شبكة قدس الإخبارية

مناطق جديدة قصفها حزب الله وتخبطٍ إسرائيلي حول الرد.. ما الذي يجري على الجبهة الشمالية؟

WhatsApp Image 2024-09-17 at 3.26.53 PM

خاص - شبكة قدس الإخبارية: منذ أكثر من 11 شهراً تدور رحى المواجهة بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ أن أعلن حزب الله دخوله إلى معركة طوفان الأقصى كجبهة إسنادٍ للمقاومة الفلسطينية، ومنذ تلك اللحظة يكاد لا يمضي يوماً دون وقوع عمليات قصف متبادلة بين الحزب وجيش الاحتلال.
ارتكز حزب الله بشكلٍ أساسي بالبداية على استهداف المواقع العسكرية الإسرائيلية على امتداد الحدود مع شمال فلسطين المحتلة، ثم بدأ بتوسيع دائرة القصف لتشمل مستوطنات الاحتلال وقواعده العسكرية في الجولان السوري المحتل ومناطق متعددة شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة.
في المقابل يُكثف جيش الاحتلال من قصفه على قرى جنوب لبنان ليخلف عدداً من الشهداء والجرحى من الشعب اللبناني كذلك ينفذ عمليات اغتيال مركزة لشخصيات قيادية من حزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية في لبنان.

 

إدخال مناطق جديدة لدائرة القصف
خلال شهر تموز/يوليو أعلن حزب الله إدخال مستوطنات "أبيريم ونيفيه زيف ومنوت" شمال فلسطين المحتلة لأول مرة، فيما شهدت الأيام القليلة تكثيف للغارات الإسرائيلي على جنوب لبنان وزيادة عدد النازحين من الجنوب اللبناني إلى 14 ألف نازحز
عقب ذلك عمل حزب الله على زيادة الكثافة النارية بقصف مناطق صفد وطبريا وروش بينا، وأعلن الحزب قصفه قاعدة ومقر لواء المدفعية والصواريخ الدقيقة 282 ومخازن التسليح والطوارئ التابعة له، في "يفتاح إليفليط" شمال غربي بحيرة طبريا، بعشرات صواريخ الكاتيوشا كمنطقة جديدة من الاستهداف. 
كما أشار الحزب إلى تنفيذ هجوم جوي بمسيرة انقضاضية على مقر لواء حرمون 810 في ثكنة "معاليه غولاني" بصاروخ من طاراز فلق واحد بالجولان المحتل، مستهدفاً أماكن تموضع واستقرار ضباطه وجنوده، وطال قصف الحزب مرابض مدفعية في الزاعورة وموقعي حدب يارين وحدب يارون.
فيما شهدت ليلة الجمعة – السبت، قصف حزب الله ب60 صاروخ لمناطق صفد وطبريا والجليل الأعلى شمال فلسطين المحتلة، فيما دوت الانفجارات قرب بحيرة طبريا ومدينة صفد المحتلة واشتعلت الحرائق بالمكان.

 

