فلسطين المحتلة - خاص شبكة قُدس: تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانا كبيرا على مخيمات شمال الضفة التي تعتبرها بؤرة للمقاومة المسلحة وتطورها خاصة بعد معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر.
بدأت العملية العسكرية الإسرائيلية، الليلة الماضية، حيث نشر الاحتلال طائراته الحربية في سماء المخيمات الثلاثة؛ جنين والفارعة ونور شمس، في محاولة للقضاء على المقاومة المسلحة فيها وإرباك حاضنتها الشعبية التي لم يقدر الاحتلال يوما على التأثير فيها.
محافظ طوباس أحمد أسعد، قال في تصريح لـ "شبكة قُدس"، إن ما يجري في مخيم الفارعة "ساحة حرب" وتصعيد خطير بحق المدنيين الفلسطينيين، وجريمة جديدة بحق أبناء شعبنا.
وأوضح محافظ طوباس، أن هناك انتشارا كثيف للقناصة والطيران الحربي حيث ارتقى أربعة شهداء لم تتمكن الطواقم الطبية من الوصول لجثامين اثنين منهما بسبب الحصار الإسرائيلي.
وأشار إلى أن العملية العسكرية في طوباس، مستمرة اقتحم خلالها الاحتلال عددا كبيرا من المنازل ومسجدا.
من جانبه، قال محافظ محافظة جنين، كمال أبو الرب لـ "شبكة قُدس"، إن قوات الاحتلال أغلقت كافة مداخل ومخارج مدينة ومخيم جنين وتمنع الدخول والخروج من وإلى المدينة والمخيم.
وأشار إلى أن هذا الاجتياح هو الثاني عشر على التوالي ولكن المختلف هذه المرة أنها المرة الأولى التي تغلق فيها جميع مخارج ومداخل المدينة ومخيمها ومنع الدخول والخروج منهما.
وأوضح، أن، جيش الاحتلال وضع سواتر ترابية وآليات عسكرية بالقرب من المستشفيات وفي الطرق المؤدية لها وهو ما أدى لإخراج جميع المستشفيات والهلال الأحمر عن الخدمة.
ونوه إلى أن هناك تهديدا إسرائيليا باقتحام مستشفى جنين الحكومي بحسب ما أبلغنا فيه الارتباط حيث يتواجد 180 مريضا و75 كادرا طبيا بالإضافة إلى المرافقين وأي اقتحام للمستشفى سيعرض حياة المئات للخطر.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، ظهر اليوم الأربعاء، أن مجمل عدد الشهداء الذين وصلوا إلى المشافي جراء عدوان الاحتلال في جنين وطوباس (٩ شهداء)، منذ ليلة أمس.
يرى الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق، أن الاحتلال الإسرائيلي فشل بشكل واضح في عزل الساحات عن بعضها لأنه أراد أن يثبت أن غزة فقط وحدها، ويحاول كسر وحدة الساحات، ولكن ما جرى ويجري في الضفة الغربية يؤكد على معادلة وحدة الساحات.
وقال القيق في لقاء خاص لـ "شبكة قُدس"، إن ما يجري اليوم يؤكد فشلا إسرائيليا بعزل الساحات لأنه فشل باحتواء المقاومة المسلحة في الضفة، واعتبرها محاولة للهروب للأمام في إطار الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين، لمحاولمة منع إقامة دولة فلسطينية.
وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل الحروب لتوسيع العمليات الاستيطانية.
وعن محاولات إفراغ المخيمات، اعتبر القيق أن العملية في شمال الضفة لأنه معني بتقليل عدد الفلسطينيين وطردهم وإلغاء فكرة اللاجئ وفكرة الذاكرة الفلسطينية.
وقال: نحن أمام تطبيق خطوة الضم التي تعني جغرافيا المستوطنات المتواصلة مع المناطق الفلسطينية المتقطعة.
وأكد القيق، أنه منذ النكبة لليوم، هناك عقدة إسرائيلية تجاه المخيمات، التي كانت على الدوام نقطة مواجهة ليست سهلة لأنها منطقة جيدة ومتقاربة وفيها حالة وطنية متعطشة للمقاومة وتراكمية في بناء مجموعاتها المسلحة.
وفي السياق، قالت حركة حماس، في بيان لها، اليوم الأربعاء، إن "العملية العسكرية الموسّعة التي أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي في محافظات الضفة الغربية المحتلة، ما هو إلا توسيع لحرب الإبادة الوحشية القائمة في قطاع غزة لتشمل مدن وبلدات ومخيمات الضفة المحتلة".
وشددت الحركة في بيانها على أن استمرار "حكومة الاحتلال في حملة الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وتصعيد انتهاكاتها في الضفة المحتلة عبر هذه العملية الإجرامية، هو نتيجة طبيعية للصمت الدولي المريب عن انتهاكاتها الصارخة لكافة القوانين الدولية واستهدافها المتعمّد للمدنيين العزل بقصد الإبادة والتهجير".
وأكدت حماس على أن "كل محاولات الاحتلال في قمع مقاومة شعبنا في الضفة الغربية بشتّى الوسائل خلال عشرات السنوات لم يفلِح في إسقاط فكرة المقاومة من وجدان شبابنا الثائر والمقاوم فيها".
وطالبت الأجهزة الأمنية الفلسطينية، الوقوف عند مسؤولياتهم، واستشعار المخاطر التي تتهدد القضية الوطنية، و"الالتحاق بمعركة شعبنا المقدسة، والمُضي في طريق المقاومة حتى دحر الاحتلال، ونيل شعبِنا حريتَه وحقَّه في تقرير مصيره".
من جانبها، قالت حركة الجهاد الإسلامي، في بيان لها، اليوم الأربعاء، إن "هذا العدوان يسعى إلى نقل ثقل الصراع إلى الضفة المحتلة في محاولة من الاحتلال لفرض وقائع ميدانية جديدة، تهدف إلى إخضاع الضفة المحتلة وضمها، وبسط سيادته على مقدساتنا، في حرب وجودية ضد شعبنا الفلسطيني".
وبينت الحركة أن "الحملة العسكرية الواسعة التي يشنها الاحتلال في الضفة المحتلة تأتي في سياق مخططاته لفرض السيطرة على مدينة القدس والمسجد الأقصى".
وأكدت الحركة على أن "أبناء سرايا القدس، يخوضون أشرس المعارك للتصدي لهذه الحملة المجرمة".
ولفت البيان إلى أن "العالم يشاهد كل هذه الجرائم في ظل تقاعس عربي رسمي وشعبي فاضح، حيث يقف الكثير مكتوفي الأيدي أمام الجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد شعبنا ومقدساتنا، ما يترك الشعب الفلسطيني وحيدًا في مواجهة آلة القتل والإجرام الصهيونية المستمرة".
وطالبت الحركة المجتمع الدولي إلى "التحرك الفوري لوقف هذه المجازر والانتهاكات، ونحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تبعات هذه السياسات العدوانية".
وأكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، أن عدوان جيش الاحتلال الهمجي على قطاع غزة والضفة الغربية ضمن حرب الإبادة الممنهجة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، لن يرهب الشعب الفلسطيني أو يبدد إرادته في الحرية والاستقلال.
وأضافت في بيان صادر عن مفوضية الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية، اليوم الأربعاء، أن العدوان المتواصل على شعبنا في جنين وطولكرم وطوباس ومخيماتها لن يحقق مآربها في تهجير شعبنا أو اقتلاعه من أرضه.
وأشارت فتح، إلى أن ممارسات جيش الاحتلال الفاشية، المتمثلة في استهداف المدنيين، ومحاصرة المستشفيات، والاعتداء على الطواقم الطبية والصحفية تدلل على النزعة الإجرامية لمنظومة الاحتلال الاستعمارية وحكومتها الفاشية، داعية المجتمع الدولي إلى إلزام منظومة الاحتلال وقف حرب الإبادة على شعبنا، والانصياع للقانون الدولي، وإحقاق الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس.
بدورها، قالت حركة المجاهدين الفلسطينيين، في بيان مقتضب لها، اليوم الأربعاء، إن "الحملة العسكرية الواسعة التي تنفذها حكومة الاحتلال النازية في شمال الضفة تأتي في سياق مخططات واسعة تستهدف كينونة الشعب وقضيته ومقدساته".
وبينت أن "هذه الحملة العسكرية هي جزء من الحرب المفتوحة التي تقودها حكومة نتنياهو الفـــاشية، ونحمل الإدارة الامريكية المسئولية الكاملة عن هذا العدوان".
من جانبها، اعتبرت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أن اجتياح قوات الاحتلال شمال الضفة الغربية مقدمة لبسط سيطرتها وتنفيذ مخطط التهجير القسري ومواصلة حرب الإبادة المفتوحة.
وأكدت الشبكة في بيان صادر عنها اليوم الأربعاء، أن عدوان الاحتلال على شمال الضفة هو في الحقيقة مخطط يستهدف فصل المحافظات في الضفة الغربية عن بعضها، وتقسيم الأراضي الفلسطينية ضمن مخطط الحسم الذي أطلقه الوزير في حكومة الحرب وزير المالية سموتريتش، لخلق واقع جديد في الضفة الغربية، لإحكام قبضة الاحتلال فيها، وخلق بيئة طاردة للسكان للرحيل عن أرضهم ووطنهم طوعا أو قسرا.
كما شددت على أن ما يجري من اجتياح لشمال الضفة الغربية: نابلس، وجنين، وطولكرم، وطوباس، يؤكد سعي دولة الاحتلال إلى إطلاق يد المستعمرين، لتوسيع الاعتداءات على المواطنين، وتنفيذ اقتحامات واسعة للقرى والبلدات الفلسطينية، الأمر الذي يتطلب العمل على تشكيل لجان حراسة وحماية شعبية فورا، والعمل على دعم صمود الناس فوق أرضهم بكل السبل الممكنة.
واستشهد 11 فلسطينيا وأُصيب آخرون، في حصيلة أولية، بمدينتي جنين وطوباس، خلال عدوان واسع شنّه جيش الاحتلال الإسرائيلي على شمال الضفة الغربية منذ الساعات الأولى من فجر اليوم الأربعاء، وقوبل بوابل كثيف من رصاص المقاومة، وعملياتها النوعية.
وبارتقاء شهداء اليوم يرتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية بما فيها القدس، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الفائت إلى نحو 661 شهيدا، أكثر من 5400 جريح، بينهم نساء وأطفال.