فلسطين المحتلة - خاص شبكة قُدس: يصب الإعلام الإسرائيلي مجهودا كبيرا في الأيام الأخيرة بشأن خطة اجتياح رفح، التي يزعم أنها باتت وشيكة، حيث يتم الحديث عن مخيمات مؤقتة لنزوح جديد للنازحين المتواجدين في رفح إلى خانيونس بدعم من دول عربية، في الوقت الذي حذرت فيه مؤسسات حقوقية وإنسانية، من أن إجلاء أكثر من مليون مدني من رفح غير ممكن.
وقالت قناة كان العبرية، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعد قريبا لبدء اجتياح رفح، ويتأهب لعملية تستمر على الأقل 6 أسابيع. فيما قالت وسائل إعلام أمريكية، إن الاحتلال وضع خطة عملياتية دقيقة بمزاعم محاولة القضاء على قيادة حركة حماس والمقاومة التي فشل جيش الاحتلال في الوصول لها على مدار نحو سبعة أشهر.
وأكدت حركة حماس في وقت سابق، على لسان رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، أن موقف واشنطن من الاجتياح؛ مخادع، وحديث واشنطن عن أنها بحاجة لرؤية خطط تجنب حدوث أذى للمدنيين ما هو إلا عملية خداع.
وقال هنية في تصريح له: "لذلك نحن لم نقع في هذا الفخ.. فخ الخداع وما يسمى تبادل الوظائف بين الأميركيين والإسرائيليين.. نحن نحذر من الدخول إلى رفح، لأن هذا قد يسبب مذبحة كبيرة ضد شعبنا الفلسطيني". مؤكدا أنه في حال الدخول لرفح فإن شعبنا الفلسطيني لن يرفع الراية البيضاء، والمقاومة في رفح هي أيضا مستعدة لتدافع عن نفسها وتتصدى للعدوان وتحمي نفسها وشعبها.
وأسهمت واشنطن بشكل رئيسي في الحرب على قطاع غزة بتزويد جيش الاحتلال الذخيرة والصواريخ والأسلحة والطائرات لشن حربه الدامية على قطاع غزة والتي استهدفت المدنيين بشكل متعمد ومباشر وقتل عشرات الآلاف بالذخائر الأمريكية خلال الحرب على قطاع غزة.
وقال المحلل السياسي محمد هلسة، إن مجرد التلويح بتنفيذ عملية رفح يخدم أغراض وأهداف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السياسية، فإن لم يؤت التلويح بالذهاب لرفح ثماره بخفض شروط المقاومة وتمسكها بموقفها فإن نتنياهو سيذهب باتجاه رفح بشكل فعلي، حيث سيحاول ممارسة ضغط عسكري على المقاومة من خلال رفح لخلق مسار سياسي يفضي إلى هدنة، من خلال الضغط على الحاضنة الشعبية والبنية التحتية واستهداف المدنيين بادعاءات قدرتها على ثني المقاومة عن شروطها.
وأضاف هلسة في لقاء خاص لـ "شبكة قُدس"، أن "هذا مرتبط أيضا في سياق الدعم الذي حصل عليه نتنياهو من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، بعد الضربة الإيرانية، والولايات المتحدة حتى قبل الضربة الايرانية وفقا لهلسة، لم تكن لديها مشكلة من حيث المبدأ في الذهاب لرفح وإنما بعض التحفظات الشكلية واليوم حصل نتنياهو على صك رسمي من واشنطن بشأن العملية في رفح.
وأوضح المحلل السياسي هلسة، أن الاحتلال لا يبحث عن صورة نصر من خلال الدخول لرفح، لأن هناك يقينا إسرائيليا بأن لا صورة نصر حتى وإن ذهب إلى رفح والقضاء على كتائب حماس التي يقول إنها موجودة في رفح، ولن يستعيد الرهائن بهذا المنطق وإنما هو يبحث عن استدامة المواجهة، وبعد رفح سيبحث عن قضية أخرى ليشغل بها الجمهور الإسرائيلي لأن في استدامة النار استدامة لوجوده ووجود ائتلافه في الحكم، وهذا الائتلاف لا يعيش إلا على إشعال الحرائق، لأن هناك أصواتا تطالب بإقالة نتنياهو.
وأردف، أن صورة النصر التي وعد بها نتنياهو جمهور الاحتلال بعودة الرهائن والقضاء على حماس، لم يتحقق منها شيء بعد أكثر من 6 أشهر، حتى في منطقة الشمال التي أبادها نتنياهو بكل معنى الكلمة، وما زالت حماس تعيد بناء نفسها والسيطرة في المنطقة وهناك حالة من الاحتضان الشعبي للمقاومة في الشمال.
من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي، أن عملية رفح تحظى بإجماع داخل المؤسسة الأمنية لدى الاحتلال سواء الجيش أو الأمن أو حكومة الحرب أو حكومة الاحتلال.
وقال عرابي في لقاء خاص لـ "شبكة قُدس"، إن سبب اجتياح مدينة رفح له علاقة بعدة أسباب، أولها تفكيك حركة حماس وقدراتها التنظيمية والإدارية والحكومية، وهو أمر إسرائيليا غير ممكن إلا إذا جرى ضرب واستهداف حركة حماس في كل مكان لها وجود فيه سواء عسكريا أو تنظيميا أو أمنيا أو حكوميا.
وأضاف عرابي، أن الاحتلال الإسرائيلي معني أن يقول إنه ما من مكان داخل قطاع غزة إلا وجيش الاحتلال دخله وهذا جزء مما سوف يسوقه جيش الاحتلال كإنجاز بدخوله كل التجمعات السكانية داخل قطاع غزة.
وأوضح الكاتب والمحلل السياسي، أن جيش الاحتلال يسعى للتمركز لفترة ما للأمام، لأشهر أو أكثر، وهذا واضح من خلال التجمعات والتمركزات التي يؤسس بها بنية تحتية لوجود نوع من الاحتلال العسكري في عدد من الأماكن داخل القطاع مثل شرق قطاع غزة والمنطقة الفاصلة بين شمال وجنوب غزة.
ويرى، أن معركة رفح معركة جدية يسعى لها الاحتلال بشكل جدي، ولكن النقاش يدور حول التوقيت وحول شكل وحجم هذه العملية ونوعها.
وحذرت دول ومنظمات إنسانية من تداعيات الهجوم الإسرائيلي المحتمل على مدينة رفح الواقعة جنوب قطاع غزة، والتي تُشكّل ملاذا أخيرا للنازحين من الحرب والتي يمكث بها نحو 1.4 مليون فلسطيني.
ويوم أمس قال الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، إن الاحتلال يبحث عن نصر مزعوم واهم يبحث عنه في كل مكان ولكن في كل مكان يبحث فيه عن هذا النصر سيجدنا هناك نسفك دماء جنوده، ومزاعم ربط الاحتلال الانتصار بدخول رفح وتدمير ما تبقى فيها من كتائب هي محاولة فقط للشعور بنصر مزعوم.