شبكة قدس الإخبارية

بعد عام من حرب الإبادة الجماعية: الحرب على الأسرى مستمرة

photo_2024-10-13_14-16-15

خاص - شبكة قُدس: تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حربها على الأسرى الفلسطينيين منذ أكثر من عام، وتنتهج سياسة إجرامية وحشية انتقامية بحقهم منذ أن عرّت أحداث السابع من أكتوبر المنظومة الأمنية والعسكرية للاحتلال الإسرائيلي.

اليوم الأحد، أُعلن عن استشهاد الأسير الفلسطيني محمد موسى من بيت لحم، وهو أب لثلاث طفلات، خلال تواجده في مستشفى سوروكا الإسرائيلي، ليرتفع عدد الأسرى "المعلن" عن استشهادهم منذ السابع من أكتوبر، إلى 41 شهيدا، وسط وجود أعداد أكبر من الأسرى الذين ارتقوا نتيجة سياسة التعذيب الممنهجة في سجون الاحتلال دون الإعلان عن استشهادهم بسبب امتناع الاحتلال عن تقديم معلومات عن الأسرى أو التبليغ بخصوصهم.

وهذا يضاف إلى التعذيب الذي وصل حدّ الموت لدى آلاف الأسرى في سجون الاحتلال، والذي كبلهم بمشاكل صحية مزمنة. 

ومع مرور كل يوم إضافي، تتكشف فظائع جديدة مارستها قوات الاحتلال بحق الأسرى، من حرمانهم من الطعام والشراب وصولا إلى حرمانهم من العلاج، بينهما فصول من الضرب بالهراوات وأعقاب البنادق وأدوات حديدية والتعذيب والاعتداء الجنسي.

ومنذ السابع من أكتوبر، صعّد الاحتلال الإسرائيلي بشكل غير مسبوق من وتيرة الانتهاكات بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون، وسط ظروف مأساوية وتفتقر للحدّ الأدنى من متطلبات الحياة، خاصة الأسرى من قطاع غزة الذين يحتجزون في ظروف قاتمة.

وتشير التقارير وشهادات الأسرى المفرج عنهم، إلى ارتفاع مستوى الانتهاكات بحق الأسرى، رغم توثيق عشرات الشهادات، والتي لا تشمل جميع المعتقلين الذين ارتكبت قوات الاحتلال بحقهم جرائم حرب، ما يثير مخاوف من جرائم أكثر فظاعة لا يعلم عنها أحد. 

ورغم أن انتهاكات السجون لم تبدأ مع الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، إلا أن قوات الاحتلال عمدت دوما على اتباع سياسات ممنهجة تدعل ما يمارس مع الأسرى في السجون يتنافى مع كل القوانين والاتفاقيات الدولية واتفاقيات حقوق الإنسان.

وأبرز الإجراءات التي اتخذتها مصلحة السجون بحق الأسرى؛ التضييق عليهم  وتكثيف عمليات النقل القسري للمعتقلين وتحديد مدة الاستحمام بعدة دقائق لكل فرد أو ساعة واحدة من المياه الجارية لكل جناح سجن، والحرمان من العلاج والحرمان من الزيارات العائلية والمحامين، ومناقضة إقرار قانون يشرع إعدام الأسرى المعتقلين على خلفية عمليات للمقاومة.

يقول عبد الله زغاري مدير عام نادي الأسير الفلسطيني، إن ما يتعرض له الأسرى في السجون خطير للغاية، خاصة بانتشار الأمراض المعدية لدى الأسرى والتعذيب الشديد، ما حول حياة الأسرى إلى جحيم بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

وأضاف زغاري في تصريح لـ "شبكة قُدس"، أن الاحتلال يمارس جرائمه بحق الأسرى بمعزل تام عن كل القوانين الدولية ويتحدى العالم من خلال ما ينشره من فيديوهات في كل مرة بشكل متعمد في محاولة لإظهار حالة تبجح واستعراض بالانتقام من المعتقلين العزل.

وبحسب مدير عام نادي الأسير، فإن الاحتلال يتعمد ممارسة سياسة الإخفاء القسري بحق المعتقلين من قطاع غزة والامتناع عن الإفصاح عن معلومات تتعلق بهم وعمليات التعذيب المستمر دون غذاء وماء ودواء، وهو ما من شأنه أن يشكل تهديدا كبيرا على حياة الأسرى.

وطالب زغاري بإنقاذ المعتقلين الفلسطينيين مما يتعرضون له من موت محدق جراء سياسات الاحتلال الخارجة عن القوانين والأعراف والاتفاقيات الدولية. 

واعتبر زغاري، أن المؤسسات الدولية شكلت حالة من الفشل والشلل في القيام بالدور المنوط بها كمؤسسات يمكن أن تحافظ على المعايير التي بنيت لأجلها.

وشدد: نحن نصطدم بجدار من الهيمنة الغربية التي عجزت على مدار الفترة الماضية عن تطبيق بعض القرارات التي اتخذت خلال العام الماضي من حرب الإبادة، ووقف العدوان والحرب ومحاكمة الاحتلال عن هذه الجرائم كمنظومة ترتكب الإبادة بحق شعبنا. 


 

#عام على الطوفان