انطلقتُ إلى بلدة عرابة الغنية عن التعريف في الصمود والتحدي والتي يُعتقلُ الكثير من شبابها، دون تراجعٍ عن النضال والوطنية المتأصلة في نفوس أبنائها وأهلها .طرقتُ الباب، ففتحتْ تلك الأمّ المؤمنة، وعرفتها صابرة من قبلُ، إنها شقيقة الأسير المحرر جعفر عزّ الدين، والأسير أسعد عزّ الدين، والأسير المحرر المبعد لغزة طارق عز الدين.
إذن هذه المرأة التي التقيتُ سابقاً، هي اليوم والدة أسيرين أيضاً، هما كمال وأحمد مازن سليم بوسطة.
أما الأسير كمال، فهو الابن البكر والمعتقل منذ 19-6-2013، وهو من مواليد 2-1-1980، واعتقل كمال مرتين سابقتين لدى الاحتلال (2002، 2008) وهذه هي المرة الثالثة 2013، كما اعتقل لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية عام 2008 .
يعاني الأسير كمالُ من حصوة في الكلى، وهو بحاجة إلى دواء وسوائل بشكل متواصل وتتخوف عائلته على وضعه الصحي لأنه الان في فترة تحقيق ولا يعرفون عنه أية أخبار، سوى أنه في تحقيق الجلمة، كما وأجريت له عملية عام 2013، لتفتيت الحصوة في مشفى الرازي - جنين.
الأسير كمالُ متزوج، وله طفلانِ (مازن واياد)، وسيرزق قريباً بطفلة ان شاء الله، وكان لحظة انجاب زوجته لطفله اياد في الأسر . تذكرُ زوجة الأسير كمال، أن لحظة اعتقال زوجها، قامت قوات الاحتلال الساعة الثانية بعد منتصف الليل من ادخال كمال إلى الجيب العسكري، مع تطويق شامل للمنطقة، ثم قاموا بقلب المنزل رأساً على عقب كمحاولة استفزازية وتفتيش ولكن دون جدوى.
أما أحمد فقد اعتقل بتاريخ 24-3-2013، وهذا هو الاعتقال الثالث له لدى الاحتلال، حيث اعتقل سابقاً مدة 10 شهور، ثم اعتقال تليه مدة اربعة سنوات ونصف، والأسير من مواليد 8-12-1981، ومازال غير محكوم إلى الآن.
يعاني الأسير من حساسيّة في القصَبات، ويستخدمُ بخّاخ الفِنتولين بشكل يومي متكرر، وبطبيعة الحال في سجون الاحتلال لا يوجد اهتمام لوضعه الصحي، ويزداد الإهمال بالذات في اللحظات الحرجة التي يتألم فيها.
الأسير أحمدُ متزوج وله طفلٌ (محمد)، ولم تستطع عائلته من زيارته، ولم تشاهده إلا في المحكمة ومن بعيد.
والدةُ الأسيرين السيّدة أم كمال، تناشدُ الدول والمؤسسات الحقوقية والسلطة الفلسطينية، لضرورة انقاذ الأسرى المرضى خاصة، والأسرى بوجه عام، وهي صابرة لما رأته من اعتقال لابنائها واخوتها ولازالت للحرية تنتظر.