شبكة قدس الإخبارية

هكذا حول جيش الاحتلال المجمع الطبي الأكبر في قطاع غزة إلى "غرف للموت"

2020-2-1711961023

فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: على مدار أسبوعين من الحصار المتواصل؛ حول جيش الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي الأكبر في قطاع غزة إلى ثكنة عسكرية، كان يدور الحديث عن مئات الشهداء والمعتقلين والجرحى بداخله، ولكن عقب الانسحاب الكامل من مستشفى الشفاء ومحيطه بدأت تتكشف مجازر دموية مروعة وصادمة ارتكبها جيش الاحتلال داخل مجمع الشفاء الطبي ومحيطه، من بينها دمار هائل للمباني وكذلك مئات الشهداء والجثامين المنتشرة في الموقع في مشاهد صادمة.

من مجمع طبي إلى غرف للموت، هذا ما فعله جيش الاحتلال في واقع الأمر داخل مجمع الشفاء الطبي الذي أعدم فيه المئات من بينهم أطفال ومرضى ونازحون وأطباء.

وأوصل جيش الاحتلال النظام الصحي بعد تدمير الشفاء، إلى شلل شبه تام، أدى بوزارة الصحة في قطاع غزة إلى المناشدة بتفريغ المستشفيات المتبقية وحصرها على المرضى والجرحى لتتمكن الكوادر الصحية من تقديم خدمات إنقاذ الحياة والعلاج، بسبب عدم وجود أماكن لتقديم الخدمات العلاجية حيث تعج المستشفيات بأقسامها وأسرتها بالنازحين بالإضافة إلى ما يتسبب به ذلك من نشر للعدوى بين المرضى والنازحين أنفسهم. 

وكشف فلسطينيون كانوا في مجمّع الشفاء الطبي ومحيطه عن فظائع ارتكبتها قوات الاحتلال خلال حصارها المجمع على مدار أسبوعين متواصلين، حيث خلفت كارثة إنسانية ودماراً هائلاً، وحيث شهادات كثيرة أعدمها جيش الاحتلال قبل أن تدلي بشهادتها عن غرف الموت داخل مجمع الشفاء الطبي.

ونقلا عن شهود عيان؛ فإن قوات الاحتلال اقتحمت المجمع الطبي يوم 18 مارس الماضي، بعد منتصف الليل وبشكل مفاجئ، وذلك عقب استهداف مبنى الجراحات التخصصية بشكل مباشر واستشهاد عدد من النازحين وإصابة عدد آخر من بينهم طواقم طبية.

وبعد اقتحام بوابة المستشفى وحصار جميع مبانيها من قوات الاحتلال بشكل كامل؛ أمطر جيش الاحتلال المستشفى بالرصاص الذي انهمر على النازحين والمرضى والطواقم الطبية من كل مكان، في ظل قطع كامل للاتصالات والكهرباء وانقطاع إمدادات المياه والطعام أيضا.

وفي اليوم الثاني من الحصار؛ طلبت قوات الاحتلال من النازحين الموجودين في المبنى الخروج منه فخرج الرجال أولاً ثم النساء حيث تم اعتقال العشرات من النازحين وتمكن آخرون من مغادرة المستشفى إلى جنوبي قطاع غزة، فيما أجبر جيش الاحتلال الطواقم الطبية على الخروج من المبنى واعتقلوا عددا منهم وأجبروهم على نزع ملابسهم وتعرضوا للتعذيب في ساحة المستشفى.

رعب وتعذيب، عاشه المتواجدون داخل المجمع الطبي على مدار أسبوعين، كل شخص كانت تلتقطه أعين جنود الاحتلال كان يتعرض للتحقيق الميداني والتصوير وفي بعض الأحيان للاعتقال، وكان من يتواجد في محيط المجمع الطبي يرون النازحين وهم يقتلون والجثث كانت ملقاة على الشارع وعدد من الجثث كانت تجرفهم آليات الاحتلال العسكرية. 

ووصف أحدهم المشهد من مجمع الشفاء ومحيطه بالقول إن "جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجازر بحق عائلات كاملة في المنطقة، وأن هناك جثثا متحللة وجثثا محروقة وأخرى تم دفنها".

وقال شهود عيان ونشطاء، إن جنود الاحتلال ضمنوا أنه لن يتحرك أحد ولن يوقفهم أحد وأن كل شيء مستباح، لذلك حرقوا المجمع بشكل كامل، وقتلوا الجرحى ودفنوهم مكبلي الأيدي ونبشوا القبور وحاصروا الأطفال والنساء والمرضى.

وفي السياق، قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارجريت هاريس، إن تدمير مستشفى الشفاء يصيب المنظومة الصحية في غزة في مقتل، مضيفة: "لقد كان المكان الذي يذهب إليه الناس للحصول على نوع رعاية يوفرها أي نظام صحي جيد، والتي نتوقع الحصول عليها في مجتمعاتنا حال الحاجة إليها".

وقالت منظمة أطباء بلا حدود إنها شعرت بالذهول بسبب مشاهد الدمار الذي لحق بمجمع الشفاء الطبي غربي قطاع غزة، الذي اقتحمه الاحتلال ودمره بالكامل، في حين حذرت منظمة الصحة العالمية من تحويل المستشفيات لساحة قتال.

وأعربت "أطباء بلا حدود" في بيان نشرته بحسابها على منصة إكس عن صدمتها أمام تحول مستشفى الشفاء إلى أنقاض بعد 14 يوما من الاقتحام والهجمات التي شنتها القوات الإسرائيلية داخل المنشأة الطبية وما حولها.

وجاء في البيان "إن أكبر مستشفى في غزة أصبح الآن خارج الخدمة، وبالنظر إلى حجم الدمار، فإن الناس في غزة لم يتبق لهم سوى عدد قليل من خيارات الرعاية الصحية في شمال غزة".

وذكر البيان أن الوصول إلى مستشفى الشفاء كان مستحيلا خلال اقتحامه من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأن المرضى بداخله حرموا من تلقي العلاج.

من جهته، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن تحويل إسرائيل المستشفيات لساحة قتال أمر لا يجوز.

وشدد المسؤول الأممي على ضرورة احترام المستشفيات وحمايتها، وعدم استخدامها ساحة للقتال.

وأعلنت الأمم المتحدة أنها تعتزم إرسال فريق للوقوف على الوضع في مجمع الشفاء الطبي بعد المشاهد الصادمة والدمار الهائل الذي تكشف بعد انسحاب الاحتلال منه أمس الاثنين.

وكان تحقيق أجرته منظمة "فورينزيك أركيتيكتشر" المختصة في التحليل الجنائي لمناطق الحروب والعنف المرتكب من قبل حكومات ودول، أظهر منهجية قوات الاحتلال في استهداف مستشفى الشفاء وطواقمه الطبية والنازحين.

وتضمن التحقيق إظهار كيفية تدمير قوات الاحتلال مباني الجراحة والطوارئ في المستشفى، وكيفية وقوع تلك الانتهاكات جغرافيا وزمانيا.