الرد بعملية برية
عقب هذه الأحداث أوصى قائد المنطقة الشمالية في اجيش الاحتلال "أوري غوردين" باحتلال شريط أمني عازل في جنوب لبنان، مؤكداً الجاهزية لتنفيذ هذه الخطوة، وفق وسائل إعلام عبرية. وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم" على موقعها الإلكتروني مساء يوم الأحد: "أوصى قائد القيادة الشمالية اللواء أوري غوردين مؤخراً في مناقشات مغلقة بالسماح للجيش باحتلال منطقة أمنية عازلة في جنوب لبنان لتصبح تحت السيطرة الإسرائيلية"، في إشارةٍ واضحة على جدية المقترح.
وحديثاً أعلنت حكومة الاحتلال عن توسيع الأهداف المعلنة لحرب الإبادة التي تشنها على قطاع غزة لتشمل الجبهة الشمالية، وتمكين المستوطنين من العودة إلى المستمعرات التي تم إجلائهم منها في شمال فلسطين المحتلة نتيجة لعمليات الحزب الله، وذلك خلال الاجتماع الأخير للمجلس الوزاري المصغر "الكابينت" مساء الإثنين الماضي.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، إنه في حال توسيع العملية العسكرية، ستتضمن الخطوات الإسرائيلية تصعيداً كبيراً، بما في ذلك العمل البري داخل لبنان، بحسب المصادر التي نقلت عنها الصحيفة، "في مواجهة إطلاق النار المتواصل على الشمال، والمعاناة الشديدة".، ونتيجة للضغط المستمر على حكومة نتنياهو من قبل المستوطنين الذين تم إجلاؤهم من الشمال، ومن بقي هناك منهم، وقال مصدر للصحيفة، لم تسمّه، إنّ "الحكومة تحتاج لإظهار أنها تفعل شيئاً ما، لكن هذا الشيء هو الأكثر خطأً، والأكثر خطورة. وهو بالضبط ما كنا نتجنبه طوال العام الماضي. فبدلاً من حلّ مشكلة ما، قد يورّطنا في مشكلة أصعب بكثير".
وأشارت الصحيفة إلى الخلاف بين جيش الاحتلال والحكومة بشأن استمرار استراتيجية الأمن القومي للاحتلال، أمس الاثنين، على الرغم من أن تقسيم المعسكرات قد تغيّر قليلاً، وقال ذكر مصدر الصحيفة العبرية: "القصة هي معركة خلف الكواليس بين مرتدي البدلات الرسمية ومرتدي البدل العسكرية، وهذه المرة هناك انقسام حاد جداً لأنّ وزير الأمن (يوآف غالانت) ورئيس الوزراء، على الأقل في هذه المسألة، يوجدان على نفس الجانب".

 

استنزاف إضافي وتشكيك بقدرات جيش الاحتلال
في ذات السياق، طرح المحلل العسكري في صحيفة هآرتس العبرية "عاموس هارئيل"، في مقال تحليلي نُشر اليوم الثلاثاء، تساؤلات عديدة بشأن الجبهة الشمالية، مع إشارته إلى أنّ نتنياهو يفعل أي شيء من أجل الحفاظ على بقائه ومصالحه. 
وذكر هارئيل أنّ تبادل الغارات مع حزب الله في تصاعد منذ أسبوعين، والعجز السياسي الإسرائيلي يتكشف أكثر فأكثر مع كل يوم يبقى فيه المستوطنين في حالة نزوح مستمر عن منازلهم، فيما تدخل مستوطنات أعمق لم يتم إخلاؤها، دائرة النار.
وأضاف هارئيل إن هناك تساؤل بارز الآن حول إمكانية جيش الاحتلال شن حرب موازية على عدة جبهات، وعن حالة الاستنزاف بين الجنود النظاميين والاحتياطيين وما هو وضع الأسلحة والمخزون العسكري، فيما ذكر أن السؤال المحوري هو: هل سيؤدي العمل العسكري الحاسم إلى تحسن كبير في الوضع على الحدود الشمالية، أم أنه، كما تدّعي الإدارة الأميركية بقوة، سينتهي إلى تسوية مماثلة لما هو مطروح الآن على الطاولة، ولا يتم التقدّم فيه في ظل الركود في المحادثات بين حكومة الاحتلال وحماس في غزة؟
وحذر مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن، عاموس هوكشتاين، رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو، يوم أمس الاثنين، من الشروع في حرب أوسع نطاقاً ضد لبنان، وفق ما ذكرته ثلاثة مصادر مطلعة على الاجتماعات لموقع أكسيوس الأميركي.
 وأفاد مصدرلموقع أكسيوس إنّ المبعوث الأميركي أكد لنتنياهو وغالانت أنّ الولايات المتحدة الأمريكة لا تعتقد أنّ حرباً أوسع مع لبنان ستحقق هدف إعادة النازحين إلى منازلهم في الشمال. وقال هوكشتاين إنّ الحرب الشاملة مع حزب الله تخاطر بصراع إقليمي أوسع نطاقاً وأطول أمداً، وفقاً للمصادر. 
وأوضح المبعوث الأميركي لنتنياهو وغالانت، أنّ أمريكا لا تزال ملتزمة بالحل الدبلوماسي في لبنان "إما مع اتفاق الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة أو بمفردها".

#لبنان #قطاع غزة #حزب الله #جيش الاحتلال #جنوب لبنان #الجبهة الشمالية