فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: تتوالى التقارير والتصريحات، مؤخرا، عن عزلة ومأزق حقيقي تعيشها الولايات المتحدة، على خلفية دعمها جيش الاحتلال الإسرائيلي في حربه الدامية والمدمرة على قطاع غزة.
وقالت صحيفة لوموند الفرنسية، إن واشنطن وأوكرانيا وغزة تعتبر 3 مسارح للأزمات الدولية، والقاسم المشترك بينها أنها اختبار حقيقي لمصداقية الغرب ووحدته.
وبسبب مواجهة صعوبات توجيه مساعدات عسكرية لأوكرانيا في الكونغرس الأميركي والخسائر الفادحة التي خلفتها الحرب الإسرائيلية على غزة، تسود أجواء كئيبة في الأنظمة الغربية.
وأوضح تقرير لوموند بأن المؤشرات تكشف بأن الديمقراطيات الليبرالية تمر بلحظة من الشك الوجودي والضعف، بحيث يبدو أنه لا صوت لهم فيما يتعلق بامتحان القيم، ويركزون بالمقابل على إبراز قوتهم فقط.
ووفق الصحيفة الفرنسية، يأتي جزء من هذا الجو الكئيب من واشنطن إذ يثير احتمال وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة مجددا مخاوف كبيرة في نفوس حلفاء الولايات المتحدة.
وفي ما يتعلق بأوكرانيا، أكثر ما يخشاه الأوروبيون هو أن يتخلى ترامب في حال فوزه عن دعم كييف، إذ يعتبر كثير من الجمهوريين أن الحرب في أوكرانيا ليست شأنا أميركيا.
وأفاد سوملار بأن إعادة توجيه الاهتمام الاستراتيجي الأميركي نحو آسيا، ينعكس في الكونغرس من خلال عرقلة حزمة المساعدات الجديدة لأوكرانيا.
وتابع الكاتب بأنه بغض النظر عما قد يحدث في الانتخابات الأميركية، يتعين على الأوروبيين أن يستعدوا للعيش من دون الولايات المتحدة إلى جانبهم.
وأضاف أن موسكو فهمت جيدا نقاط الضعف الغربية هذه والنقص الكبير في الذخيرة لدى الجيش الأوكراني، لذلك فهي تستغل هذا التردد لتحقيق مكاسب على الجبهة.
وذكر الكاتب أنه على نحو مماثل، تقوضت مصداقية الولايات المتحدة بسبب المأساة التي يعيشها المدنيون الفلسطينيون في غزة، فقد استشهد أكثر من 29 ألف شخص، ووقعت واشنطن في دعم غير مشروط لحكومة الاحتلال الإسرائيلية، وهو ما جعل الولايات المتحدة في عزلة دبلوماسية مريرة.
وفي السياق، اعتبر المسؤول السابق في البنتاغون جيم ميتر، أن واشنطن مستعدة لخوض حرب محتملة مع عدو واحد فقط في حين يطرح السؤال حول ما إذا كان تمويل أوكرانيا والاحتلال يقوض قدرتها على القتال في آسيا.
وقال المسؤول الأمريكي السابق، إنه في عام 2018، كان هناك تحول لم تتم مناقشته كثيرا في البنتاغون نحو مفهوم "الحرب الواحدة"، بدلا من الاستعداد السابق الباهظ الثمن لمحاربة خصمين رئيسيين في نفس الوقت.
وأضاف: "لقد كان تحولا لأنه أعطى الأولوية لقدرة الجيش الأمريكي على هزيمة الصين أو روسيا في حرب واحدة، بدلا من القدرة على هزيمة خصمين إقليميين في وقت واحد".
وأشار إلى أنه في ظل الظروف الحالية، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما إذا كان الدعم المادي المقدم لأوكرانيا والاحتلال اليوم يقوض قدرة القوات الأمريكية على الرد على "العدوان الصيني أو الكوري الشمالي في المستقبل".
وبحسب محللين فإن العودة إلى نموذج "الحربين"، ستكون مكلفة للغاية وستتطلب زيادة كبيرة في تمويل البنتاغون، وهو أمر لا يمكن تحمله.
وذكر أحد المحللين أن "الإعداد والتمويل لحرب بين الولايات المتحدة والصين من شأنه أن يستنزف موارد الولايات المتحدة؛ فالمؤسسة العسكرية تواجه أزمة في الأفراد، ومن غير الواضح ما إذا كانت قادرة على حشد العدد الكافي من الأفراد لخوض حربين في وقت واحد من دون التعبئة، وهو الأمر الذي لا يحظى بشعبية سياسية".