شبكة قدس الإخبارية

"رجل الأمنيات الكبيرة" محلقًا في سماء تل أبيب.. طهراني بالصواريخ يولد من جديد 

IMG_1112

فلسطين المحتلة - خاص شبكة قُدس: ساعة كاملة عاش فيها المستوطنون من شمال فلسطين وحتى جنوبها تحت رحمة "أبو الأمنيات الكبيرة" كما يصفه كثيرون. عاشوا لحظات من الرعب والقلق تكتيكا، وهاجسا من التفكّر في مستقبل محاط بالصواريخ والأعداء، بعضهم (الأعداء) من رحل وارتقى لكنه باقٍ بفعل عشرات السنوات قضاها في الإعداد لهدف واضح ودقيق؛ وهو إزالة "إسرائيل" من الوجود، تماما كما في حالة حسن طهراني مقدم المؤسس الرئيسي لصناعة الصواريخ الإيرانية؛ الذي اغتاله الموساد 11 ديسمبر 2011. 

ولد طهراني ليلة أمس 2 أكتوبر من جديد في سماء فلسطين، أما ميلاده البيولوجي فقد كان في 29 أكتوبر 1959 في طهران. في سن العشرين شارك في الثورة الإسلامية الإيرانية التي أطاحت بنظام "الشاه" المرتبط بالولايات المتحدة والاحتلال، وكان قد تخرّج عام 1979 بتفوق من جامعة طوسي التكنولوجية، ليسخر فيما بعد ما تعلمه فيها لخدمة مشروع الثورة الإسلامية التي انضم لحرسها الثوري عام 1980.

السيرة الذاتية لـ طهراني مليئة بالمدفعية والصواريخ، ففي عام 1982 عمل على إنشاء المدفعية الأولى للحرس الثوري، وفي العام ذاته أنشأ مركز البحوث المدفعية، وفي أكتوبر 1983 أنشأ مركز قيادة الصواريخ في الحرس الثوري، ليتسلم بعد ذلك بعامين قيادة الوحدة الصاروخية التابعة للحرس الثوري ويصمم صاروخ "النذير" كأول صاروخ إيراني عام 1987.

وما دامت "إسرائيل" هي العدو والهدف، فأبداً يجب أن لا يبقى جهده في الجغرافيا الإيرانية فقط. إيمانا بذلك، واستنادا على هذه القاعدة، عمل طهراني الذي أسس الوحدة الصاروخية التابعة لحزب الله عام 1987 والتي كان لها دور هام في هزيمة الاحتلال في جنوب لبنان ودفعه إلى الاستسلام والهروب، وعمل على تطوير صاروخ يصل مداه إلى أكثر من 1000 كم لكي يكون قادرا على الوصول للأراضي الفلسطينية المحتلة. 

وعن الهدف الرئيسي لصاروخ الـ 1000 كم الذي عمل طهراني على تطويره، يقول قال اللواء القائد في الحرس الثوري مصطفى ايزدي وهو صديق مقّرب للشهيد طهراني: "منذ عام 1984 اتخذ طهراني مقدم المبادرة للنظام الصاروخي أرض- أرض في حرس الثورة الإسلامية. العمل الذي قد فزعت منه القوى الإمبريالية في العالم والكيان الصهيوني حتى اليوم".

ومن الصواريخ التي صممها طهراني من خلال الهندسة العسكية: شهاب 1 من سكود B، ومن ثم طوّر شهاب 2 وصواريخ زلزال. في عام 1998، طور شهاب 3 من سكود C، وهو صاروخ باليستي متوسط المدى يصل مداه إلى 2000 كم. اُخْتُبِر بين عامي 1998 و2003 وأضيف إلى الترسانة العسكرية الإيرانية عام 2003. بعد ذلك طوّر طهراني صاروخ شهاب 3 الذي طوّرت منه نسخة جديدة  قدر 110 ويبلغ مداه 2000 كم. 

وعام 2008 طوّر طهراني أول مجموعة من الصواريخ الباليستية الإيرانية التي تعمل بالوقود الصلب المعروفة باسم سجيل الذي يصل مداه لـ 2000 كم، وسجّيل استبدل شهاب الصاروخ الباليستي الذي يعمل بالوقود السائل.

 لقد كان الهدف الذي عمل طهراني على الوصول له؛ صواريخ نقطوية تصيب هدفها بدقة، وقد كان له ذلك بصواريخ فتاح التي يشار إلى أن نسبة خطأها 5 م فقط، وهي الصواريخ ذاتها التي استهدفت فيها إيران بضربات غير مسبوقة فلسطين المحتلة على امتدادها. 

بالنسبة للإيرانيين، فإن الصواريخ البالستية هي بديل الردع والقتال المتوفر في ظل العقوبات التي تمنع إيران من الانفتاح على أسواق الأسلحة العالمية، وهو ما يمنعها من تطوير سلاح الجو لديها وكذلك البحر. لذلك، نشطت طهران كثيرا في مجال تطوير الصواريخ أرض - أرض، وتشير بعض التقارير الغربية إلى أن إيران أكثر دولة في العالم لديها هذا النوع من الصواريخ.

طهراني العائد من الموت، حلّق يوم أمس بالصواريخ التي صممها فوق سماء فلسطين، ردعا لأحلام وأوهام القوة الإسرائيلية، انتقاما لدماء القادة الشهداء الفلسطيني إسماعيل هنية واللبناني حسن نصر الله والإيراني عباس نيلفورشان الذين اختلطت دماؤهم على طريق القدس. 

جاء طهراني أيضا ثائرا منتقما لدمه بأكثر من 200 صاروخ غطت فلسطين كل فلسطين، في مشهد أحيّاه بعد 13 عاما على رحيله بانفجار في أحد الحامية الصاروخیة مدرّس، ليكتب على قبره عبارة "هذا هو قبر شخصٍ أراد تدمير إسرائيل".

#فلسطين #إسرائيل #حرب #نصرالله #إيران #هنية