شبكة قدس الإخبارية

فضيحة تعصف بتسريبات صحفية حول "هروب السنوار ومجموعة من الرهائن إلى إيران واليمن"

820249174132868467698

ترجمة خاصة - شبكة قُدس: قال الكاتب والمحلل السياسي والعسكري الإسرائيلي رونين براغمان، إن مزاعم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول أن البقاء في محور فيلادلفيا هو السبيل الوحيد لمنع تهريب الرهائن إلى إيران واليمن كاذبة، وأشار إلى تقرير حول خطة مشابهة مزعومة لرئيس حركة حماس يحيى السنوار تم تضخيمها من قبل زوجة نتنياهو، سارة، ليتضح لاحقًا أن الأمر كله كان كذبًا.

وكانت صحيفة جويش كرونيكل، قد نشرت تقريرا قالت فيه إن السنوار "يستعد للهروب إلى إيران مع رهائن إسرائيليين".

وبعد "تحقيق شامل"، قامت صحيفة "جويش كرونيكل" أمس بفصل الصحفي المستقل إيلون بيري، الذي نشر في الأشهر الأخيرة في الصحيفة البريطانية-اليهودية تقارير حول الحرب على غزة وقصصًا متنوعة عن عمليات الموساد.

والتقرير المذكور اقتبسته زوجة نتنياهو في لقائها مع عائلات المختطفين، ولكن، كما تم الكشف في سلسلة من التقارير بـ"يديعوت أحرونوت"، كان هذا التقرير جزءًا من ثلاث قصص مفبركة وكاذبة تم نشرها في وسائل الإعلام الأجنبية بهدف التأثير على الرأي العام الإسرائيلي خلال الحرب ومحاولات التفاوض بشأن صفقة المختطفين.

مرحلة الأكاذيب

ويقول براغمان، إن المحور الرئيسي للأخبار التي تم نشرها وتكرارها في "إسرائيل" يستند إلى ثلاثة وثائق؛ اثنتان منها ظهرتا خلال وبعد خطاب نتنياهو في محاولة، على ما يبدو، "لتأكيدهما".

والوثيقة الأولى أشار إليها نتنياهو خلال خطابه في بداية الشهر، وفي البداية قيل عنها إنها "وثيقة تعليمات من السنوار"، ثم نُسبت إلى "أحد قادة حماس".

وقال نتنياهو، إن "حماس تتبع تكتيكًا لتفريقنا، وتمزيقنا، وإضعافنا، وفي النهاية إخضاعنا"، ثم عرض شريحة تظهر مذكرة مكتوبة بخط اليد باللغة العربية: "ها هي وثيقة التعليمات التي عثر عليها جنودنا في نفق قادة حماس". ووفقًا لرئيس وزراء الاحتلال، فإن الهدف من "وثيقة القادة" هو "أن نستسلم في قضايا جوهرية تهم ضمان مستقبلنا ووجودنا، وأن يُحدثوا خلافًا وشقاقًا بيننا حتى نستسلم. لن أستسلم لهذا الضغط، وأتحمل ضغوطًا أكبر من ذلك، ولن يستسلم الإسرائيليون لهذا الضغط لأن أغلبية الجمهور تفهم ما قلته بالضبط، أقول للسنوار: انسَ الأمر. لن يحدث ذلك". وبهذه الجملة، ختم نتنياهو هذا الجزء من خطابه، مما دفع الكثيرين إلى الاعتقاد بأن ذلك يحدد أيضًا مصير الصفقة.

أما الخبر الثاني؛ فتناول محتوى وثيقة حماس، إلى جانب "تحقيقات مع أعضاء حماس تم اعتقالهم"، ونشر عبر "جويش كرونيكل" تقريرًا عن الخطة السرية للسنوار لتهريب نفسه والمختطفين إلى "إيران أو اليمن"، مما يعزز جزءًا آخر من خطاب نتنياهو.

وفي اجتماع مع أهالي الرهائن، نُشر لأول مرة في "يديعوت أحرونوت"، اقتبست سارة نتنياهو التقرير الكاذب، مما يدعم ادعاء رئيس وزراء الاحتلال بأن الانسحاب من المحور غير مسموح ولو لفترة قصيرة، ونتيجة لذلك، أصيب الأهالي بحالة من الهلع وتوجهوا إلى قسم الأسرى والمفقودين مطالبين بتحديثهم بشأن هذا التهديد الجديد.

أما الخبر الثالث، الذي نُشر في "بيلد" الألمانية، كان وثيقة مأخوذة من "كمبيوتر السنوار"، والوثيقة تعكس "تعليمات من قائد حماس" في الربيع الماضي حول كيفية إدارة المفاوضات بطريقة لا تؤدي إلى نتيجة، وتطيل أمد الحرب ومعاناة الطرفين إلى أجل غير مسمى.

