شبكة قدس الإخبارية

ما هو السيناريو المتوقع بين حزب الله والاحتلال؟

STWuB
يزن حاج علي

لبنان - خاص قدس الإخبارية: تصاعدت في الأيام الأخيرة وتيرة التصريحات الإعلامية بين حزب الله اللبناني وحكومة الاحتلال فيما يتعلق بالمواجهة بينهما على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، كما وتستمر الاستهدافات المتبادلة بين الطرفين باستهداف حزب الله لمواقع جيش الاحتلال العسكرية والمستوطنات الشمالية، حتى بلغ استهداف حزب الله لأعمق منطقة منذ حرب تموز عام 2006 بقصفه لمنطقتي نهاريا وضواحي مدينة عكا المحتلة بالمسيرات، إضافةٍ لإطلاق الحزب لطائرات مسيرة في أجواء فلسطين المحتلة لتجمع المعلومات، وكان آخرها عملية أطلق عليها حزب الله "ما عاد به الهدهد" وبثه مشاهد جوية لميناء حيفا والمواقع التي بداخله.

في المقابل يقوم جيش الاحتلال بعملياتٍ قصفٍ شبه يومية لقرى وبلدات جنوب لبنان، وتنفيذ عمليات استهداف لمدنيين وعناصر من حزب الله ما أدى لارتقاء عدد منهم فضلاً عن مئات الجرحى، كما ونفذ سلاح الجو غاراتٍ على الحدود السورية - اللبنانية كان اخرها باستهداف منزلٍ في قرية عدشيت هناك واغتيال القيادي البارز في حزب الله سامي طالب.

 وعن السيناريوهات المتوقعة لمصير الصراع يقول الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي إن هنالك 3 سيناريوهات متوقعة للتصعيد على الحدود الشمالية وهي: توقيع حكومة الاحتلال لصفقة تبادل مع حماس والانسحاب من غزة ووقف الحرب تقود لتسوية مع حزب الله.

 والسيناريو الثاني توسيع الاحتلال لهجومه على حزب الله وهذه رغبة نتنياهو، أما السيناريو الثالث فهو مراوغة حكومة الاحتلال والرهان على عامل الوقت لتحقيق أكبر إنجازٍ ممكن في قطاع غزة ثم البدء بهجوم موسع على لبنان.

وأضاف ساري عرابي لـ "شبكة قدس" أن: "الحروب تتدحرج غالباً بقرارات غير عقلانية وهذا ما قد يحدث فعلاً بشكلٍ لا إرادي من قبل الاحتلال وحزب الله، ما يؤدي لاندلاع حرب ما تلبث إلا أن تتحول لصراعٍ إقليمي".

وعن جدية الخطاب الإعلامي للاحتلال بشنٍ حربٍ واسعة على لبنان قال المحلل والمختص بالشأن الإسرائيلي محمد علان إن "هناك يوجد رغبة جدية لدى الاحتلال بإزالة خطر حزب الله عن الحدود الشمالية سواء كان ذلك بحلٍ دبلوماسي أو بحملة عسكرية وأن الفشل السياسي في التوصل إلى إتفاق بين حزب الله والاحتلال سيقود إلى حربٍ لا محالة، وأن ما سيؤجل الحرب هي المواجهة بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال في غزة ما دامت مستمرة".

وأضاف محمد علان لـ "شبكة قدس" أن "حتى لو تحقق وقف إطلاق النار في غزة فإن إسرائيل لن تقبل بوجود حزب الله على الجبهة الشمالية".

أما عن وضع الجبهة الداخلية للاحتلال فيرى علان أن مجتمع الاحتلال من الداخل سيتحمل خسائر وأضرار جسيمة في حال اندلعت حرب مع حزب الله حسب تصريحات مسؤولين في حكومة الاحتلال، ولا سيما فيما يتعلق بجانب الكهرباء التي ستؤثر بشكلٍ مباشر على حياة المستوطنين في داخل الأراضي المحتلة.

وعن منهجية حزب الله في القتال قال محمد علان أن إدارة حزب الله للعمليات العسكرية على الحدود منذ أكتوبر حتى الآن تعني أن لدى الحزب ما سيفرضه ويقوله على أرض المعركة.

من جهتها حذرت العديد من الجهات الدولية عن خطورة شن الاحتلال عدواناً على لبنان، مُشيرةً أن ذلك سيشعل المنطقة ومن الممكن أن يقود لحرب إقليمية ولن يحقق أي استقرار في الشرق الأوسط والعالم، تزامن ذلك مع إعلان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، أن الحزب سيقوم بضرب جزيرة قبرص إذا ما سمحت لجيش الاحتلال الإسرائيلي باستخدام قواعدها ومطاراتها وأن كل مكان يتحرك به جيش الاحتلال سيقوم الحزب بضربه مُحذراً بذلك قبرص.

 وعلى صعيد الإمكانيات العسكرية يرى المحلل العسكري واصف عريقات أن جيش الاحتلال رغم كل عتاده أن يخوض حرباً على أكثر من جبهة لا سيما في ظل استمرار القتال في قطاع غزة دون استطاعة جيش الاحتلال تحقيق أي أهداف أو حتى حماية جنوده، ولكن من الممكن توسيع الحرب مع لبنان إذا ما تكفلت الولايات المتحدة الأمريكية بدعم عسكري قوي لجيش الاحتلال يمكنه من القتال في لبنان مع تمركز بعض قواته في قطاع غزة والضفة الغربية.

وعلى صعيد القدرات العسكرية لحزب الله في لبنان يقول المحلل عريقات لـ "شبكة قدس" أن ما يميز حزب الله هو أنه يقاتل بمرونة وبمعداتٍ غير ثقيلة كالجيوش النظامية وهذا ما يتيح له القتال والتحرك والمناورة بشكل أكثر لياقة وسهولة مع امتلاكه أسلحة قوية وصواريخ دقيقة وطائرات مسيرة، وأن معرفة المقاتل في حزب الله على معرفة بطبيعة أرض المعركة أكثر من الجندي في جيش الاحتلال وهذا ما يعطي أفضلية لحزب الله عند حدوث القتال والمواجهة.

كما وأن هنالك مخاوف لدى الاحتلال من قيام حزب الله باستهداف منظومة القبة الحديدية في الأراضي المحتلة مما يخلق مشكلةً كبرى بسقوط أكبر عددٍ من صواريخ حزب الله على الإهداف الإسرائيلية دون اعتراضها وإفشالها.

وفي عمليات سابقة لحزب الله، أظهر إعلامه العسكري عمليات نوعية لاستهداف مواقع لجيش الاحتلال بالصواريخ والطائرات المسيرة مع فشل القبة الحديدية والرادارات من أسقاط هذه المسيرات والصواريخ.

ويستمر اليوم الجمعة 21 حزيران 2024 القصف المتبادل بين الطرفين، حيث قصف الاحتلال الإسرائيلي محيط تلة العزية  في أطراف قريتي مار ميماس وكفر كلا بالقذائف الفسفورية بعد قصف مدفعي استهدف ذات المنطقة ظهر هذا اليوم.

كما وسقطت صواريخ من لبنان على مزارع شبعا اللبنانية المحتلة مع إعلان الإعلام العسكري لحزب الله عن قيام الحزب باستهداف موقع رأس الناقورة البحري بالمسيرات الإنقضاضية وتدمير جزءاً منه.

#لبنان #حزب الله