شبكة قدس الإخبارية

صفقة التبادل.. هل باتت بعيدة؟

photo_2024-08-04_14-27-47

فلسطين المحتلة - متابعة شبكة قُدس: وصلت المباحثات الخاصة بإبرام صفقة تبادل ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، مرة أخرى إلى "طريق مسدود" بفضل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي وفرّ أجوا معقدة في ظل الخلافات الداخلية الإسرائيلية حول الصفقة وكذلك عقب عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية الذي كان طرفا رئيسيا في المفاوضات غير المباشرة. 

ورغم أن إبرام صفقة تبادل في الوقت الراهن قد يمنع حربا إقليمية تلوح في الأفق عقب اغتيال الشهيد هنية والقيادي الكبير في حزب الله فؤاد شكر، إلا أن نتنياهو يضع مستقبله السياسي فوق أي اعتبار وتحقيق النصر المطلق على حماس الذي لن يحققه وفقا لخبراء سياسيين وعسكريين. 

وتشير التقارير الإسرائيلية، مؤخرا، إلى أن نتنياهو لا يريد إبرام الصفقة، رغم رغبة جميع الأطراف باستثناء نتنياهو في إنهاء الحرب وتحقيق اتفاق.

واعتبر محللون أن اغتيال هنية، سيؤثر سلباً على المفاوضات الخاصة بوقف إطلاق النار في غزة، وقد يؤدي إلى تعطيلها لفترة طويلة، وسط ترجيحات عالية باحتمالية مزيد من التصعيد قد يجر المنطقة لحرب تتسع رقعتها. 

ويرون، أن نتنياهو يريد جر المنطقة إلى حرب شاملة، وذلك لتحقيق أهداف خاصة مرتبطة بإطالة عمره السياسي، عن طريق إطالة أمد الحرب، خصوصاً بعد فشل آلة الحرب الإسرائيلية، وعدم تحقيق أي مكتسبات حقيقية داخل غزة خلال الحرب منذ شهور.

ووسط كل ذلك، تتزايد وتيرة وحدّة الخلافات الإسرائيلية الداخلية، وتتوجه أصابع الاتهام إلى نتنياهو بتأخير الوصول لاتفاق بشكل مقصود، رغم تأكيدات إسرائيلية أخرى بعدم وجود أي سبب أمني يمنع إبرام الصفقة بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي، حيث يواصل نتنياهو تأخير التوصل لاتفاق دون سبب وإنما فقط لإطالة أمد الحرب لإبقائه في موقعه السياسي لا أكثر.

وطالب مسؤولون إسرائيليون، رؤساء الأجهزة الأمنية لدى الاحتلال أن يخبروا جمهور الإسرائيليين بالحقيقة والتوقف عن ممارسة الألاعيب، مؤكدين أن حكومة الاحتلال فشلت في إدارة الحرب وكل تبعاتها.

ويوم أمس السبت، عاد الوفد الإسرائيلي المفاوض برئاسة رئيس "الموساد" دافيد برنياع ورئيس الشاباك رونين بار، من القاهرة بعد وصوله لإجراء محادثات حول صفقة التبادل بسبب خلافات مع نتنياهو، الذي أرسل بنفسه الوفد إلى القاهرة لاستكمال محادثات صفقة تبادل أسرى مع حماس.

وهذا ما يثير تساؤلات عن حقيقة جدية نتنياهو في إبرام صفقة تتوافر كافة الظروف لإبرامها، ولا يوجد عوائق من الناحية الإسرائيلية تحول دون ذلك باستثناء المصالح الشخصية لنتنياهو، خاصة وأن حماس أكدت في أكثر من مرة أنها أبدت مرونة بالخصوص.

أما بما يتعلق بإرسال الوفد الإسرائيلي المفاوض إلى القاهرة فجاء فقط لإرضاء عائلات الأسرى الإسرائيليين التي تتهم نتنياهو بالتخلي عن أبنائها في قطاع غزة، والذين يقودون حراكا واسعا ضد طريقة إدارة نتنياهو للحرب. 

وحول الخلافات الإسرائيلية، أكدت تقارير عبرية، أن نتنياهو وجه كلمات شديدة اللهجة لقادة المنظومة الأمنية في الاحتلال خلال اجتماع عقد يوم الأربعاء الماضي واستمر حتى ساعات متأخرة من الليل، حيث قال لهم إنه يجب عليهم الضغط على السنوار وليس الضغط عليه. 

وذكرت أن الاجتماع حضره رئيس وزراء الاحتلال، وزير الحرب، وزير الشؤون الاستراتيجية، رئيس الأركان، مسؤول ملف الأسرى في الجيش وكذلك رئيسا الشاباك والموساد.

 وقالت أن قادة المنظومة الأمنية طالبوا باستغلال الاغتيالات للوصول لصفقة أسرى وكذلك الوصول لاتفاق في الشمال. 

وبحسب القناة فإن جميع قادة المنظومة الأمنية يخشون من عرقلة الصفقة بسبب البنود التي يريد نتنياهو إضافتها لبنود الصفقة، وأصبح لديهم انطباع بأن رئيس وزراء الاحتلال غير مستعد للتوصل لصفقة أسرى. 

وقالت القناة 12 العبرية، إن رئيس الشاباك قال بأنه يشعر بأن نتنياهو لا يريد الصفقة الموجودة على الطاولة، وقال لنتنياهو إنه في حال كان هذا ما يريده فعليه إبلاغهم بذلك، بينما قال مسؤول ملف الأسرى في جيش الاحتلال بأن البنود التي يريد رئيس وزراء الاحتلال إضافتها للاتفاق لا يمكن الموافقة عليها ولن تكون هناك صفقة. 

أما رئيس "الموساد" فأكد أن هناك صفقة على الطاولة الآن، وقد يتم إضاعة هذه الفرصة، ويجب قبول الصفقة كما هي.

وفي الوقت الذي تقدم فيه واشنطن كامل الدعم بنتنياهو؛ تشير تقارير أمريكية إلى أن واشنطن رغم تأكيدها على الدعم الإسرائيلي، إلا أنها تخشى الانجرار إلى حرب في المنطقة، ولكن "صحيفة يديعوت أحرنوت" العبرية تقول إن هناك رغبة شديدة لدى واشنطن بتجميد كافة الجبهات.

واعتبرت الصحيفة العبرية، أنه يمكن استخدام هذا في الترويج لعقد صفقة توصل إلى "إغلاق كافة ساحات المواجهة"، كما أن التقديرات الإسرائيلية الحالية تدلل على أن الأمريكيين يرغبون أيضا في إغلاق جميع الجبهات عبر عقد الصفقة في أسرع وقت ممكن.