بينما تستمر حرب غزة التي أطلقتها عملية طوفان الأقصى في مواجهة مشروع الإحلال الديني فيه، ومحاولة تبديل هويته من مسجد إلى هيكل مروراً بتقسيمه، يتصاعد العدوان الصهيوني على الأقصى بعد أن بات عقدة اختبارٍ للإرادة والقدرة الصهيونية على الحسم خصوصاً لدى تيار الصهيونية الدينية المتحكم الفعلي بقرارات الحكومة الصهيونية الحالية.
عيد الأضحى الذي وافق يوم أمس الأحد 16-6-2024 شهد أسوأ تضييق على الأقصى منذ اقتحام الأضحى عام 2019، حيث شهد:
- إغلاق باب العمود ومختلف أبواب البلدة القديمة في وجه الوافدين إلى البلدة القديمة منذ صلاة الفجر.
- إغلاق أبواب القطانين والسلسلة والمجلس من أبواب الأقصى والاعتداء على المصلين بالضرب عندها.
- هذا أدى في المحصلة إلى تمكن 40 ألفاً فقط من أداء صلاة عيد الأضحى في المسجد الأقصى وهو الرقم الأدنى للمصلين في عيد الأضحى منذ انتفاضة الأقصى إذا ما استثنينا عام 2020 الذي شهد قيوداً مشددة تحت ذريعة جائحة كورونا، فقد كان عدد المصلين في عيد الأضحى الماضي مثلاً 100 ألفٍ.
- اضطر الكثير من المصلين إلى الصلاة في أزقة البلدة القديمة خارج المسجد الأقصى، كما واصل المبعدون عن الأقصى إصرارهم ورباطهم بالحضور إلى طريق المجاهدين وأداء صلاة العيد عند أقرب نقطة يستطيعون الوصول إليها من المسجد الأقصى.
- قبيل صلاة العيد اقتحمت أعداد كبيرة من قوات الاحتلال المسجد الأقصى المبارك وانتشرت في ساحاته لترهيب المصلين، وبقيت منتشرة فيه إلى ما بعد صلاة العيد، وهو إجراء لم يحصل من قبل إلا في عام 2019 ولمرة واحدة.
- في المحصلة، هذا التضييق في عيد الأضحى هو الأسوأ على المسجد الأقصى والمصلين فيه منذ يوم 19-8-2019 الذي كان يوماً فارقاً في تاريخ العدوان الصهيوني على الأقصى إذ شهد اقتحاماً للمستوطنين في نهار العيد حين تقاطع عيد الأضحى مع الذكرى التوراتية المسماة "ذكرى خراب الهيكل". وقد أصرت حكومة الاحتلال يومها على تمكين المستوطنين من الاقتحام عبر خديعة شارك فيها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي أعلن أنه لن يسمح بالاقتحام في يوم عيد الأضحى، لتتولى شرطته إدخال المقتحمين وحمايتهم بعد انفضاض العدد الأكبر من المصلين، وكانت حصيلة ذلك اليوم عشرات المصابين من المرابطين الذين ثبتوا في الأقصى دفاعاً عنه في وجه الاقتحام.