مرحلة الحقائق

الوثيقة الأولى هي مجرد مذكرة مكتوبة بخط اليد عُثر عليها في غزة، وهذا كل شيء، وفي "إسرائيل"، يعرفون جيدًا خط يد قائد حماس ويمكنهم تمييز ما كتبه وما لم يكتبه، وحتى الآن، لا تملك "إسرائيل" أي فكرة عمن كتب المذكرة.

أما الوثيقة الثانية، التي نشرت في "جويش كرونيكل"، بالإضافة إلى التحقيق مع أحد أفراد "النخبة"، غير معروفة لأي جهة في المؤسسة الأمنية، وكما تم توضيحه مساء أمس، هي كذبة تامة، واعتذرت "جويش كرونيكل" لقرائها قائلة: "نحن نلتزم بأعلى المعايير الصحفية". 

ووفق المحلل السياسي، فإن "هذا ليس كل شيء، في الأسبوع الماضي، تم الكشف في "الصنارة" أن الاسم الحقيقي للصحفي ليس إيلون بيري، بل إيلي يفراح، وأنه لم يكن، كما تدعي سيرته الذاتية، جنديًا في عملية عنتيبي، ولا أستاذًا جامعيًا، ولا جنديا متخفّيًا، ولا صحفيًا لمدة 25 عامًا.

وعلى عكس تقارير بيري المفبركة، فإن الوثيقة الثالثة، التي نُشرت في "بيلد"، موجودة بالفعل، لكن، بعد مراجعتها، يتبين أن رسائلها معاكسة تمامًا لما زعمه "بيلد"، إذ كُتبت من قبل الاستخبارات العسكرية لكتائب عز الدين القسام، لكنها وثيقة تافهة الأهمية، وليست تعليمات من السنوار، ولم تُتخذ التوصيات الواردة فيها.

وفي نهاية الأسبوع، تم نشر تحقيق شامل من قبل قسم التحقق من الحقائق في صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، والذي عمل  على مقارنة الوثيقة الأصلية التي وصلت إلى الصحيفة، وخلص التحقيق إلى أنه تم التأكيد على أن أجزاء من الجمل المقتبسة من الوثيقة الأصلية المنشورة في "بيلد"، موجودة بالفعل، ولكن المقالة أخرجت من سياقها "لإثبات أن حماس غير مهتمة بإنهاء الحرب بسرعة أو بالمعاناة التي يتكبدها المدنيون الفلسطينيون".

بالإضافة إلى ذلك، أجرت "يديعوت أحرونوت" ووسائل إعلام أخرى تحقيقات حول الوثيقة التي نشرها يوم الأربعاء الماضي وزير الحرب يوآف غالانت، وخلصت إلى أنها وثيقة حقيقية، مع بعض أخطاء الترجمة.

ويردف الكاتب والمحلل السياسي: "عملية التأثير على اللون الأزرق" هو الاسم الذي أطلقته المؤسسة الأمنية على هذه الحملة، في إشارة إلى عملية تضليل ينفذها عناصر إسرائيليون ضد الجمهور الإسرائيلي، باستخدام معلومات مضللة ومعلومات سرية. وأضاف أحدهم: "عملية تأثير سيئة، مليئة بالأخطاء والتزوير الذي يمكن كشفه بسهولة". إلى ذلك، انضمت انتقادات شديدة من مصدر رفيع في هيئة الأسرى والمفقودين الإسرائيليين المطلع على تفاصيل المفاوضات مع حماس بشأن صفقة إعادة المختطفين من غزة. وقال: "حتى وفقًا لمعايير آلة السموم التي نشرت هذا التقرير المزيف، كانت هذه الحملة خبيثة، شريرة وشيطانية بشكل خاص. إنها إساءة معاملة متعمدة، وكل ذلك لتبرير مصالح سياسية ضيقة وأنانية".

وفي المقابل أجرى نتنياهو مقابلة مع "فوكس نيوز" زعم فيها ان "البقاء في محور فيلادلفيا سيمنع تهريب المختطفين إلى سيناء ثم إلى إيران واليمن".

وجاءت "جويش كرونيكل" لتنشر مقالًا لإيلون بيري استنادًا إلى وثائق حول "الخطة السرية للسنوار لتهريب الرهائن إلى إيران"، ثم نشرت "يديعوت أحرونوت" تقريرا كشف "الثغرات" التي تم العثور عليها، والحقيقة أنه كان تقريرًا كاذبًا.