غزة - خاص قدس الإخبارية: أعلن أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عن أن مجندين مكلفين بحراسة أسرى الاحتلال أطلقا النار، في حادثتين منفصلتين، على أسير إسرائيلي وقتله على الفور بالإضافة إلى إصابة أسيرتين بجراح خطيرة وتجري محاولات لإنقاذ حياتهن، وشكلت لجنة لمعرفة التفاصيل وسيتم لاحقاً الإعلان عنها.
ويحمل إعلان أبو عبيدة، الحالة هي الحالة الأولى من نوعها التي تعلن فيها كتائب القسام قتل أو إصابة أسرى إسرائيليين لديها من قبل مجنديها، بعد ان سبق أن أعلنت عن مقتل عدد من المحتجزين الإسرائيليين جراء العمليات العسكرية التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وكان آخرها في 8 يونيو الماضي، عندما اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي مخيم النصيرات حيث أعلنت القسام لاحقا تسبب العملية بمقتل عدد من الأسرى لديها بينهم أمريكي.
وبحسب متابعين، فإن إعلان أبو عبيدة يأتي في إطار الرد على المجازر الدامية التي ترتكب بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، مع التأكيد على أن ميثاق المسلم مع الأسير معروف، وكذلك التزام المقاومة وسلوكها مع أسرى الاحتلال بذلك، ولكن في الوقت ذاته راهن نتنياهو على أخلاق حراس الأسرى متناسيا أن للميدان حيثياته وسط غموض تفاصيل الحادثتين اللتين أعلنت عنهما القسام.
خلق ضغوط جديدة
حول ذلك، يرى الكاتب والباحث الاستراتيجي أحمد الطناني أن التصريح يهدف إلى خلق أبعاد جديدة من الضغوط المرتبطة بمصير أسرى الاحتلال لدى المقاومة، فلم يعد المهدد الوحيد لحياتهم ومصيرهم مرتبط فقط بالسلوك العداوني الاسرائيلي المباشر على أماكن قد يكون فيها الأسرى.
مستدركًا: ”بل هو مرتبط أيضًا بكون استمرار الجرائم الاسرائيلية والمجازر بحق المدنيين، والاعتداءات على الأسرى التي شملت حتى انتهاكات جنسية وأبشع أنواع التعذيب ستؤدي إلى خلق ردود أفعال لدى الآسرين من المقاومة الذين يتأثرون بفعل هذا الكم من الجرائم والقتل الاسرائيلي بلا حساب.“
يمنح القسام، وفق حديث الطناني لـ ”شبكة قدس“، ورقة جديدة للضغط على حكومة الاحتلال، هي ورقة ممنوحة للوسطاء لاستخدامها في المزيد من الضغط على الاحتلال، وورقة أيضًا لعائلات الأسرى الذين باتوا يعرفون أن حديث الأجهزة الأمنية حول كون الفرصة التفاوضية الحالية هي الأكثر حسمًا بخصوص مصير الأسرى هو ليس حديث للاستهلاك الإعلامي فقط، بل حديث يلامس الواقع كون مصير الأسرى سينتقل إلى الحيز المجهول في حال أصر نتنياهو على استمرار المماطلة في عقد صفقة.
التشويش على تقديرات الاحتلال
ويقرأ الطناني محاولة القسام إرباك تقديرات الاحتلال أيضًا لمصير الأسرى وأعدادهم خصوصًا مع الغوص في تفاصيل مفاتيح التبادل ودفعات الأسرى المطلوب إطلاق سراحهم، وإدعاء الاحتلال امتلاكه معلومات عن عدد الأسرى الذين على قيد الحياة ونوعيته ضمن فئات الصفقة.
مما يعني أن العديد من هؤلاء الأسرى قد يلقون المصير الذي سبق أن لقاه الأسير الاسرائيلي المفقود رون أراد، في الوقت الذي ستصبح سيناريوهات مصيرهم متنوعة ما بين اعتبارهم مفقودين أو مقتولين أو مازالو محتجزين على قيد الحياة.
ويوضح الطناني، في حديثه لـ ”شبكة قدس“، أن القسام يؤكد، من خلال الإعلان، أن إطالة أمد الحرب لن تعني أن مصير الأسرى سيبقى على ما هو عليه، وأن رهان الاحتلال أن إطالة أمد الحرب سيؤدي إلى إرهاق الآسرين وبالتالي وقوعهم في أخطاء، فإن الأخطاء المتوقعة ومردود الإرهاق سيكون على مصير الأسرى وحياتهم، وليس في إتاحة فرصة لعمليات تحرير للأسرى بالقوة.
محاولة التأثير
من جانبه، يؤكد الكاتب والباحث السياسي ساري عرابي أن إعلان أبو عبيدة يأتي في إطار المحاولة للتأثير على الرأي العام والقرار الإسرائيلي لوقف الجرائم التي تقترف بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وتلك التي تقترف بحق الأسرى الفلسطينيين.
وينوه في حديثه لـ ”شبكة قدس“ أن أن قيادة القسام وحماس تعلم أن محاولات من هذا النوع للتأثير الاحتلال قد لا تكون مجدية في ظل أجواء الحرب والتوحش الإسرائيلي، ولكن هي تحاول أن تستثمر بما بين لديها من أوراق، ومن ضمن هذه الأوراق إعادة تفعيل ملف الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة بطرق جديدة.
ويستذكر عرابي إلى أن قيادة القسام حاولت تفعيل هذا الملف خلال المرحلة الماضية بالعديد من الوسائل من خلال رسائل الفيديو والصوتية للأسرى بطرق وأدوات وأساليب متعددة، أما الآن هي تحاول بأسلوب جديدة تفعيل هذا الملف وبنفس الوقت استثماره للضغط على صانع القرار والجمهور الإسرائيلي في مواجهة الجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينيين.
ومن المتوقع كذلك، أن يشكل هذا الإعلان، تصعيدا في حراك أهالي الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة بالضغط على حكومة الاحتلال لوقف الحرب وإبرام صفقة تبادل، في الوقت الذي يماطل فيه نتنياهو ويضع العراقيل أمام كافة المقترحات المطروحة.