شبكة قدس الإخبارية

كيف أعادت عملية تل أبيب أمس بالتزامن مع القصف الإيراني هاجس "اشتعال الجبهات"؟

WhatsApp Image 2024-10-02 at 9.09.20 PM

خاص - شبكة قدس الإخبارية: مساء أمس، وقُبيل القصف الصاروخي الإيراني على الأراضي الفلسطينية المحتلة، دوى صوت إطلاق النار في مدينة "تل أبيب"، فيما أظهرت مشاهد مصورة تناثر جثث المستوطنين في الشوارع وفي القطار السريع، بمشهدٍ أعاد للذاكرة الفلسطينية يوم السابع من أكتوبر عام 2023.

من مدينة الخليل، وبهدوء يخفي خلفه البركان الثائر، تسلل الشهيد محمد مسك والأسير الجريح أحمد الهيموني، إلى ضواحي تل أبيب وقاما بطعن جندي إسرائيلي قبل الاستيلاء على سلاحه من طراز أم 16، ثم استقلا القطار السريع في قلب المدينة، ليفتحا النار على المستوطنين في القطار السريع ثم استكمال إطلاق النار في الشارع.

بلغت الحصيلة النهائية للعملية 7 قتلى بينهم مجندة في جيش الاحتلال، إضافة ل16 جريحاً بجروح متفاوتة، لتعيد طرح تساؤلات حول مفهوم "انفجار الجبهات" الذي حذرت منه أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية مراراً وتكراراً وهو تزامن التصعيد العسكري المقاوم في أكثر من مكان، وفي الحقيقة ووفق الصورة التي وضحها الإعلام العبري، فإن حالة الإرباك التي خلقها القصف الإيراني مع عملية إطلاق النار، قد ضاعفت من حجم الصدمة لجعل الجبهة الداخلية على شفا حفرة من الإنهيار.

 

الخليل وصفعات أمنية لا تنتهي

منذ بداية معركة طوفان الأقصى قبل عام، سلك الشباب الثائر في محافظة الخليل مساراً مغايراً عن العمل المقاوم في شمال الضفة المحتلة، وفي حين رسخت المقاومة معادلة الاتساع بقاعدة العمل العسكري في جنين وطولكرم وطوباس على شكل كتائب عسكرية، اتخذت المقاومة في منطقة الخليل أسلوب العمليات الفردية المباغتة، وحتى التنظيمية ولكن في إطار أمني محدد يقطع من خلفه الخطوط التي من الممكن أن تؤدي إلى اختراق أمني إسرائيلي.

ومن العمليات الفردية المؤلمة التي تلقها الاحتلال بعد أن خرجت من محافظة الخليل، عملية "راعنانا" في الأيام الأولى من عام 2024، حيث تمكن الأسيرين محمود ومحمد زيدات من بني نعيم، من قتل أحد المستوطنين وإصابة 18 آخرين في عملية طعن ودهس مزدوجة، في حين تمكن الشابان من التسلل إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، في منطقة "راعنانا" وسط فلسطين المحتلة.

ومن العمليات التي اعتبراها الاحتلال أنها قاتلة، عملية إطلاق النار قرب حاجز ترقوميا، أدت إلى قتل 3 من ضباط شرطة الاحتلال، ونفذها الشهيد مهند العسود من بلدة إذنا جنوب الخليل، إضافة للعمليتين "كرمي تسور" و "غوش عتصيون" التي نفذتها كتائب القسام بواسطة سياراتٍ مفخخة، لتشكل صدمة لجيش الاحتلال ومخابراته.

ولعل أهم ما يميز تلك العمليات وغيرها في منطقة الخليل، هو عدم وجود أي شكوك أو اعتقالات سابقة للمنفذين، ما يؤكد فشل النظرية الأمنية التي روج لها الاحتلال على مدار سنين، في الضفة المحتلة، وهو ما ذكره بيان شرطة الاحتلال قي أعقاب عملية تل أبيب يوم أمس، حول عدم وجود أي اعتقالات سابقة للمنفذين.

 

اشتعال الجبهات وتآكل "الأمن القومي"

في بداية عام 2023 الماضي، أشار اللواء إسحاق بريك، رئيس لجنة الشكاوى في جيش الاحتلال سابقاً، حول وجود ضعف وعيوب خطرة يمكن أن تكشفها أي حرب مستقبلية تواجهها دولة الاحتلال، فيما قال في حينها إن الوضع اللوجستي لجيش الاحتلال يمر بحالةٍ من الفشل والإخفاق، وأنَّ هذا الفشل سيوقف "الجيش" عن شن الحرب المتعددة الجبهات، وسيضعه في مأزق في الساعات الأولى من الحرب "المتعددة الجبهات" المقبلة، ولن يسمح له بمواصلة القتال أو تحقيق الانتصار، وهو ما أطلق عليه مصطلح "تآكل الأمن القومي".

في الواقع، تجسدت مخاوف بريك منذ الساعات الأولى لمعركة طوفان الأقصى، ولكن ترجمت حكومة الاحتلال فشلها وإخفاقها بمجازر دمويةٍ وحرب إبادة واسعة غير مألوفةٍ في العصر الحديث، ورغم ذلك فشل جيش الاحتلال في حسم الصراع لصالحه، فيما يعاني الآن من عدة جبهات مفتوحة يعجز بها عن إنهاء المقاومة.

فضلاً عن المواجهة المشتعلة على الجبهة الشمالية، والقتال المستمر بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال في قطاع غزة، تُبدي المقاومة المسلحة اليمنية والمقاومة الإسلامية العراقية، تصعيداً عسكرياً ضد الاحتلال، من خلال عمليات إطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية المجنحة التي تستهدف عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وعلى رغم من جيش سلاح جو الاحتلال غاراتٍ عنيفة على اليمين في جولتين مختلفتين، تؤكد المقاومة اليمنية موقفها بالاستمرار في عملياتها العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي إسناداً للمقاومة الفلسطينية وتضماناً مع الشعب الفلسطيني.

ومع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لمعركة طوفان الأقصى، والتي افتتحتها المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة، تُعيد قوى المقاومة في المنطقة زخم المواجهة ضد الاحتلال، بسيلٍ من العمليات العسكرية التي تؤكد دوماً حتمية الفعل المقاوم ضد الاحتلال حتى اجتثاثه من قبل المنطقة.

#لبنان #قطاع غزة #إيران #المقاومة #الخليل #عملية تل أبيب