قام المئات من المتظاهرين ظهر اليوم في وادي عارة بإغلاق الشارع الرئيسي بمنطقة وادي عارة احتجاجاً على سياسية هدم البيوت التي تنتهجها "اسرائيل" بحق الفلسطينيين بالداخل المحتل، وذلك على إثر هدم منزل لأسرة عربية في قرية عرعرة مساء يوم الأربعاء على يد سلطات الإحتلال الإسرائيلية.
وشهد شارع وادي عارة ازدحامات مرورية خانقة على مدار ساعة، ودفعت شرطة الاحتلال الإسرائيلية بوحدات خاصة إلى مفرق عرعرة، معززة بقنابل الغاز المسيل للدموع، في محاولة منهم لفتح الشارع، وقد حصلت مناوشات بين أفراد الشرطة والمتظاهرين.
وتشهد منطقة وادي عارة هذه الأيام غلياناً وتحركاً شعبياً غير مسبوق، فهي المرة الأولى منذ انتفاضة القدس والأقصى في اكتوبر 2000 يقوم الفلسطينيون بالداخل بإغلاق شوارع رئيسية.
ويوم أمس الخميس، تم تنظيم إضراب شامل في منطقة وادي عارة كخطوة تصعيدية واحتجاجاية على سياسة هدم البيوت المتزايدة في السنوات الأخيرة، أما اليوم الجمعة فشهدت منطقة وادي عارة، مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وبين قوات الشرطة، حيث أغلق شارع 65 من الاتجاهين عند مفرق عرعرة.
وكانت شرطة الإحتلال قد جندت المئات من عناصرها إضافة إلى الوحدات الخاصة من أجل قمع المتظاهرين، وفتح الشارع بالقوة، مستخدمة العنف والقنابل المسيلة للدموع ضد المتظاهرين، الأمر الذي أدى وقوع عدد من الإصابات.
وشارك العديد من القيادات العربية في الداخل الفلسطيني بالمظاهرات ودعوا إلى تصعيد المواجهة، وقال النائب جمال زحالقة رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع الوطني الديمقراطي إن المتظاهرين أغلقوا شارع وادي عارة مدة ساعة كاملة، ووقعت مواجهات مع الشرطة التي اعتدت على المتظاهرين بالضرب، والقت تجاههم القنابل المسيلة للدموع، ما أدى إلى إصابة عدد من المتظاهرين بإصابات متفاوتة، وعولجوا ميدانيا.وأضاف زحالقة: "لليوم الثالث على التوالي نغلق شارع وادي عارة، ونحن مستمرون في النضال من أجل الأرض والمسكن".
وتابع "ما حدث في وادي عارة العريق هو مؤشر على الجهوزية النضالية لشبابنا، وكان حضور الشباب المحرك للطاقات طاغيا وواضحا، ويجب توسيع هذا الغضب وتسييسه بالكفاح ومواجهة القهر اليومي والتمييز العنصري".
ووجه النائب زحالقة الدعوة للجمهور عامة، وإلى جمهور الشباب بوجه خاص، إلى التواجد والمشاركة في كافة الاعتصامات على الطرقات.
أما الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية الشمالية فقال خلال خطبة الجمعة على أنقاض البيت المهدوم: "إن أي قانون عنصري مهما صدر ومن أي جهة اسرائيلية كانت مكانه الطبيعي في سلة المهملات. أقول للشعب الفلسطيني الصامد بأننا سوف نقف أمام الظلم الإسرائيلي فأرضنا ترفض كل الظالمين لأن أوسخ ما على الكرة الأرضية الظلم والظالمون".
وأضاف صلاح "المؤسسة الإسرائيلية تدعي بأنها هدمت بيت أخونا سعيد لأنه بدون ترخيص وإذا كانت القضية كذلك فنحن هنا نقول بأن الإحتلال الإسرائيلي بدون ترخيص ويجب أن يهدم فورا، أرجو من الجميع أن يعلموا بأن هذا البيت لم يبنى قبل أسابيع ولا قبل أشهر ولا قبل سنوات معدودات هذا البيت بني عام 1966 هذا البيت بني قبل وجود المؤسسة الإسرائيلية وقبل وجود أبطال المخابرات الذين يلوحون بعصيهم من بعيد".
وكانت جرافات تابعة لوزارة الداخلية الإسرائيلية أقدمت فجر الأربعاء الماضي على هدم منزل فلسطيني قائم منذ عام 1969 في منطقة وادي عارة شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، تعود ملكيته للمواطن الفلسطيني سعيد أبو شرقية، وذلك بزعم افتقاره للتراخيص الإسرائيلية اللازمة للبناء، وهي سياسة إسرائيلية متكررة تحارب فيها الوجود الفلسطيني العربي في الداخل المحتل. ومن المقرر أن تستمر الاعتصامات والتظاهرات أيضاً يوم غدٍ السبت.