شبكة قدس الإخبارية

"إسرائيل" نحو الهلاك: حرب غزة تعزز التناقضات في المجتمع الإسرائيلي وتدفعه نحو مستقبل قاتم

photo_2024-08-16_15-01-55
هيئة التحرير

ترجمات عبرية - خاص قدس الإخبارية: نشرت مجلة "فورين أفيرز" مقالاً لكل من إيلان زيد بارون، أستاذ السياسة الدولية والنظرية السياسية بجامعة درهام، وإيلاي زيد سولتزمان، الأستاذ المشارك بالدراسات الإسرائيلية بجامعة ميريلاند، حيث تحدث الكاتبان عن مستقبل مظلم ينتظر "إسرائيل" بعد انتهاء الحرب على غزة. وعنوان المقال هو "هلاك إسرائيل".

في المقال، يشير الكاتبان إلى أن إعلان تأسيس دولة إسرائيل عام 1948 كان يؤكد التزام الدولة بالقيم الإنسانية والقانون الدولي، بما في ذلك المساواة الكاملة في الحقوق لجميع المواطنين بغض النظر عن الدين أو العرق أو الجنس، والوفاء بميثاق الأمم المتحدة. ومع ذلك، لم تتحقق هذه الرؤية، حيث عاش الفلسطينيون في إسرائيل تحت الأحكام العرفية لعقود، ولم تتمكن الدولة من حل التناقض بين المبادئ العالمية لميثاقها والاحتياجات الضيقة لإقامة دولة يهودية. وقد تفاقم هذا التناقض عبر التاريخ، مما خلق اضطرابات سياسية مستمرة دون إيجاد حل.

تصف المقالة كيف أدت الحرب الحالية على غزة والإصلاحات القضائية التي سبقتها إلى دفع "إسرائيل" نحو نقطة الانهيار. تتجه الدولة على مسار غير ليبرالي، يعزز العنف والتدمير، ويهدد بمحو المثل الإنسانية التي قامت عليها الدولة، مما قد يحولها إلى دولة ديكتاتورية.

ويشير الكاتبان إلى أن هجوم حماس في 7 أكتوبر جاء في وقت كانت "إسرائيل" تعاني من عدم استقرار سياسي. النظام الانتخابي القائم على التمثيل النسبي سمح بدخول أحزاب متطرفة إلى الكنيست، مما أسفر عن تشكيل حكومات غير مستقرة. 

ومنذ عام 1996، شهدت "إسرائيل" 11 حكومة مختلفة، مما يعكس عدم الاستقرار السياسي المتواصل. وأدت الإصلاحات القضائية المقترحة في عام 2023 إلى احتجاجات واسعة كشفت عن انقسام داخل "إسرائيل" بين من يريدون دولة ديمقراطية ذات قضاء مستقل ومن يريدون حكومة ذات صلاحيات واسعة.

تكشف المقالة أن الاحتجاجات بشأن الإصلاحات القضائية لم تثر قضايا مسؤولية "إسرائيل" عن الفلسطينيين تحت الاحتلال. بدلاً من ذلك، كشفت عن انقسام داخل المجتمع الإسرائيلي بشأن مدى التزامه بالقيم الديمقراطية، بينما استمرت معاملة الفلسطينيين بطرق تنتهك القانون الدولي.

وتعكس المقالة أيضًا قلقًا بشأن تحول "إسرائيل" إلى قومية دينية عرقية، تحت سيطرة متطرفين دينيين، وهو ما يذكر بنموذج دولة مثل إيران، ولكن بنسخة يهودية. التغيرات الديمغرافية والاجتماعية والسياسية، مثل زيادة عدد السكان الأرثوذكس والانحياز نحو اليمين، تساهم في هذا التحول.

كما يشير الكاتبان إلى أن الحرب على غزة عمقت الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي بين المتدينين والعلمانيين، وسلطت الضوء على التحديات التي تواجه السلطة المركزية في إدارة الأزمات. في ظل وجود جماعات أمنية متنافسة وتساهل في الرقابة البرلمانية، قد تفقد "إسرائيل" قدرتها على الردع الشامل وتفقد السيطرة على الأمن والنظام القضائي.

يختتم المقال بضرورة أن تعيد "إسرائيل" الاستقرار السياسي وتعزز الأسس الدستورية وحكم القانون، وأن تسعى لحل دائم مع الفلسطينيين لتعزيز مكانتها في المنطقة.