شبكة قدس الإخبارية

تقريراليمن ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي.. مرحلة جديدة أم تاريخ ممتد؟

WhatsApp Image 2024-07-21 at 6.51.20 PM
يزن حاج علي

خاص - شبكة قدس الاختبارية: يُعيد تصاعد الصراع بين القوات المسلحة اليمنية من جهة، والاحتلال الإسرائيلي وحلفائه من جهة أخرى؛ تسليط الضوء مجدداً على علاقة اليمن بالقضية الفلسطينية ومقاومة الاحتلال، وفي الحقيقة فإن قضية احتلال فلسطين ما هي إلا قضية الأمة العربية والإسلامية بأكملها، قبل أن تنجح الهيمنة الغربية والصهويونية العالمية بتمزيق الأمة وإغفالها عن أهمية مقاومة أي احتلال لفلسطين وباقي البلاد العربية.
لكن لليمن حكاية أخرى مع فلسطين بدأت منذ اليوم الأيام الأولى لمعارك النكبة عام 1948 عندما استطاع عدد من المتطوعين العرب دخول فلسطين وقتال العصابات الصهيونية قبل دخول الجيوش العربية، وكان من بين المتطوعين ثلة من شبان اليمن الذين قطعوا المسافات الشاسعة لخوض الحرب والدفاع عن فلسطين.


امتزاج الدم اليمني بتراب القدس
قال المؤرخ الفلسطيني عارف العارف في موسوعته: نكبة فلسطين والفردوس المفقود، إن عدد الشهداء اليمنيين في حرب النكبة بلغ 49 شهيداً عُرف أسماء 21 شهيداً منهم فيما بقي الآخرون في عداد المجهولين.
وأضاف العارف في موسوعته أن هؤلاء المقاتلين كانوا في فلسطين قبل الحرب وتطوعوا للقتال إلى جانب الفلسطينيين، ارتقى غالبيتهم في معارك جنوب مدينة القدس أثناء الدفاع عن المدينة المقدسة، إلى جانب جيش الجهاد المقدس، حتى اختلط الدم اليمني بالفلسطيني على تراب القدس، وكان ذلك خلال شهر أيار/مايو 1948، فيما ارتقى آخرون في معارك مدينة يافا ومناطق فلسطينية متفرقة.


استكمال القتال بعد احتلال فلسطين
لم تتوقف رحلة اليمن مع المقاومة بعد احتلال فلسطين عام 1948، بل تجددت طلائع المتطوعين مع انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة عام 1964، حيث التحقت مجموعاتٍ إضافية منهم في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية وقاتلوا ببسالة حتى ارتقى العديد منهم.
كان أقدم هؤلاء الشهداء حسن أحمد مهدي الذي التحق بصفوف حركة فتح مطلع السبعينيات، وارتقى في عملية عسكرية "بحرية" قرب مدينة عكا المحتلة، والشهيدان محمد شمري وعبد الرؤوف عبد السلام، اللذان كانا ضمن المجموعة التي نفذت عملية الساحل داخل فلسطين المحتلة بقيادة الشهيدة دلال المغربي عام 1978.
وعن دور اليمنيين في المقاومة الفلسطينية قال الكاتب معين الطاهر إن للمتطوعين اليمنيين دوراً بارزاً في إضافة الخبرة العسكرية للفدائيين الفلسطينيين في لبنان، حيث تلقى معظم هؤلاء المتطوعين تدريباً عسكرياً مكثفاً في الجيش اليمني، وقد نقلوا الخبرة إلى الفلسطينيين أثناء تواجد منظمة التحرير في لبنان.
ومن هؤلاء الشهداء اليمنيين عبد القادر اليمني الذي تقاسم إدارة معركة قلعة شقيف الشهيرة إلى جانب الفلسطينيين واستشهد في معركة القلعة الشهيرة، وكان يحمل رتبة رقيب أول في الجيش اليمني قبل التحاقه بفتح.
ومن الشهداء اليمنيين البارزين الشهيد أبو رعد اليمني الذي أسقط طائرة إسرائيلية فوق تلال قرية النبطية جنوب لبنان عام 1982، وكان على خبرة عسكرية عالية بالرشاشات الثقيلة وقد تولى قيادة وحدة متخصصة بها.


طوفان الأقصى والدخول الجديد
منذ الأيام الأولى لمعركة طوفان الأقصى أعلنت القوات المسلحة اليمنية دخولها المعركة كجبهة إسنادٍ للمقاومة الفلسطينية وانتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطينية كما تبنت القوات في خطاباها.
وبعد قرابة أسبوعين على اندلاع معركة طوفان الأقصى أعلن الاحتلال الإسرائيلي عن اعتراض طائراتٍ مسيرة مصدرها اليمن، وسقط حطامها في طابا المصرية، فيما لم تنكر القوات في خطاباتها المتتالية محاولات إطلاق صاروخي وطائرات مسيرة إلى فلسطين المحتلة بغرض استهداف مواقع حيوية للاحتلال، وتكللت بعض هذه العمليات بالنجاح، وضرب مدينة "إيلات" المحتلة، وأخفق بعضها بسبب أنظمة الدفاع الجوي التي تتصدى لها في الأراضي الأردنية، بتعاون أمريكي وإسرائيلي.


ضرب السفن والسيطرة على باب المندب
بعد مرور شهر على حرب الإبادة في قطاع غزة، وفي 19 تشرين ثاني/نوفمبر 2023 وسعت القوات المسلحة اليمنية من أساليب المواجهة بهدف تخفيف الضغط عن غزة وإجبار العالم على إيقاف الإبادة، كانت باكورة هذه الإجراءات احتجاز سفينة "غالاسكي ليدر" المملوكة من قبل الاحتلال، وطالبت القوات اليمنية حينها بوقف الإبادة وإدخال الدواء والغذاء إلى قطاع غزة، غير أن تعنت الاحتلال دفع اليمنيين إلى تنفيذ عمليات إضافية.
أبرز هذه العمليات الاستيلاء على سفينة "سنترال بارك" الليبيرية والمملوكة إسرائيلياً، حيث استطاع اليمنيون الصعود إلى السفينة والسيطرة عليها بالكامل، إضافة لعمليات استهدافات مباشرة للسفن المتجهة إلى ميناء "إيلات" التابع للاحتلال، مما بات يُعرف بسيطرة "الحوثيين" على مضيق باب المندب وهو ما ألحق خسائر باهظة في التجارة العالمية واقتصاد الاحتلال حتى إغلاق ميناء "إيلات" بالكامل جنوب فلسطين المحتلة.
تستمر القوات اليمنية بعملياتها العسكرية نصرة لفلسطين رغم تكرار التهديدات الأمريكية والإسرائيلية لهم، وحتى تنفيذ عدة غاراتٍ جوية على اليمن بواسطة سلاح الجو الأمريكي والبريطاني وارتقاء عشرات اليمنيين بهذه الغارات، آخر هذه الغارات يوم أمس السبت بعد استهداف طيران الاحتلال لميناء الحُديدة، غير أن الإصرار اليمني للاشتراك بمعركة مقاومة الاحتلال لم يفلح بإيقافه شيء.

#القدس #منظمة التحرير #اليمن #طوفان الأقصى #القوات المسلحة اليمنية #حرب الإبادة