شبكة قدس الإخبارية

في ذكرى إحراق المسجد الأقصى.. كيف تجدد الصهيونة الدينية الحريق؟

WhatsApp Image 2024-08-21 at 9.17.31 PM
يزن حاج علي

 خاص - شبكة قدس الإخبارية: تمر اليوم الأربعاء 21 آب/أغسطس 2024 الذكرى الـ55 لإحراق المصلى القبلي من المسجد الأقصى المبارك، وقد أتى ذلك الحريق على ثلثي مساحة المصلى بسقوفه وزخارفه، فيما احترق المنبر الذي أعده القائد المسلم نور الدين زنكي وأدخله صلاح الدين الأيوبي إلى المسجد الأقصى بعد تحريره من الصليبين.
 وكان المستوطن المتطرف "مايكل روهان" قد أشعل النيران في المسجد، وتواطأت معه في حينه سلطات الاحتلال بقطع الماء عن المسجد وعرقلة وصول فرق الإطفاء إليه من مدينتي الخليل وبيت لحم، ومحاولة تزييف الحقيقة عبر الدعاية التي أطلقتها بأن الحريق نجم عن تماسٍ كهربائي.
وتأتي هذه الذكرى اليوم في ظل واقعٍ صعب يعيشه المسجد الأقصى، من محاولات تهويدٍ مستمرة وعمليات اقتحام وتدنيس من قبل المجموعات الصهيونية المتطرفة بالتعاون مع وزراء حكومة الاحتلال الذين باتوا يشاركون في الاقتحامات والتدنيس، ضمن العديد من الممارسات التهويدية فكيف تجدد الصهيونية الدينية وحكومة الاحتلال الحريق؟

 

تكثيف الاقتحامات ومحاولة التهويد بشكل كلي
شهد المسجد الأقصى يوم الثلاثاء 13 آب/ أغسطس الجاري، اقتحامات موسعة من قبل المستوطنين، حيث وصل عدد المقتحمين بها 2250 مستوطناً من ضمنهم وزراء في حكومة الاحتلال، إضافة لعناصر شرطة الاحتلال الذين كانت مهمتهم تأمين عملية الاقتحام.
وأكدت وزارة الأوقاف الإسلامية يومها أن وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير قد اقتحم المسجد الأقصى اليوم برفقة المستوطنين، إضافة لوزير شؤون النقب والجليل يتسحاق فاسرلاوف من حزب "عظمة يهودية"، في ذكرى ما يُسمى ب"ذكرى خراب الهيكل".
وعملت الصهيونية الدينية ومعها جزء كبير من اليمين القومي الصهيوني خلال السنوات الماضية على الإحلال الديني التام لليهود في المسجد الأقصى المبارك، إضافة لتطلعاتها إلى إزالته من الوجود وتأسيس الهيكل المزعوم في مكانه وعلى كامل مساحته، وقد تبنت في سبيل تحقيق ذلك ثلاثة خطط مرحلية هي التقسيم الزماني والتقسيم المكاني والتأسيس المعنوي للهيكل من خلال فرض الطقوس التوراتية في المسجد الأقصى المبارك.

الأعياد التوراتية.. قاعدة انطلاق الاقتحامات
وترتكز الاقتحامات بشكلٍ أساسي على الأعياد التوراتية الدينية والمناسبات القومية الصهيونية باعتبارها مواسم عدوان ومنصات تمضي فيها بأهدافها قدماً، مستفيدة مما يمكن تشكيله من زخم دعائي ومن حضور بشري في الاقتحام، وأهم هذه المناسبات والأعياد "ذكرى خراب الهيكل" وهي من ضمن المناسبات الأربع السنوية الرئيسية التي يجري الارتكاز عليها كمواسم عدوان، وإلى جانبها يأتي الفصح العبري والذكرى العبرية لاحتلال القدس "يوم توحيد القدس" وموسم الأعياد الطويل الذي يبدأ برأس السنة العبرية وينتهي بيوم ختمة التوراة الذي انطلقت منه معركة طوفان الأقصى في السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023.
 وصُنفَ الاقتحام الذي جرى في "ذكرى خراب الهيكل" هذا العام، كأضخم اقتحام في تاريخ المسجد الأقصى من حيث عدد المقتحمين، إذ وصل عدد المقتحمين في يومٍ واحد إلى 2960 مقتحماً، في حين كان الرقم الأعلى المسجل من قبل 2200 مقتحم في سنتي 2022 و2023 على التوالي.

