غزة - قُدس الإخبارية: حذرت المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من أن "الأمراض السارية" والأوبئة أصبحت أداة جديدة، في حرب "الإبادة"، التي ينفذها جيش الاحتلال على الفلسطينيين في قطاع غزة.
وقال المرصد، في بيان صحفي، اليوم إن مخاطر كبيرة من تحول قطاع غزة إلى "منطقة منكوبة تتفشى فيها الأوبئة والأمراض السارية بصورة كارثية وغير معهودة في التاريخ الحديث للبشرية"، حسب وصفه.
وأضاف: 2.3 مليون نسمة في قطاع غزة أكثر من 45% منهم من الأطفال يواجهون صراعا مع الموت ليس فقط بالقنابل والصواريخ الفتاكة، بل كذلك بالأوبئة والأمراض المعدية في ظل انهيار صحي شامل بهدف تعميق الإبادة الجماعية الحاصلة للشهر الثالث.
وأشار إلى أن انعدام مياه الشرب النظيفة، وعدم وجود الصرف الصحي الملائم، وسوء التغذية في ظل تكدس واكتظاظ قياسي للنازحين يشكل "الصيغة التي تُدرس عن ظروف انتشار الأوبئة وخطر كارثة صحية عامة".
وأكد أن مراكز الإيواء بسبب الاكتظاظ وسوء الظروف الصحية ونقص المراحيض وخدمات الصرف الصحي، سجلت "معدلات كبيرة لأمراض وحالات معدية مثل الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي الحادة والتهابات الجلد والحالات المرتبطة بالنظافة".
وتابع: تتزايد المخاوف بشأن الفئات الضعيفة من الأشخاص الذين يعانون من ظروف المأوى الصعبة، بما يشمل الأشخاص ذوي الإعاقة؛ النساء الحوامل أو اللاتي أنجبن حديثاً أو المرضعات؛ الأشخاص الذين يتعافون من الإصابات أو العمليات الجراحية؛ والذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
وقال إن نقص الوقود في ظل أزمة انقطاع الكهرباء كليا، أدى إلى إغلاق محطات تحلية المياه ومحطات الصرف الصحي، "ما زاد من خطر انتشار العدوى البكتيرية"، حسب وصفه، إذ أن "مياه الشرب الملوثة تنقل أمراض الإسهال والدوسنتاريا والتيفوئيد وشلل الأطفال".
وأضاف: منذ بداية الحرب أغلقت حكومة الاحتلال الأنابيب التي تمد غزة بالمياه وقطعت إمدادات الكهرباء والوقود، علما أن أكثر من 96% من موارد المياه في القطاع "غير صالحة للاستهلاك البشري" منذ سنوات طويلة.
وأشار إلى "تصاعد مخاطر تكدس النفايات في الأحياء السكنية"، وأوضح: ظل مصاعب شديدة تواجهها أطقم البلديات سواء في جمع تلك النفايات -في ظل الغارات الإسرائيلية وأزمة الوقود- أو حظر وصولهم إلى المكبات الرئيسية الواقعة على الأطراف الحدودية لقطاع غزة - الذي ينتج يوميا ألفي طن- بغرض ترحيل النقابات ما يهدد بتفاقم مكرهة صحية وكارثة بيئية خطيرة.
ونقل عن أطباء ومسؤولين صحيين وفي منظمات إغاثية دولية، قولهم إنه "جرى توثيق أكثر من 20 ألف حالة مرتبطة بعدوى في الجهاز التنفسي العلوي خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري فقط"، وتابع: مع العلم أن قطاع غزة يسجل نحو ألفي حالة مرتبطة بأمراض الجهاز التنفسي بأنواعه شهريا في الأوضاع الاعتيادية.
وذكر أن "النقص الحاد في غاز الطهي بفعل الإغلاق الإسرائيلي،أدى إلى الاعتماد الكبير على مصادر أقل نظافة مثل الحطب وبقايا الخشب وحرق النفايات"، مما "يضاعف معدلات خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي"، حسب وصفه.
وكشف المرصد أنه خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر وحده "جرى تسجيل أكثر من 50 حالة إسهال عنيف نحو نصفها لأطفال أصغر من خمس سنوات"، وقال: علما أن الإسهال العنيف قد يسبب الوفاة في ظل سوء التغذية وضعف الحالة الجسمانية التي يعاني منها السكان لا سيما فئة الأطفال.
وتابع: يضاف إلى ذلك تسجيل تفش غير مسبوق لأمراض الالتهابات الجلدية، منها أكثر من 5 آلاف حالة إصابة بجدري الماء، و18800 إصابة طفح جلدي، و10 آلاف إصابة بالجرب، وعشرات آلاف حالة الإصابة بالإنفلونزا الشديدة.
وكشف عن "رصد حالات إصابة بمرض التهاب الكبد الوبائي في مناطق متفرقة من قطاع غزة"، وأضاف: تعذر إجراء التحاليل الطبية اللازمة في المستشفيات المحلية والحاجة إلى إرسال عينات للخارج لا يزال يعيق معرفة حدة انتشار المرض والعدد الدقيق للإصابات.