فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: خلال الأسابيع الأخيرة، وضمن التصعيد العسكري الذي تشهده الجبهة الشمالية، كثف حزب الله من رشقاته الصاروخية التي استهدفت مدينة صفد شمال فلسطين المحتلة، وفي الوقت الذي صعدت حكومة الاحتلال من عدوانها على لبنان في سبيل هدف إعادة مستوطنين الشمال إلى المستعمرات القريبة من الحدود اللبنانية، بات شبح التهجير يلحق صفد المحتلة.
عاصمة الجليل.. التهجير يُقابل بالتهجير
في وقتٍ سابق، وعلى امتداد تاريخ البلاد، كانت صفد المدينة الفلسطينية الأعرق لتحتفظ بهويتها الأصيلة، وفي إطار حرب التطهير العرقي التي شنتها العصابات الصهيونية على فلسطين عام 1948، صمدت المقاومة في مدينة صفد وقراها صموداً أسطورياً لشهور، حتى احتلال المدينة.
وتقع المدينة ضمن موقعٍ جغرافي استراتيجي، يُطل على مساحات واسعة من جنوب لبنان والجولان السوري المحتل، وكافة مناطق شمال فلسطين المحتلة، وأُطلق عليها اسم عاصمة الجليل.
وبعد احتلالها شرعت العصابات الصهيونية بتدمير قرى المدينة وبعض بيوتها، لإقامة 61 مستعمرة على أراضيها، فيما تدكها هذه الأيام صواريخ المقاومة اللبنانية لتذكر المستوطنين بالحق المسروق.
وعلى مدار 6 أيام خلت، لم يمضِ يوماً دون وقوع عمليات قصفٍ صاروخيٍ من لبنان باتجاه صفد المحتلة، إضافة لعمليات أخرى نُفذت بواسطة طائراتٍ مسيرة استهدفت معسكرات جيش الاحتلال في محيط المدينة.
ويمكن القول أن حزب الله قد رسخ قاعدةً جديدة من قواعد المواجهة، مفادها أن العدوان الإسرائيلي الدموي على لبنان من أجل إعادة المستوطنين إلى الشمال، لن يجدي نفعاً بل ستكون له نتائج عكسية تتمثل بتهجير المزيد من المستوطنين، عقب تعميق دائرة النار التي يشنها حزب الله، والتي باتت تستهدف مدينة صفد بشكلٍ يومي.
وقبل أسبوع قالت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، إن معظم المنازل في المناطق التي سقطت بها الصواريخ بمدينة صفد المحتلة غير محصنة، وسكانها المستوطنين - معظمهم من كبار السن - يجدون صعوبة في الوصول إلى الملاجئ البعيدة.
وأضافت الصحيفة أن في عُسفية ودالية الكرمل أيضًا، يقف المستوطنون عاجزون من أمام توسع مدى إطلاق الصواريخ من حزب الله، ونقلت الصحيفة على لسان أحد المستوطنين: "لا نستطيع سوى الصلاة أثناء الإنذارات والأمل بألا نصاب - ليس لدينا أي تحصينات، ما الذي ينتظرونه؟ حدوث كارثة؟
ومطلع الأسبوع بلغت الضربات الصاروخية لحزب الله على صفد ذروتها، وأصابت الصواريخ منازل المستوطنين بشكلٍ مباشر، ما أدى لاحتراق وتدمير بعض المنازل التي وثقتها عدسات المستوطنين.
وآنذاك ذكرت يديعوت أحرنوت أن حي "إيفيكور" في الجزء الشمالي من صفد المحتلة معظم المنازل في الحي اليهودي لا تحتوي على غرف محصنة أو مساحات آمنة، والعديد من المنازل بنيت بأسلوب بناء خفيف مع جدران من "الجبس".
وأكدت الصحيفة أن العديد من المنازل تعود إلى مساكن محمية، ويقطن فيها عشرات كبار السن من المستوطنين، معظمهم مهاجرون من الاتحاد السوفيتي السابق، فيما أكدت مقابلات أجرتها الصحيفة مع المستوطنين نيتهم بمغادرة المدينة قبل وقوع "كوارث".
وخلال الأسبوع الجاري دوت صافرات الإنذار مئات المرات في المدينة، إضافة لعدة محاولات لمنظومات الدفاع الجوي التابعة للاحتلال التصدي للرشقات الصاروخية التي يطلقها الحزب في سماء المدينة.
فيما أكد حزب الله في مجموعة بيانات عملياته التي استهدفت صفد المحتلة، وقال فيها أنها رداً على اعتداءات الاحتلال ومجازره في لبنان، وإسناداً لقطاع غزة.