 

فرض التقسيم المكاني دون إعلان رسمي
وخلال السنوات الأخيرة عملت سلطات الاحتلال على تكريس الساحة الشرقية للأقصى للمستوطنين المقتحمين باعتبارها "كنيساً غير معلن"، وباتوا يؤدون كل طقوسهم فيها بحرية بينما يُمنع المرابطون وحراس المسجد الأقصى من مجرد الاقتراب منهم بمسافة تسمح بالتصوير، وهو ما يكرس التقسيم المكاني ولو مؤقتاً، والجديد في الاقتحامات الأخيرة أن هذه الطقوس كلها نقلت إلى الساحة الغربية للمسجد الأقصى مقابل قبة الصخرة لتؤدى هذه الطقوس الجماعية العلنية لأول مرة هناك بهذا الشكل، في محاولة لإضافة مساحة جديدة باعتبارها "كنيساً غير معلن".

 

سياسة إبعاد المرابطين
وتأتي اقتحامات المسجد الأقصى الحالية على وقع سياسة الإبعاد التي تنتهجها سلطات الاحتلال ضد المرابطين والمرابطات هناك، والذين تطورت عملية إبعادهم لتكون إبعاد عن البلدة القديمة في القدس وليس عن المسجد الأقصى فحسب.
واتخذت سلطات الاحتلال قرارات إبعادٍ لمجموعة من المرابطين عن البلدة القديمة وتم تعميم صورهم على نقاط تفتيش شرطة الاحتلال المتمركزة على أبواب البلدة القديمة، فيما تزداد شدة هذه الإجراءات في ظل ما يُسمى بقانون الطوارئ الذي تتعامل به شرطة الاحتلال منذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة، وباتت توسع من سياسة الإبعاد عن الأقصى، ومنع الكثير من المصلين من دخوله حتى في أيام الجمعة.

وكانت مؤسسة القدس الدولية قد أصدرت بياناً اليوم الأربعاء في الذكرى ال55 لإحراق المسجد الأقصى قالت فيه: " لقد أصبح المسجد الأقصى اليوم عنوان الوهم الصهيوني بحسم الصراع وتصفية الوجود الفلسطيني والعربي والإسلامي انطلاقاً من بوابة المقدس، وبات في الوقت عينه العنوان الاستراتيجي لمقاومة الأمة بأسرها لتبديد أوهام الحسم والتصفية، والانطلاق منها إلى فرض التراجعات المتتالية على المحتل والمضي في طريق التحرير رغم الجراح والآلام، وهذا ما يدفع المحتل اليوم ليخوض حربه بعقلية الإلغاء والإبادة، ويوجب على الأمة بالتالي أن تخوض حربها الشاملة لتجتث هذا الخطر السرطاني الإلغائي وتزيله عن صدرها إلى غير رجعة".
وأضافت الهيئة في بيانها "إن هذا المسار التاريخي يجعل المسجد الأقصى والقدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية، وبهويتها العربية في مواجهة محاولات التهويد والعبرنة مركز الصراع المتجدد، وعنوان توحيد الأمة واستجماع قواها لتجابه الاحتلال الصهيوني والغرب الاستعماري من خلفه صفاً واحداً، وهذا يوجب على علماء الأمة ومفكريها وقواها الحية أن تبذل كل جهد في استنهاض الأمة من بوابة معركة القدس والأقصى، ويوجب على كل مكونات الشعب الفلسطيني أن تنهض إلى الدفاع عنه وخوض معركته كعهدها".

 

دعوات ليوم نفير وغضب في ظل ذكرى الإحراق

ودعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، جماهير الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية والأحرار في كل العالم إلى النفير العام والاحتشاد في كل الساحات في يوم الجمعة المقبل، في الذكرى ال55 لإحراق المسجد الأقصى بالتزامن مع حرب الإبادة على  قطاع غزة، وجعل يوم الجمعة المقبل يوماً حاشداً وفاعلاً للانتصار والدفاع عن غزة والقدس والمسجد الأقصى المبارك.
وأكدت الحركة في بيانها، أن هذه الذكرى تمر فيما يتواصل الصمت والتقاعس والتخاذل الدولي والدعم الأميركي والغربي لجرائم ومجازر وانتهاكات الاحتلال، مؤكدةً "أن جريمة إحراق الأقصى وكل جرائم الاحـتلال لم تزد شعبنا ومقاومتنا الباسلة إلا ثباتاً وتمسّكاً بالأرض والمقدسات".

#سلطات الاحتلال #المسجد الأقصى المبارك #اقتحامات الأقصى #الذكرى ال55 لإحراق الأقصى