فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: شكك محلل إسرائيلي، اليوم الجمعة 5 نيسان 2024، في قدرات القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية لإدارة الحرب على غزة.
وتساءل حول جدوى تهديدات المسؤولين الإسرائيليين وتوسيع الحرب إلى جبهات أخرى وبشكل خاص الجدوى من استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، الذي أسفر عن مقتل 11 شخصا بينهم قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني في سورية ولبنان، محمد رضا زاهدي والمعروف أيضا باسم حسن مهداوي.
وتطرق المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، إلى التهديدات التي يكررها وزير الحرب الإسرائيلي، يوآف غالانت، ضد حماس وحزب الله وسورية وإيران. وتساءل حول ما إذا كانت تهديدات غالانت هي جزء من عمله، أم أنه "أنت تهدد إذا أنت موجود". وأضاف أنه "في الخلاصة، لست متأكدا من هو يهدد، الإيرانيين أم يهددنا نحن".
وأشار برنياع إلى أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، "يضيف لتهديدات غالانت سلسلة تهديدات من جانبه. وهو يهدد الأميركيين، الأوروبيين، المنظمات الدولية، قطر ومؤخرا الأردن ومصر".
وأضاف أن إسرائيل سعت إلى اغتيال زاهدي من فترة طويلة، "وآمل فقط أن الذي قرر إطلاق الصاروخ على المبنى المجاور لسفارة إيران في دمشق قد أجرى حسابات كاملة، حول ما الفائدة من هذه الخطوة وما هو الضرر. ولست متأكدا أن هذه الحسابات أجريت".
وتابع أن "إسرائيل تخوض، منذ 7 أكتوبر، "حربا متدحرجة. وتوجد أمنيات ولا توجد إستراتيجية. والانتصار المطلق ليس موجودا سوى في خطاب نتنياهو الكاذب. فقد مرّت شهور ولا توجد بشائر. والصفقة لإعادة المخطوفين عالقة بين القاهرة والدوحة؛ السنوار صامد ويحكم، محاط برهائن؛ 100 ألف نازح (عن شمال إسرائيل) معزولون عن بيوتهم وحياتهم؛ الدولة انكمشت في الشمال والجنوب، وتنتظر الضربة القادمة بهلع".
وحذر برنياع من أنه "حتى لو تغلبنا على جميع الضربات، وليتنا نتغلب عليها، فإن الخطر الأكبر في المد البعيد هو فقدان أميركا. وهناك تحولات تاريخية لا يمكن تصحيحها. والحلف الذي تشكل طوال 100 عام، وتعمل إلى الرأي العام وجميع المؤسسات السياسية (الأميركية)، يمكن أن ينهار ويتفتت أمام أعيننا. وبمفاهيم كثير، هذا حصل".
وأشار إلى أن "الأمنية في إسرائيل كانت أن حماس ستنهار تحت الضغط العسكري، وفي أعقاب ذلك سيتراجع حزب الله. وهذا لم يحدث. حدث أمر آخر: هُجر مليون ونصف المليون (غزي) جنوبا... ضائقة غزة حقيقية. والصور من هناك احتلت الإنترنت ومحت تأييد العالم لإسرائيل، التي أصبحت شبيهة لجنوب إفريقيا في عهد الأبارتهايد وروسيا بقيادة بوتين. وسواء شئنا أم أبينا، هذا هو العالم اليوم".
وأضاف أن "إخفاق 7 أكتوبر وُلد لأننا تجاهلنا قدرات حماس المكشوفة؛ وإخفاق ما بعد 7 أكتوبر نجم عن تجاهلنا محدودياتنا. ومسؤولية نتنياهو عما حدث في 7 أكتوبر جزئي؛ ومسؤوليته عما جرى منذ ذلك اليوم كاملة. فهو مسؤول عن رفض تسريع المساعدات الإنسانية ونفى حقيقة أن عرقلة المساعدات تسبب بمشكلة إستراتيجية لإسرائيل؛ وهو مسؤول عن إيقاف جولات مفاوضات تحرير المخطوفين، وعن تحويل احتلال رفح إلى خصام مع جميع الدول الغربية، وهو مسؤول عن المواجهة المتصاعدة مع الإدارة الأميركية".
وحسب برنياع، فإن "نتنياهو مسؤول عن الفراغ الذي أحدثته إسرائيل في غزة، وسمح لحماس بالعودة للسيطرة على المناطق التي أخليناها وبسببها يشتد الجوع ويقتل أبرياء. وموت سبعة عاملي الإغاثة أرغم حكومات العالم على القول ’حتى هنا’. وهذا الخطأ كله بمسؤولية الجيش الإسرائيلي. وفي القدس يتظاهرون ضد نتنياهو، وفي العالم يحتقرون نتنياهو، رمز إسرائيل".
وتابع أنه "ربما حان الوقت لإجراء حساب التكلفة مقابل الفائدة، فماذا تبقى لنا أن نحقق من استمرار القتال في غزة وماذا نخسر".