فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: اعتبر كاتب إسرائيلي متخصص في الشؤون الأمنية والعسكرية، أن وزير "التراث اليهودي" في حكومة الاحتلال، عميحاي إلياهو، دمر من خلال تصريحاته عن ضرب غزة بقنبلة نووية 60 عاماً من "سياسة الغموض الإسرائيلية"، حسب وصفه.
وأوضح ميلمان، في مقال على صحيفة "هآرتس"، وترجمته مؤسسة الدراسات الفلسطينية أن دولة الاحتلال انتهجت منذ 60 عاماً "سياسة الغموض" بما يخص البرنامج النووي، فهي "لا تؤكد ولا تكذب التقارير التي تقول إنها تمتلك سلاحاً نووياً".
وأشار إلى أن الصيغة التي نشرها وزير الحرب السابق، شمعون بيريز، الذي يعتبر من مؤسسي المشروع النووي في دولة الاحتلال، عن طريق علاقاته مع فرنسا، ورئيس حكومة الاحتلال السابق ليفي أشكول، بعد ضغوطات من الولايات المتحدة في بدايات المشروع جاء فيها: "إسرائيل لن تكون أول دولة تُدخل السلاح النووي إلى الشرق الأوسط".
وأضاف أن دولة الاحتلال استخدمت لاحقاً صيغاً لغوية مختلفة للهروب من الاعتراف الصريح أو تكذيب امتلاكها للسلاح النووي.
وقال إن معاهد أبحاث مهمة في العالم تشير إلى أن دولة الاحتلال عشرات الرؤوس النووية، ولكن الأجهزة الأمنية تطلب من الصحفيين الإسرائيليين إضافة عبارة "بالاستناد إلى تقارير أجنبية"، عند الحديث عن "المشروع النووي الإسرائيلي.
وأضاف: إذا بوزير في الحكومة الإسرائيلية يقترح على رؤوس الأشهاد تحويل غزة إلى نسخة من هيروشيما وناغازاكي (كأن إسرائيل تنقصها متاعب نووية)، كون المقصود هو وزير التراث وواحد من كثيرين يتولون وزارة مُكلفة وغير ضرورية، لا يقدم ولا يؤخر.
واعتبر ميلمان أن تصريحات إلياهو أشبه بــ"الموسيقى بالنسبة لإيران"، التي وصفها بأنها "دولة على عتبة النووي"، وقال: "كلام الوزير إلياهو منح كل مَن يكره إسرائيل ويعتبرها دولة مجرمة دفعاً قوياً، وهو بذلك يقوّي حماس التي في إمكانها الادعاء أن إسرائيل تنوي ارتكاب جرائم حرب، وكذلك جهات قانونية دولية تنتظر إسرائيل لملاحقتها في اليوم التالي للحرب".
وأكد أن "الضربة الأقسى" من تصريحات إلياهو كانت للولايات المتحدة الأمريكية التي تبذل جهوداً كبيراً في دعم دولة الاحتلال، في الحرب على غزة، وقال: "في واشنطن يشدّون بشعورهم".
وتابع: القلق الذي ازداد في الغرب خلال الأشهر العشرة الأخيرة للاحتجاجات ضد الانقلاب القضائي، والتساؤل هل إسرائيل – التي تُعتبر دولة نووية - هي دولة عاقلة وعقلانية في ظل حُكم بنيامين نتنياهو؟.