المقترح المصري يعتبر أفضل عرض تم تقديمه للمقاومة خلال الأشهر الماضية، كونه يتضمن تراجعاً في بعض النقاط التي كان يصرّ العدو على التشبث بها كثيراً.
في المقترح يتنازل العدو عن فكرة البقاء في القطاع، ويُذعن لشرط المقاومة بالانسحاب، وهذا بالطبع لم يكن إلا بسبب ضغط المقاومة الهائل على كل القطاعات المعادية التي تتواجد في أي زاوية من القطاع، وهذا دليل صارخ على خشية العدو من التورّط في حرب استنزاف لا يعلم نهايتها.
يتنازل العدو أيضاً عن فكرة عدم عودة النازحين، ويقبل بعودتهم بلا قيد أو شرط، دون حواجز تفتيش ولا غيره، وبذلك تسقط فكرة وجود قوة عربية أو أجنبية لتفتيش وفحص العائدين إلى الشمال.
هذان التنازلان المهمّان هما بمثابة رضوخ من العدو وإقرار بوجود حماس (جيشاً وسلطة)، وأن أي حل لهذه الحرب لا يمكن أن يمر إلا عبر حماس، وحماس فقط.
الخطير في هذا المقترح أنه لا يضمن فكرة إنهاء الحرب، بالتالي هم يقدمون عرضاً سخيّاً لتبدو إذا رفضته كأنك وغد أو مجرد إرهابي يريد الحرب فحسب، وهو في حقيقته عسل ممتلئ سُمّاً.
المقترح بالشكل المطروح يضمن عودة النازحين، ودخول المساعدات بوفرة، ويفرض انسحاب قوات العدو من محور نتساريم، ويخرج العدو من القطاع، لكنه لا ينهي الحرب، بالتالي نحن أمام احتمالية عالية بعودة القتال بعد أن نفرّط بأثمن ورقة نملكها، وهي الأسرى.