فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: كشفت مؤسسة حقوقية عن شهادات "مروعة" للجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال الأيام الماضية، بحق مئات الفلسطينيين بعد اعتقالهم في مناطق مختلفة بقطاع غزة.
وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في بيان صحفي، اليوم إن جيش الاحتلال صعد من حملات الاعتقالات التي طالت مئات المدنيين، بعد اقتحام مراكز الإيواء التي كانوا يعيشون فيه، ومن داخل المنازل والبنايات السكنية.
وأشار إلى أن جنود الاحتلال جردوا المعتقلين من ملابسهم وقيَدوا أيديهم، ونكلوا بهم، واعتدوا عليهم بالضرب وحرموهم من الحاجات الأساسية، وكشف عن استخدامهم لعدد من الأسرى كدروع بشرية.
وذكر أن جنود الاحتلال اعتقلوا عدداً من الفتية وهم ينزفون، بعد إصابتهم بالرصاص الحي، واعتدوا عليهم بالضرب المبرح. وأكد أن جيش الاحتلال نفذ عمليات سرقة لعدد كبير من المنازل، في المناطق التي توغل فيها، وفجَر بيوتاً في أحياء الزيتون والتفاح والشجاعية، بعد الاعتداء على سكانها.
ووثق المرصد اقتحام جنود الاحتلال الإسرائيلي منزلاً لعائلة "أبو زور"، في حي الزيتون، والاعتداء على سكانه بوحشية بعد حصارهم لعدة أيام، وقالت السيدة "غصون أبو زور" لفريق الأورومتوسطي: "قوات الاحتلال حاصرتنا داخل المنزل لمدة 12 يوما، ثم باغتتنا بإطلاق قذائف على باب المنزل واقتحامه بإطلاق الرصاص ما أوقع عدة إصابات في صفوف المتواجدين فيه".
وأضافت: أطلق جنود الاحتلال النار على الرجال قبل تعريتهم واعتقالهم جميعا مع النساء والأطفال، وأثناء إخراجهم بالشاحنات دهس الجنود عدداً من الشهداء كانوا ملقين في محيط المنازل.
وكشفت أن جندياً من جيش الاحتلال هدد الفتاة "ريم أبو زور" بالاغتصاب أمام مرأى أفراد عائلتها، لكنها صرخت في وجهه قائلة إنها "تفضل قتلها بالرصاص على أن يقترب منها أحد".
وتابعت: أفرج جنود الاحتلال عن النساء بعد ساعة من احتجازهن وتركوهن حفاة تنزف الدماء من أقدامهن، وأجبروهن على النزوح باتجاه مستشفى (الأقصى) في دير البلح وسط قطاع غزة مشيا على الأقدام، حيث يمكثن هناك دون مأكل أو مأوى ووسط قلق على مصير أزواجهن وأبنائهن المعتقلين.
وقالت إن قوات الاحتلال اعتقلت جميع الذكور من العائلة بما في ذلك أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و13 عاما، ولاحقا ثم أفرجت عن الأطفال بعد يومين من التعذيب والضرب، وما يزال طفلان من العائلة معتقلين هما "أنس زهير أبو زور" و"أحمد نبيل أبو زور" (17 عاما) إضافة إلى 20 رجلا.
وأشار المركز إلى أن من بين المعتقلين، من منزل العائلة، "عماد عيد أبو زور" وهو مريض مقعد، بالإضافة لــ"سامر إبراهيم أبو زور" وهو من "ذوي الاحتياجات الخاصة"، و"صخر أبو زور" ويعاني من مرض في القلب، وقد قتل الاحتلال اثنين من أولاده، و"عماد عيد أبو زور" وهو مصاب بشظايا صاروخ إسرائيلي.
وفي شهادة ثانية، كشف المرصد عن اقتحام قوات الاحتلال لمنزل عائلة "أبو الخير"، في حي الزيتون، وإعدام المسن "صابر أبو الخير"، بعد أن أطلق الجنود النار عليه وهو في فراشه، ثم اعتقال جميع الرجال بعد الاعتداء عليهم بالضرب.
واقتحمت قوات الاحتلال منزلاً لعائلة "عودة"، في الحي، واعتقلت 13 فرداً منهم وعرضتهم للتعذيب أمام نسائهم ثم أجبرتهم على الخروج ونسفت المنزل.
ونقل المرصد عن العائلة قولها إن الجنود أجبروا النساء على المشي سيرا على الأقدام باتجاه جنوب قطاع غزة، فيما تم ثم احتجزوا الرجال على مدار يومين تعرضوا خلالها للتعذيب والتنكيل الشديدين، قبل أن يفرج عن اثنين منهم وكلاهما مسنين وهما بحالة صحية شديدة السوء بينما لا يزال مصير بقية المعتقلين مجهولا.
كما كشف عن اعتقال جنود الاحتلال عدداً كبيراً من النساء، في غزة وشمالها، ونقل عن الفتاة "ف.ب" قولها إن قوات الاحتلال اعتقلتها مع شقيقتها، من حي الزيتون، واعتدت عليهما بالضرب بشكل وحشي، قبل أن يطلق الجنود سراحها وتبقى شقيقتها معتقلة.
وأضاف المرصد: كما تعرضت الشابة (إ.ح) للتعذيب والإهانة من أطراف حي (التفاح) جنوب شرق مدينة غزة.
وأكد أن "مصير مئات المعتقلين بما في ذلك نساء لا يزال مجهولا في ظل شهادات عن تعرضهم لعمليات تنكيل وحشية وتعذيب جسدي ونفسي ومخاوف من تعرضهم لعمليات إعدام ميدانية".