الأسرى - شبكة قُدس: حمّلت مؤسسات الأسرى الفلسطينية، إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية الكاملة عن مصير وحياة الأسير إبراهيم حامد البالغ من العمر (59 عامًا) من بلدة سلواد قرب رام الله.
وجاءت هذه التحذيرات في ضوء شهادة أولية خرج بها أحد الأسرى اليوم الخميس من سجن جلبوع أفاد من خلالها بتعرّض الأسير حامد لعمليات تعذيب وتنكيل مروّعة نفّذت بحقّه.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني في بيان مشترك، إنّ التفاصيل المروّعة التي تعرض لها الأسير حامد هي من بين العديد من الشّهادات التي وثقتها المؤسسات واستمعت لها من خلال أسرى جرى الإفراج عنهم مؤخراً، والتي عكست مستوى توحش غير مسبوق، أدى إلى استشهاد على الأقل 18 أسيرًا في سجون الاحتلال ومعسكراته، هذا عدا عن معتقلين من غزة استشهدوا داخل المعسكرات ويواصل الاحتلال رفضه الإفصاح عن هوياتهم.
ونقل أحد الأسرى المفرج عنهم اليوم الخميس في شهادته، "أنّ الأسير حامد تعرّض لاعتداء يوم أمس في سجن جلبوع، ولا يوجد مكان في جسده إلا به كدمات، أو خدوش أو جروح، ونزف من رأسه كمية كبيرة من الدماء، وبعد أن تم الاعتداء على الأسرى صباح اليوم تركه الأسير المفرج عنه لا يستطيع الوقوف على قدميه ووضعه الصحيّ خطير جدا.
ويقول الأسير: مهما حاولت أن أصف الحالة التي تركتُ الأسير حامد عليها لن أصف الحالة الموجود بها، فهو بحالة صعبة للغاية وهناك خطر كبير على حياته وعلى حياة الأسرى بسبب الضرب المبرّح الذي تعرّض له، ويتعرّض له الأسرى في سجن جلبوع.
ولفتت مؤسسات الأسرى، إلى أنّ إدارة سجون الاحتلال ومنذ بداية العدوان استهدفت قادة الحركة الأسيرة، من خلال عمليات التّعذيب والعزل والنقل، والتّنكيل المستمر، كما كافة الأسرى في سجون الاحتلال.
وأكّدت أنّ استمرار مستوى التّوحش الذي تعكسه شهادات الأسرى بعد مرور أكثر من 7 شهور على بدء العدوان الشامل وحرب الإبادة بحقّ شعبنا في غزة، مؤشر إلى أنّ يؤدي إلى ارتقاء مزيد من الشّهداء بين صفوف الأسرى، وقتل قادة الحركة الأسيرة.
واعتبرت الهيئة والنادي أنّ ما جرى مع الأسير حامد هي بمثابة محاولة قتل، كما جرى مع آلاف الأسرى على مدار الفترة الماضية، وشددتا على أنّ عامل الزمن يشكّل عاملاً حاسمًا في مصير الأسرى، جرّاء الإجراءات الخطيرة والمرعبة التي تواصل إدارة السّجون تنفيذها بحقّ الأسرى، وعلى رأسها عمليات التّعذيب والتّجويع.
وأكدت أنّ كل السياسات الراهنة بما تحمله من توحش وجرائم بحقّ الأسرى، هي سياسات تاريخية ممنهجة مارسها الاحتلال على مدار عقود طويلة إلا أنّ المتغير الوحيد في كثافتها ومستواها.
والأسير حامد ولد عام 1965 في بلدة سلواد القريبة رام الله، حيث بدأت مقاومته للاحتلال في سن مبكر، وتعرض مرات عديدة للاعتقال قبل اعتقاله الأخير عام 2006، وحكم عليه الاحتلال بالسّجن لمدة 54 مؤبدًا وهو ثاني أعلى حكم في تاريخ الحركة الأسيرة.
التحق حامد بعد حصوله على الثانوية العامة بجامعة بيرزيت وحصل على البكالوريوس في العلوم السياسية، ولاحقا التحق بالماجستير لدراسة العلاقات الدولية، وعمل في مراكز للأبحاث وتمكّن من إصدار عدة دراسات وأبحاث حول تاريخ القضية الفلسطينية.
كما وتعرض للمطاردة لمدة 8 سنوات، وخلالها واجهت عائلته كافة أصناف الملاحقة والتهديد وتعرض جميع أفراد عائلته للاعتقال، بما فيهم زوجته وطفليه في حينه. وواجه حامد العزل الإنفراديّ لنحو 8 سنوات، منها 7 سنوات بشكل متواصل.
وللأسير حامد ابن وابنه وهما (علي وسلمى).