غزة – قدس الإخبارية: وسع الاحتلال الإسرائيلي من عدوانه على مخيمي النصيرات والبريج وسط قطاع غزة، مع إلقائه منشورات تهديدية تطالب الفلسطينيين بإخلاء منازلهم.
وصباح اليوم السبت، 5 أكتوبر\تشرين الأول 2024، استشهد ستة فلسطينيين وأصيب آخرون بجروح إثر قصف طائرات الاحتلال الحربية منزلا لعائلتي عليان وكراجة في حي الدعوة شمال شرق مخيم النصيرات، واستشهد فلسطينيان آخران في قصف طائرات الاحتلال منزلًا يعود لعائلة الغفري شمال شرق المخيّم.
ووسع جيش الاحتلال من نسف مباني سكنية شمال مخيم النصيرات وأطلقت الآليات العسكرية النار تجاه المناطق الشرقية الشمالية من، بينماأطلقت آليات الاحتلال النار بشكل كثيف شمال غرب النصيرات وأصوات لآليات الاحتلال بمحيط منطقة الأسرى وشمال الجسر الغربي وسط قطاع غزة.
ويأتي تصعيد العدوان على وسط قطاع غزة، في ظل حديثٍ إسرائيلي عن توسع محور "نتساريم" الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه.
وكانت وسائل إعلام عبرية، نشرت إبان الهجوم الإيراني مساء الثلاثاء الماضي، عن محاولة نحو 80 فلسطينيًا اقتحام محور "نتساريم" حيث قواعد جيش الاحتلال والعودة من جنوب القطاع إلى شماله.
ماذا يريد الاحتلال من التوسعة؟
بحسب المحلل والباحث الاستراتيجي أحمد الطناني، فإن الاحتلال يهدف بدرجة أساسية إلى تحقيق أوسع عمق تأميني لمحور "نتساريم"، كون المحور يقع في منطقة بينية بين أكثر من كتيبة من كتائب المقاومة، خصوصًا كتيبة تل الهوا، وكتيبة الزيتون، وكتيبة النصيرات وكتيبة البريج.
ويوضح الطناني، في حديثه لـ "شبكة قدس": "مما يعني أن التمركز العسكري في نيتساريم سيكون عرضة لهجمات مقاتلي المقاومة من مختلف الاتجاهات، كما ستكون عرضة لنيران المدفعية وقذائف الهاون من المناطق المذكورة، وهو ما يعزز حاجة الاحتلال إلى توسيع العمق التأمين وتأمين مساحات فارغة ومكشوفة تُصعب أي علمية تسلل أو تقدم للمقاتلين لمهاجمة القوات المتمركزة داخل محور نيتساريم".
ويرى الطناني أن توسع هذا العمق يزيد من المديات اللازمة لنجاح عملية إطلاق قذائف الهاون ما يعرقل نجاحها ووصولها لمواقع تمركز جيش الاحتلال في المحور، كما يساهم العمق التأميني في تعطيل قدرة المقاومة الاستخباراتية على رصد حركة وتجهيزات جيش الاحتلال داخل المحور.
من جانب آخر فإن هناك غرض عملياتي مرتبط بالإبقاء على حالة الحركة المستمرة للقوات في محيط المحور، وهو وفق الطناني يُصعب من قدرة المقاومة على تجهيز خطط هجومية نظرًا لعدم وجود ثبات للقوات تسمح للمقاومة بتحليل وتفكيك المشهد الميداني والبحث عن ثغرات يمكن للمقاومة استثمارها في تنفيذ هجمات ناجحة.
ويقول الطناني إن الاحتلال راهن كثيرًا على أن استنزاف قدرات المقاومة التسليحية على مدار شهور القتال سيؤمن تمركز شبه آمن داخل محور نيتساريم، إلا أن القدرات التسليحية للمقاومة، وبشكل خاص مخزونها من القذائف الصاروخية قصيرة المدة وقذائف الهاون هو أكبر بكثير من تقديرات الاحتلال، وهو ما خلق حالة من الاستنزاف المستمر للاحتلال المتمركزة داخل هذا المحور، والتي تحولت إلى موقع المدافع بدلًا من أن تكون في حالة هجومية مستمرة تؤمن للاحتلال نقطة انطلاق لعمليات المطاردة الساخنة وتفكيك بنى المقاومة.
القلق من زحف النازحين شمالًا
وبينما يفصلنا يومين من ذكرى السابع من أكتوبر، وتخوفات إسرائيلية من عمليات مقاومة نوعية أو إحداث إرباك في خطط الاحتلال، يشير الكاتب والباحث الاستراتيجي أن الاحتلال يأخذ بجدية الدعوات الشعبية الداعية إلى زحف النازحين من جنوب القطاع إلى شماله بشكل سلمي عبر محور "نتساريم"، هو ما سيخلق مأزق عملياتي كبير لقوات الاحتلال يضعها أمام خيارات كلها صعبة، خصوصًا وأن خطوة مشابهة ستكون سلمية وتحظى بتغطية إعلامية واسعة، ستخلق حرج كبير لجيش الاحتلال في حالة واجه هذا التحرك بالقوة الغاشمة.
وشدد على أن معدل الاستجابة في حال كان كبيرًا جدًا في ضوء الأوضاع الصعبة للنازحين جنوب القطاع وطول مدة الحرب، يمكن أن تُفقد جيش الاحتلال السيطرة على الأرض أمام حجم الحشود، وهو ما استدعى اجراءات توسيع أخرى تشمل إبعاد كل التجمعات السكانية وتجمعات النازحين عن المحور إلى أبعد قدر ممكن.
وفي أغسطس\آب الماضي، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن جيش الاحتلال يعمل على توسعة محور "نتساريم" الذي يقسم قطاع غزة إلى قسمين شمالي وجنوبي، وفقا لما أظهرته صور أقمار صناعية.
ويُعتبر هذا الطريق من النقاط الخلافية الأساسية في مفاوضات وقف إطلاق النار، حيث تصر المقاومة الفلسطينية على انسحاب إسرائيلي كامل من القطاع، بينما يطالب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بآلية تمنع انتقال المسلحين من جنوب قطاع غزة إلى شماله.
ويعيق الاحتلال من خلال محور "نتساريم" حركة الفلسطينيين باتجاه الشمال، حيث يُسمح لهم بالتحرك جنوبا فقط، كما أنشا 4 نقاط عسكرية كبيرة في الممر لتكون مواقع دائمة لمئات الجنود الإسرائيليين.