شبكة قدس الإخبارية

رسميًا: أمريكا تنهي مهمة الرصيف البحري في غزة.. كيف نقرأ هذه الخطوة؟

رسميًا: أمريكا تنهمي مهمة الرصيف البحري في غزة.. كيف نقرأ هذه الخطوة؟

غزة - قدس الإخبارية: بعد تفكيكه وإعادة تركيبه 3 مرات على الأقل، أعلن الجيش الأميركي، أمس الأربعاء، أن مهمته لتركيب ميناء غزة العائم وتشغيله انتهت، و"لا داعي بعد الآن لاستخدامه".

 وكان الرصيف، الذي أعلن عنه الرئيس جو بايدن في خطاب تلفزيوني أمام الكونغرس في مارس/آذار، مسعى ضخماً اشترك في تنفيذه ألف فرد من القوات الأميركية. لكن سوء الأحوال الجوية والتحديات أمام عملية التوزيع داخل قطاع غزة حدت من فعالية ما يقول الجيش الأميركي إنها أكبر مهمة قام بها لإيصال المساعدات في الشرق الأوسط على الإطلاق. وقال الأميرال بسلاح البحرية براد كوبر، نائب قائد القيادة المركزية الأميركية، في إفادة صحافية: "اكتملت المهمة البحرية التي تتضمن الرصيف العائم. لذا، لا داعي بعد الآن لاستخدام الرصيف".

وأشار الأميرال بسلاح البحرية براد كوبر، نائب قائد القيادة المركزية الأميركية، إلى أن توزيع المساعدات المنقولة بحراً في غزة ستتحول الآن إلى ميناء أسدود في الأراضي المحتلة.

وبعد بدء استخدام الرصيف في إدخال المساعدات إلى منطقة تجميع على شاطئ غزة، فإن الرصيف العائم، الذي يبلغ طوله 370 متراً، تعينت إزالته عدة مرات بسبب الطقس السيئ. ولم يُستخدم الرصيف منذ يونيو/حزيران حينما نُقل إلى ميناء أسدود بسبب سوء حالة الطقس.

ولم يتضح ما إذا كان الجيش الأميركي قد بدأ في تفكيك الرصيف البحري في أسدود قبل عودته المتوقعة إلى الولايات المتحدة.

فشل أمريكا الذريع 

في حديثه لـ "شبكة قدس"، يقول الكاتب والباحث الاستراتيجي أحمد الطناني أن القرار الأمريكي بإنهاء مهمة الميناء وفشله، يكشف فشل وعجز الأدوات الأمريكية في المنطقة، ومستوى التدني الذي وصلت إليه قدرة الولايات المتحدة على استحداث أدوات تسمح لها بتعزيز هيمنتها ونفوذها.

ويضيف الطناني، إن ما حدث في الرصيف البحري، هو نموذج واضح حول طبيعة المعالجات التي تقدمها الولايات المتحدة ولا ترقى لمستوى وحجم المرحلة التاريخية التي تمر بها المنطقة، والتي بالمحصلة كانت عبارة عن مجموعة من ألواح الحديد والفولاذ العائم بتكلفة 320 مليون دولار لم تصمد في وجه أي موجة من أمواج شاطئ غزة في فصل الصيف.

 ويلفت إلى أن حجم التمويل الموجه الذي ضخته الولايات المتحدة في أدواتها في المنطقة بهدف تعزيز نفوذهم وحضورهم وقدرتهم على امتلاك أدوات الهيمنة والقوة الناعمة بما يخدم مصالحها، فاتضح أنها استثمارات فاشلة بامتياز.

ومع ذلك، فإنه يمكن استخلاص عبر ودروس من الرصيف البحري الأمريكي وفشله، أبرزها بحسب الطناني عدم المغالاة في تقدير حجم قدرة الولايات المتحدة على فرض حلول وأشكال مقولبة وجاهزة على الشعوب العربية بما فيها شعبنا الفلسطيني.

ويؤكد الطناني على أن إرادة المقاومة والممانعة والرفض قادرة أن تفرض جدول الأعمال الذي تريده حتى في وجه القوة التي مازالت تُقدم نفسها باعتبارها الأقوى في العالم.

ويشير إلى ان العجز الأمريكي لم يتوقف عند حدود فشل مشروع الميناء العائم على شواطئ غزة، بل تعداه إلى عجز الولايات المتحدة عن إيجاد حلول في مواجهة ضربات أنصار الله في البحرين الأحمر والعربي، ومواجهة الضربات المتتالية لقواعدها في الشرق الأوسط من المقاومة العراقية، وهكذا حول تدشين عصر انحسار الهيمنة الأمريكية في المنطقة والعالم.

وأصبح الرصيف بؤرة خلاف في الكونغرس، حيث صنفه الجمهوريون بأنه حيلة سياسية من بايدن، الذي كان يتعرض لضغوط من زملائه الديمقراطيين لبذل المزيد لتقديم الدعم للفلسطينيين بعد أشهر من الدعم القوي للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وقال السيناتور روجر ويكر: "ربما يكون قد انتهى هذا الفصل في نظر الرئيس بايدن، لكن الإحراج القومي الذي سببه هذا المشروع لم ينته. المعجزة الوحيدة هي أن هذه العملية التي كان مصيرها الفشل المؤكد منذ البداية لم تزهق حياة أي أميركي"، وويكر هو أبرز سيناتور جمهوري في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ.