خاص - شبكة قدس الإخبارية: في خضم حرب "طوفان الأقصى" المستمرة/ تبنت كتائب القسام في الضفة المحتلة مؤخراً سلسلةً من العمليات العسكرية تركزت في الشمال، سبقتها عمليات خلال الشهور الماضية، في ظروف أمنية معقدة.
من "كاسر الأمواج" إلى الطوفان
عام 2022 وبعد تصاعد حالة المقاومة المسلحة في الضفة، أطلق الاحتلال عملية أمنية – عسكرية، سُميت "كاسر الأمواج"، تعبيراً عن كسر أي حالةٍ نضالية في الضفة المحتلة، وإنهاء العمليات المسلحة، فشلت هذه الحملة ولكنها استمرت بشكلٍ أكثر عنفاً خلال عام 2023، وتصاعد عدوانها بشدة بعد معركة طوفان الأقصى، كان اجتثاث كتائب القسام إلى جانب التنظيمات الأخرى، أبرز أهداف هذه العملية، فجاءت عمليات القسام في شمال الضفة تحدياً قويةً للاحتلال.
خلال طوفان الأقصى، باشر جيش الاحتلال باجتياح مخيمات شمال الضفة الغربية، مُرتكباً بها المجازر وعمليات الاغتيال في صفوف المقاومين، رغم ذلك اشتركت كتائب القسام بعملياتٍ عسكرية مع تشكيلات المقاومة، كعملية أطلاق نار استهدفت بيوت مستوطنة "بيت حيفر" المقامة على أراضي طولكرم في حزيران الماضي، وكانت العملية مشتركة مع كتائب شهداء الأقصى، إضافة لتفجير آلية "النمر" في سهل مرج بن عامر بالاشترك مع سرايا القدس – كتيبة جنين.
من جانبٍ آخر استطاعت الكتائب تنفيذ عمليات ناجحة ومركبة كعملية بيت ليد التي أودت بحياة ضابط من جيش الاحتلال وإصابة مجموعة جنود، إضافة لعملية النبي إلياس قرب قلقيلية، وذات العمليتين نفذتها مجموعة الشهيد علاء شريتح، في محافظة طولكرم.
كما ونجحت المجموعة بقتل ضابطٍ من وحدة "الدفدوفان" الإسرائيلية، أثناء معركة دير الغصون الشهيرة، والتي استشهد بها القائد علاء شريتح وأعضاء المجموعة.
التفجير عن بعد.. تطورٌ رغم الضربات
في 22 تموز/يوليو الحالي، بثت كتائب القسام شريطاً مصوراً، يثبت تنفيذها 3 عملياتٍ عسكرية خلال أسبوعين فقط، أوقعت 7 إصاباتٍ، حسب اعترافات الاحتلال.
كانت أولى هذه العمليات، تفجير عبوة ناسفة بسيارة للمستوطنين، قرب مستوطنة "حرميش" قرب طولكرم، وأدت العملية لإصابة 4 مستوطنين، فيما أكدت وسائل إعلام عبرية أن تفعيل العبوة قد تم بتقنية التفجير عن بعد، وهذا ما أكده بيان الكتائب لاحقاً.
أما العملية الثانية فكانت إطلاق نارٍ على سيارة مستوطنين، قرب قرية رامين، وأُصيب بها 3 مستوطنين، فيما كانت العملية الثالثة تفجير عبوة ناسفة عن بعد في منطقة عناب، وقد تكتم الاحتلال عن تفاصيلها، فيما أظهرها الفيديو.
تعكس هذه العمليات مستوى متقدماً للقدرات العسكرية التي راكمتها كتائب القسام في محافظة طولكرم، تجلى ذلك باستخدام تقنية التفجير عن بعد، واستهداف قوافل المستوطنين في محيط مدينة طولكرم، وتحدياً للهجمة الاستيطانية التي تشهدها الضفة الغربية.
التصدي للاجتياحات
في أعقاب تلك العمليات اجتاح جيش الاحتلال مخيم طولكرم يوم أمس الثلاثاء، ونفذ عمليات تدميرٍ للبنية التحتية والمنازل في المخيم، أثناء الاجتياح، أعلنت الكتائب عن تصديها لجيش الاحتلال بعدة عمليات، منها تفجير جرافة "D 9" وإعطابها، إضافة لاشتراك عناصرها بالاشتباكات والتصدي لجيش الاحتلال، برفقة مقاومين الفصائل الأخرى بالمخيم، كما جاء في بيان الكتائب.
بالتزامن مع اجتياح مخيم طولكرم، انفجرت عبوات ناسفة، بقوة من جنود الاحتلال الذين يعملون قرب الجدار الفاصل المحاذي لقرية المطلة شمال جنين، وأعلن الإعلام العبري عن إصابة جنديين، فيما بعد أعلنت القسام مسؤوليتها الكاملة عن العملية، والتي وصفتها بأنها كميناً مركباً استهدف جنود الاحتلال هناك، وكانت هذه العملية الرابعة التي تنفذها الكتائب في الضفة خلال أسبوعين.
تُظهر هذه العمليات، تطوير كتائب القسام لوسائلها القتالية رغم شح الموارد، وصعوبة الظروف في الضفة الغربية، مع قدرتها على تنفيذ العمليات خارج المدن المخيمات، والانتقال لاستهداف المستوطنين على الشوارع الإلتفافية، بتقنيات عسكرية حديثة كالتفجير عن بعد.