شبكة قدس الإخبارية

حارة الدمج تصطاد جنود الاحتلال من جديد .. حصن المقاومة في مخيم جنين

حارة الدمج تصطاد جنود الاحتلال من جديد .. حصن المقاومة في مخيم جنين

جنين - قدس الإخبارية: يخوض المقاومون في حارة الدمج اشتباكات ضارية في حارة الدمج في مخيم جنين، نفذوه خلاله كمين أسفر عن مقتل جندي وإصابة آخرين وفق ما أفادت به مصادر محلية. 

وليس المرة الاولى التي تتصدر فيها حارة الدمج في مخيم جنين، ثقل كمائن المقاومة في المخيم، بل شهدت اشتباكات وكمائن شديدة في عملية "السور الواقي" خلال الاجتياح عام 2002، و2014، و2023. 

وتعود تسمية حارة الدمج إلى عائلة الدمج الموجودة في المخيم، وفيها مسجد الأنصار، ويعتبرها الأهالي قلب المخيم، وقد سطّرت في الاجتياحَين والعمليات العسكرية المختلفة على مخيم جنين بطولة الصمود، ومعاني مختلفة من الاشتباك مع قوات الاحتلال.

في اجتياح عام 2002، كانت الحارة أيضًا ساحة للمعركة، لا سيما معركة طوالبة الشهيرة، والتي خاض فيها الشهيد محمود طوالبة ومجموعته من سرايا القدس عدة اشتباكات عنيفة مع جنود الاحتلال في حارة الدمج استمرت عدة ساعات، وبنصب العديد من الكمائن بكل بسالة وشجاعة، ثم انسحب إلى حارة الحواشين واشتبك برفقة المقاومين مع جنود الاحتلال، وتمكنوا من قتل جنديَّين صهيونيَّين، وتمَّ سحب جثتَيهما بأحد الأسلاك الطويلة ومصادرة أسلحتهما.

ليست الاجتياحات وحدها من كان لحارة الدمج بأسٌ فيها، ففي عام 2014، وبعدما نشطت خلية لكتائب القسام في المخيم يقودها حمزة أبو الهيجا، بدأ الاحتلال عملية عسكرية سريعة لاغتيال أبو الهيجا، شاركت فيها قوة كبيرة مكونة من عشرات الجيبات العسكرية وناقلات الجند وجرافة عسكرية، بدعم من سلاح الطيران الحربي الإسرائيلي.

وفي منزل في حارة الدمج تحصّن أبو الهيجا، وحاصرته قوات الاحتلال فيه، واستخدمت قذائف الأنيرجا خلال محاصرة الشهيد، الذي اشتبك معها وأوقع إصابات في صفوف جنود الاحتلال، وقد شاهدهم المخيم ينقلون إصاباتهم في سيارات الأسعاف مضرّجين بدمائهم، بينما أكّد شهود رؤية جثة أحد الجنود ملقاة على الأرض.

وخلال العملية، هدمت قوات الاحتلال جزءًا من المنزل الذي تحصّن فيه الشهيد أبو الهيجا، بينما تعمّدت قتل الشهيدَين محمود أبو زينة ويزن محمود جبارين، خلال محاولتهما فكّ الحصار عن المنزل الذي تواجد به الشهيد وإخراج جثمانه.

ويتحصن المقاومون في حارة الدمج بسبب موقعها البعيد عن الأطراف، ويتركز نشاطهم فيها، وخلال الاجتياح في يوليو\تموز 2023، حاولت قوات الاحتلال تجاوز حارة الدمج 3 مرات على الأقل لكنها فشلت،  لكن المقاومين يزرعون العبوات الناسفة في الطرق لعرقلة الآليات والاحتلال لعدم الوصول إلى هذه الحارة بالتحديد.

مسجد الأنصار.. حيث حفر المقاومون الأرض

في اجتياح يوليو\تموز 2023، تصدّر مسجد الأنصار في حارة الدمج عناوين الأخبار، حين اندلعت اشتباكات عنيفة، ونادى الاحتلال بالسمّاعات يطالب المقاومين في المسجد بتسليم أنفسهم، قبل أن يذوق الاحتلال -كما وصف الأهالي- موتًا محتمًا في كمين أعدّته له فصائل المقاومة داخل المخيم.

رغم محاصرة المخيم جوًّا وبرًّا، وقع كمين مسجد الأنصار، أحد أبرز الكمائن التي نصبتها المقاومة الفلسطينية في المخيم لقوات الاحتلال الإسرائيلي، نظرًا إلى تواجده في قلب حارة الدمج، وشدة الاشتباكات التي دارت خلال هذا الكمين، ضمن المحاولات المستميتة من قبل القوات الإسرائيلية للدخول والتسلُّل إلى قلب المخيم.

واكتسب هذا الكمين أهمية قصوى، نظرًا إلى المزاعم الإسرائيلية التي كشفت عن وجود نفق أرضي فيه، كان المقاومون في المخيم يستخدمونه للتحرك من أجل التصدي للقوات المقتحمة، خلال عمليات الاقتحام التي كانت تتم خلال الفترات السابقة، إضافة إلى كون هذا النفق يضمّ في زقاقه عبوات ناسفة جاهزة للاستخدام ضد القوات الإسرائيلية.

وخلال العملية، عمدت المقاومة الفلسطينية لاستخدام قوة نارية كبرى للغاية في محيط هذا الكمين، من خلال تفجير العبوات الناسفة المصنّعة في الأرتال العسكرية والجنود واستخدام أقصى درجة من الكثافة النارية، في الوقت الذي لجأ فيه الاحتلال لاستخدام الطيران المسيَّر والمروحي، في محاولة منه للتخفيف من وطأة القوة النارية المستخدمة من المقاومين.

وخلال هذا الكمين المحكم الذي نصبه المقاومون لقوات الاحتلال، أعلنت كل من كتائب القسام وكتيبة جنين – سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى تمكُّنها من إيقاع جنود الاحتلال من وحدة إيعوز في كمين محكم واستهدافهم بشكل مباشر، وجاء هذا الكمين في اليوم الثاني من العملية العسكرية التي دامت 40 ساعة، والتي انتهت في نهاية المطاف باعتراف إسرائيلي صريح بمقتل جندي من هذه الوحدة خلال اشتباك مع المقاومين الفلسطينيين.

ذاع صيت الحارة أكثر، وارتقى منها وبداخلها ما لا يقل عن 20 شهيدا خلال الأعوام بين (2021 و2023)، وكان أبرزهم الشهيد أسعد الدمج أحد أبرز قادة كتيبة جنين، والذي أصيب 3 مرات، اثنتان منها بالقصف الإسرائيلي بطائرة مسيرة والثانية عبر مروحية أباتشي، وهو نجل الحاج علي الدمج عميد آل الدمج.

رغم تدمير الاحتلال الإسرائيلي ما لا يقل عن 30% من حارة الدمج خلال اجتياح عام 2002، إلا أنها ما زالت حصن المقاومة في مخيم جنين، نظرًا إلى ضيق أزقتها -على عكس المناطق الأخرى في المخيم- التي تحمي المقاومين من قدرة الاحتلال على التوغُّل الواسع فيها، ما يجعلها نقطة استهداف للاحتلال في كل اجتياح.

المصدر: شبكة قدس + مواقع إلكترونية