الجيش المصري لحماية حقوق المصريين. وقال في بيان مكتوب، إن "اصوات كل الذين شاركوا في المظاهرات مع أو ضد مرسي يجب أن تسمع".
وبموجب القانون الأمريكي، يجب على واشنطن تجميد المعونات لأي دولة يتم خلع رئيسها المنتخب في انقلاب، وهو المصطلح الذي لم يستخدمه اوباما في بيانه.
بدوره، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" عن القلق إزاء خلع مرسي، داعيا إلى سرعة العودة إلى الحكم المدني.
وقال بان في بيان إن "المصريين أبدوا في احتجاجاتهم احباطات عميقة ومخاوف مشروعة. (لكن) في الوقت نفسه، تدخل الجيش في شؤون أي دولة هو مبعث قلق."
ومضى قائلا "لذا فإن من الضروري أن يعود الحكم المدني سريعا بما يتفق مع مبادئ الديمقراطية."
وفي السياق ذاته، دعا الاتحاد الأوروبي إلى سرعة العودة إلى الديمقراطية في مصر، وحض الأطراف كافة على ضبط النفس. وقالت كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد "أحث الأطراف كلها على العودة بسرعة إلى العملية الديمقراطية، بما فيها إجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة وإقرار دستور."
وأعربت المسؤولة الأوروبية عن أملها في أن تكون الإدارة الجديدة في مصر ممثلة للجميع، داعية إلى احترام الحقوق الأساسية وحكم القانون.