تقارير خاصة - قدس الإخبارية: تذكر عملية إطلاق النار التي نفذها سائق شاحنة أردني في معبر الكرامة على الحدود بين فلسطين والأردن بتاريخ طويلٍ من العمليات الفدائية التي نفذها أردنيون اجتازوا الحدود ليثأروا لفلسطين.
ويأتي ذلك، مع تصاعد مؤشر الخطر في دولة الاحتلال من طول الحدود الأردنية مع فلسطين في الأيام الأخيرة، وتهريب الأسلحة بشكل واسع إلى الضفة الغربية.
فمع بدء عدوان الاحتلال على شمال الضفة الغربية، نهاية أغسطس\آب الماضي، كتبت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية أن عدد العبوات الناسفة التي سيعثر عليها جنود الاحتلال في شمال الضفة المحتلة لا يهم دون إغلاق الحدود المفتوحة التي تمتد لمئات الكيلومترات مع الأردن.
وفي مطلع يوليو\تموز الماضي، أعلن جيش الاحتلال إحباط محاولة لتهريب تهريب 75 مسدسا وعشرات الأسلحة من الأردن إلى الضفة الغربية، وأنها عملية التهريب الأكبر منذ السابع من أكتوبر.
وفي أيلول/ سبتمبر 2023، أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّ حكومته ستبني جداراً على طول الحدود مع الأردن، وذلك مع تصاعد الحديث عن اتساع ظاهرة تهريب الأسلحة.
وليست المرة الأولى التي يجتاز فيها أردنيون الحدود، وينفذون عمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي.
عرندس .. الطالب الأردني المقاوم
صبيحة يوم الجمعة، 8 فبراير\شباط 1991م، نفذ الطالب في السنة الثالثة في كلية الشريعة في الجامعة الأردنية مروان عرندس وصديقيه خليل زيتون ورائد الصالحي عملية نوعية، فعبروا إلى فلسطين من جهة وادي عربة، وهناك كمنوا وتصدوا لحافلات تُقل جنودا إسرائيليين، وقتلوا منهم ثم ارتقوا شهداء، وبدأت بعدها سلسلة عمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي تجتاز النهر نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وعرندس المولود في الأردن عام 1970، من قرية "بيت دجن" والتي تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة يافا وتبعد عنها 10 كم، وقد هاجرت عائلته إلى الأردن أيام نكبة فلسطين في عام 1948م.
سونا الراعي
في إبريل\نيسان عام 1997، نفذت الأسيرة المحررة سونا الراعيعملية إطلاق نار على معبر الكرامة، في الذكرى السنوية التاسعة لاستشهاد القائد إبراهيم الراعي، ما أدى إلى أسرها والحكم عليها لمدة 12 عاماً.
وهرّبت الراعي مسدسًا مربوطًا على ساقها عبر الجهة الأردنية من الجسر، وعندما وصلت إلى النقطة الإسرائيلية فتحت النار على جنود وعساكر الاحتلال ما أدى إلى إصابة عدد منهم بجراح.
وعلى إثر هذه العملية، سلّم النظام الأردني زوج سونا لسلطات الاحتلال حيث تعرض للتعذيب لمعرفة دوره في العملية التي قامت بها زوجته بعد أن فشلت المخابرات الأردنية في إجباره على الاعتراف.
أحمد الدقامسة
في 13 مارس/آذار 1997 أطلق الجندي الأردني أحمد الدقامسة النار على مستوطناتٍ كن يزرن منطقة الباقورة، فقتل سبعا منهن وجرح أخريات.
وقال الدقامسة خلال محاكمته إن هؤلاء المستوطنات استهزأن به، وكن يضحكن ويطلق بعض النكات تجاهه أثناء صلاته،
واعتقل النظام الأردني الدقامسة وحاكمه عسكريا، وحكم عليه بالسجن المؤبد.
ودفعت العملية الملك حسين حينها إلى السفر لـ "تل أبيب" وتقديم اعتذار رسمي إلى حكومتها، وتقديم التعازي لأهالي وذوي المستوطنات، خاصة أنها جاءت أيضا بعد ثلاث سنوات من توقيع معاهدة وادي عربة.
ورفضت الحكومات الأردنية المتعاقبة الاستجابة للمطالبات بالإفراج عن الدقامسة، وفي معظم الأحيان لم ترد على هذه المطالبات التي تحولت مع الوقت إلى قضية رأي عام بالأردن.
سلطان العجلوني
عميد الأسرى الأردنيين في السجون الإسرائيلية، اعتقله الاحتلال إثر عملية فدائية على الحدود بين الأردن وفلسطين المحتلة عام 1990 قتل فيها عسكريا إسرائيليا، وأفرج عنه في يوليو/تموز 2007.
سبقها بأيام،ع عملية سالم أبوغليون وخالد أبو غليون وأمين الصانع وإبراهيم غنيم ونايف كعابنة على الثأر لدماء شهداء الأقصى الشريف بعملية نوعية بعد مذبحة الأقصى.
ونفذ العجلوني عمليته، وهو لم يتجاوز 17 عاما- على الحدود بين الأردن وفلسطين، بمفرده بواسطة مسدس شخصي.
وقطع نهر الأردن باتجاه فلسطين في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 1990، واستطاع التسلل إلى موقع عسكري إسرائيلي، وتمكن من قتل أحد أفراد شرطة حرس الحدود برتبة رائد هو "بنحاس ليفي" شقيق قائد لواء القدس في شرطة الاحتلال سابقا "ميكي ليفي"، وكان متجها لقتل عدد من الجنود الإسرائيليين لولا أن المسدس أصيب بعطل.
أفرجت سلطات الاحتلال عن العجلوني وثلاثة من الأسرى الأردنيين، هم: سالم وخالد أبو غليون وأمين الصانع، بموجب اتفاق مع الأردن في يوليو/تموز 2007، وقضى الاتفاق بأن يكمل الأسرى الأربعة السجن في الأردن لمدة لا تتجاوز 18 شهرا.
ومكث العجلوني ورفاقه في سجن قفقفا شمالي الأردن حتى أغسطس/آب 2008.
إلقاء عبوة ناسفة على سيارة سفير الاحتلال
في يناير\كانون الثاني 2010، استهدف مقاومون مركبة سفير الاحتلال من النوع المصفح التي عند معبر جسر الملك حسين.
وكانت المركبتان في طريقهما من السفارة بعمان إلى الاحتلال, لكن السفير حينئذ "داني نيفو" لم يكن بين ركابهما، ولحقت أضرار طفيفة بمالمركبة.
وفي مارس\أذار 2014، استشهد القاضي رائد زعيتر بعط إطلاق النار عليه في معبر الكرامة، وزعم حكومة الاحتلال أن الجندي اعترف بإطلاقه النار على زعيتر بعدما شعر بالخطر، لأن زعيتر حاول سحب سلاح الجندي.